قرآن الکریم فی روایات المدرستین جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قرآن الکریم فی روایات المدرستین - جلد 1

سیدمرتضی العسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


فـي صـفـر عـلـى راس ستة وثلاثين شهرا من الهجرة قدم عامر بن مالك ابو براء ملاعب الاسنة الـكلابي على رسول اللّه (ص ), فاهدى له فلم يقبل منه وعرض عليه الاسلام فلم يسلم ولم يبعد
وقـال : لو بعثت معي نفرا من اصحابك الى قومي لرجوت ان يجيبوا دعوتك ويتبعوا امرك , فقال : اني
اخاف عليهم اهل نجد فقال : انا لهم جار ان يعرض لهم احد فبعث معه رسول اللّه (ص ).

سـبعين رجلا من الانصار شببة يسمون القراء وامر عليهم المنذر بن عمرو الساعدي , فلما نزلوا
ببئر معونة , وهو ماء من مياه بني سليم وهو بين ارض بني عامر وارض بني سليم , كلا البلدين يعد
مـنـه وهـو بـناحية المعدن , نزلوا عليها وعسكروا بها وسرحوا ظهرهم وقدموا حرام بن ملحان
بـكـتاب رسول اللّه (ص ), الى عامر بن الطفيل فوثب على حرام فقتله واستصرخ عليهم بني عامر
فـابـوا وقـالوا: لا يخفر جوار ابي براء, فاستصرخ عليهم قبائل من سليم عصية ورعلا وذكوان
فنفروا معه وراسوه .

واسـتـبـطـا الـمسلمون حراما فاقبلوا في اثره فلقيهم القوم فاحاطوا بهم فكاثروهم فتقاتلوا فقتل
اصـحاب رسول اللّه (ص ), وفيهم سليم بن ملحان والحكم بن كيسان في سبعين رجلا, فلما احيط
بـهـم قـالـوا: اللّه م انـا لا نـجـد مـن يـبـلغ رسولك منا السلام غيرك فاقرئه منا السلام فاخبره
جـبرائيل (ع ) بذلك فقال : وعليهم السلام , وبقي المنذر بن عمرو فقالوا: ان شئت آمناك , فابى واتى
مصرع حرام فقاتلهم حتى قتل , وكان معهم عمرو بن امية الضمري فقتلوا جميعا غيره , فقال عامر
بن الطفيل : قد كان على امي نسمة فانت حر عنها, وجز ناصيته وفقد عمرو بن امية عامر بن فهيرة
مـن بين القتلى فسال عنه عامر بن الطفيل فقال : قتله رجل من بني كلاب يقال له جبار بن سلمى , لما
طعنه قال : فزت واللّه ((07)) .

وفي صحيح البخاري :

قال انس : كنا نسميهم القراء يحطبون بالنهار ويصلون بالليل((08)) .

وجاء اكثر تفصيلا في طبقات ابن سعد حيث قال :

جاء ناس الى النبي (ص ) فقالوا: ابعث معنا رجالا يعلمونا القرآن والسنة فبعث اليه سبعين رجلا من
الانـصـار يـقـال لـهم القراء فيهم خالي حرام , كانوا يقرؤون القرآن ويتدارسون بالليل ويتعلمون ,
وكـانـوا بـالنهار يجيئون بالماء فيضعونه بالمسجد ويحتطبون فيبيعونه ويشترون به الطعام لاهل
الـصـفـة والـفـقـراء فـبـعـثـهـم الـنـبي (ص ) اليهم فعرضوا لهم فقتلوهم قبل ان يبلغوا المكان
الحديث ((09)) .

ومن القراء من لم يشتهر في عداد قراء الصحابة مثل :

ا ـ عبداللّه بن عمرو بن العاص .

جاء في كنز العمال : عن عبداللّه بن عمرو قال : جمعت القرآن , فقرات به في ليلة , فقال رسول اللّه
(ص ): اقراه في شهر, قلت يا رسول اللّه دعني استمتع من قوتي وشبابي , قال : اقراه في عشرين ,
قـلـت يا رسول اللّه دعني استمتع من قوتي وشبابي , قال : اقراه في عشر, قلت يا رسول اللّه دعني
استمتع من قوتي وشبابي , قال : اقراه في سبع ليال , قلت يا رسول اللّه دعني استمتع من قوتي وشبابي
فابى((10)) .

ب و ج ـ ابن ام عبد ـ عبداللّه بن مسعود وسالم مولى ابي حذيفة .

