السيد أبو القاسم الخوئي ( قدس سره )
( 1317 هـ ـ 1413 هـ )
اسمه ونسبه :
السيّد أبو القاسم بن السيّد علي أكبر بن هاشم الخوئي .
ولادته :
ولد السيّد الخوئي في الخامس عشر من رجب 1317 هـ بمدينة خوي في إيران .
دراسته :
بعد أن تعلَّم القرآن الكريم ، والقراءة والكتابة في بلده ، سافر عام 1330 هـ إلى مدينة النجف الأشرف لدراسة العلوم الدينية ، وكان معروفاً بذكائه ، وقوّة ذاكرته ، ولمّا بلغ عمره ست عشرة سنة أخذ يحضر دروس البحث الخارج عند أساتذة حوزة النجف الأشرف .
ولم يقتصر على دراسة الفقه والأُصول ، بل واصل دراسته للعلوم الأُخرى ، كعلم الكلام ، والتفسير ، والمناظرة ، والحكمة ، والفلسفة ، والأخلاق ، والسير والسلوك ، والرياضيات ، والحساب الاستدلالي ، والهندسة ، والجبر .
أساتذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ محمّد حسين الغروي الأصفهاني ، المعروف بالكمباني .
2ـ الشيخ فتح الله الأصفهاني ، المعروف بشيخ الشريعة .
3ـ الشيخ محمّد حسين الغروي النائيني .
4ـ أبوه ، السيّد علي أكبر الخوئي .
5ـ الشيخ ضياء الدين العراقي .
6ـ الشيخ محمّد جواد البلاغي .
7ـ الشيخ مهدي المازندراني .
8ـ السيّد حسين البادكوبي .
تدريسه :
قبل أن ينال درجة الاجتهاد ولشدَّة ذكائه ، كان يواصل دراسته ويدرِّس في نفس الوقت ، وقد قال في هذا الخصوص : عندما أنجزت دراسة الجزأين الأوّل والثاني من كتاب شرح اللمعة الدمشقية ، قمت فوراً بتدريس الجزء الأوّل منها ، فقد كان ماهراً ومُهيمناً على المادّة الدراسية التي كان يلقيها ، مرتِّباً لمطالب الدرس ، مبتعداً عن الحشو الزائد الذي لا فائدة منه .
وكان يعتمد في بحوثه الاستدلالية على طريقة أساتذته الشيخ النائيني والشيخ العراقي والشيخ الكمباني ، إضافة إلى آرائه الشخصية ، فيخرج بآراء معاصرة عميقة ودقيقة ، موضِّحاً فيها آراء العلماء السابقين ، كما لم يكن يعتمد على الفلسفة في تدريس علم الأُصول ، وكان يعتمد على الأحاديث الشريفة والروايات في تدريس الفقه ، وكان يهتمّ اهتماماً كبيراً بأسانيد الأخبار ، وكان يعتبرها الحجر الأساس في توثيق الرواة ، ورجال السند .
تلامذته : نذكر منهم ما يلي :
1ـ الشيخ أبو الفضل النجفي الخونساري .
2ـ السيّد محمّد سعيد الطباطبائي الحكيم .
3ـ الشهيد الشيخ مرتضى البروجردي .
4ـ الشهيد السيّد عبد الصاحب الحكيم .
5ـ الشيخ محمّد تقي بهجت الفومني .
6ـ الشهيد السيّد محمّد باقر الصدر .
7ـ السيّد علي الحسيني السيستاني .
8ـ الشيخ حسين وحيد الخراساني .
9ـ الشيخ محمّد آصف المحسني .
10ـ الشيخ محمّد إسحاق الفياض .
11ـ الشهيد الشيخ علي الغروي .
12ـ السيّد أبو القاسم الكوكبي .
13ـ السيّد محمّد الروحاني .
14ـ الشيخ جواد التبريزي .
15ـ السيّد أحمد المستنبط .
16ـ السيّد إبراهيم الأمين .
17ـ الشيخ علي الهمداني .
18ـ الشيخ علي الفلسفي .
19ـ السيّد علي البهشتي .
20ـ السيّد تقي القمّي .
مواقفه :
وقف السيّد الخوئي بوجه النظام العراقي أيّام حكم عبد الكريم القاسم سَدّاً منيعاً ، للدفاع عن فتوى السيّد محسن الحكيم : الشيوعية كُفر وإِلحاد ، وذلك بالتضامن مع المراجع العظام الآخرين كأمثال : الإمام الخميني ، و السيّد محمود الشاهرودي ، والسيّد الشيرازي ، وبخصوص إقامة العلاقات بين الحكومة الشاهنشاهية والكيان الصهيوني ، واللعب بمقدّرات الأُمّة الإسلامية ، يقول السيّد : هل من الممكن لدولة إسلامية أن تسلِّم مقدّرات بلادها إلى أعداء الدين والأُمّة ؟ وهل من الصحيح لدويلة صغيرة مثل إسرائيل قامت على أساس معاداة الإسلام والمسلمين أن يكون لها كيان وسط أمَّتنا الإسلامية ؟
منذ انتفاضة الشعب الإيراني ضد نظام الشاه عام 1341 هـ وما بعدها ، كان للسيّد دور واضح في دعم تلك النهضة ومساعدتها بالطرق المختلفة ، فقد أصدر عِدَّة بيانات تدلّ على كبير اهتمامه ، وعُمق نظرته البعيدة في التصدِّي للنظام الشاهنشاهي العميل ، كما أصدر بيان حول أحداث عام 1978 م ، التي سبقت انتصار الثورة الإسلامية في إيران ، وغيرها من البيانات الكثيرة التي سبقت تلك الأحداث .
حاول النظام العراقي الكافر خلال سنوات حربه المفروضة على الجمهورية الإسلامية وبطرق مختلفة ، أن يحصل على تأييد منه ولو بكلمة واحدة لكنّه فشل في ذلك ، وفي أيّام انتفاضة الشعب العراقي عام 1991 م عيَّن سماحته هيئة تمثِّله ، مكوَّنة من ثمانية أشخاص لقيادة حركة الثوّار ، وأصدر بياناً دعا فيه الثوّار إلى التمسّك بالموازين الإسلامية وعدم مخالفتها .
أقوال العلماء فيه : نذكر منهم ما يلي :
1ـ قال الشيخ علي الهمداني :
لم أرَ بعد وفاة الشيخ النائيني أحداً مثل السيّد الخوئي متمكِّناً من المادّة الدراسية ، بحيث أنّه كان يلقي الدرس بأكمله باللغة العربية الفصيحة .
2ـ قال السيّد محمّد رضا الكلبايكاني :
كان السيّد الخوئي شمساً مضيئة على العالم الإسلامي في الفقاهة ، على مَدَى خمسين عامّاً .
3ـ قال السيّد علي الخامنئي :
كان عالماً فقيهاً ، عظيم الشأن ، ومرجعاً كبيراً من مراجع هذا العصر .
وفاته :
توفّي السيّد الخوئي ( قدس سره ) في الثامن من صفر 1413 هـ بمدينة النجف الأشرف ، ودفن سرّاً بعد منتصف الليل ـ حسب أوامر قوّات نظام صدام المجرم ـ بمسجد الخضراء في جوار حرم الإمام علي ( عليه السلام ) .
ـــــــــ
1ـ أُنظر : سيرة وحياة الإمام الخوئي : 11 .
منهج الإمام الخوئي العلمي
مؤلفات الإمام الخوئي
خدمات الإمام الخوئي الاجتماعية
مقدمة ، وبداية مسيرة الإمام الخوئي