روي عـن عـبداللّه بن عمرو قال : سمعت رسول اللّه (ص ) يقول خذوا القرآن من اربعة من ابن ام
عبد وبدا به ومن ابي بن كعب ومن سالم مولى ابي حذيفة ومن معاذ بن جبل((11)) .

وهـذا الحديث يدل على ان هولاء الاربعة اما ان يكون كل واحد منهم قد جمع القرآن عن ظهر قلب
ولاطـمئنان الرسول (ص ) بذلك يهدي المسلمين ان ياخذوا القرآن منهم او ان يكون لدى كل واحد
منهم نسخة كاملة من القران الكريم ودلالة الحديث على الامر الثاني اقوى واهم .

د ـ هـ ـ و ـ ز ـ ح ـ ط: ابـي بن كعب وزيد بن ثابت وعثمان بن عفان وتميم الداري ومعاذ بن جبل
وابو الدرداء.

لما جاء في طبقات ابن سعد((12)) , باب ذكر من جمع القرآن على عهد رسول اللّه (ص ):

اولا ـ عـن مـحـمد بن سيرين قال : جمع القرآن على عهد النبي (ص ), ابي بن كعب وزيد بن ثابت
وعثمان بن عفان وتميم الداري((13)) .

ثانيا ـ عن عامر الشعبي قال : جمع القرآن على عهد رسول اللّه (ص ), ستة رهط من الانصار: معاذ
بـن جـبل وابي بن كعب وزيد بن ثابت وابو الدرداء وابو زيد وسعد بن عبيد, قال : قد كان بقي على
المجمع بن جارية سورة او سورتان حين قبض النبي((14)) .

وجاء فيه ـ ايضا ـ عن الشعبي :

قـال : جمع القرآن على عهد رسول اللّه (ص ), ستة نفر: ابي بن كعب ومعاذ ابن جبل وابو الدرداء
وزيـد بـن ثـابت وسعد وابو زيد قال : وكان مجمع بن جارية قد جمع القرآن الا سورتين او ثلاثا,
وكان ابن مسعود قد اخذ بضعا وتسعين سورة وتعلم بقية القرآن من مجمع .

ي ـ ثابت بن زيد بن قيس بن زيد الخزرجي الحارثي ويكنى ابا زيد.

اخـبـرنا ابو زيد الانصاري البصري النحوي واسمه سعيد بن اوس بن ثابت ابن بشير بن ابي زيد
قـال : وثابت بن زيد بن قيس هو جدي , وقد شهد احدا هو احد الستة الذين جمعوا القرآن على عهد
رسـول اللّه (ص ) وكـان قد نزل البصرة واختط بها, ثم قدم المدينة فمات بها في خلافة عمر بن
الـخـطـاب فـوقـف عـمـر على قبره فقال : رحمك اللّه ابا زيد, لقد دفن اليوم اعظم اهل الارض
امانة((15)) .

وموجز الخبر بترجمته في الاصابة 1 / 220 وفي اسد الغابة 1 / 269: وهذا غير ابو زيد الذي
جاء اسمه في رواية انس والذي جمع القرآن على عهد النبي (ص ) اختلفوا في اسمه وقد رجعنا في
ترجمته الى الاصابة حيث قال :

(ابـو زيد) الذي جمع القرآن ـ وقع في حديث انس في صحيح البخاري غير مسمى وقال انس هو
احد عمومتي واختلفوا في اسمه فقيل اوس وقيل ثابت ابن زيد وقيل معاذ وقيل سعد بن عبيد وقيل
قيس بن السكن وهذا هو الراجح كما بينته في حرف القاف .

وقال في حرف القاف ما موجزه .

(قـيـس ) بن السكن بن زعوراء وقيل بن السكن وزعوراء قيس آخر الانصاري ـ ذكره موسى بن
عقبة فيمن شهد بدرا.

وفـي صـحيح البخاري عن انس في تسمية من جمع القرآن ابو زيد قال انس هو احد عمومتي وقد
اخـرجـه ابـو نعيم في المستخرج عن البخاري وابن حبان وابن السكن وابن مندة من الوجه الذي
اخرجه منه البخاري وزادوا ان اسمه قيس بن السكن وكان من بني عدي بن النجار ومات ولم يدع
عقبا قال انس فورثناه .

وانـمـا قلنا ان ابا زيد الثاني غير ابي زيد الاول لان الاول كان له عقب بالبصرة وتوفي في خلافة
عمر بن الخطاب وابو زيد الثاني والمستخرج ترجمته من رواية انس قال عنه استشهد ببدر ونحن
ورثـنـاه وهـذا الـصـحابي لم نجد له ذكرا في غير روايات انس وعلى ذلك يسوغ لنا ان نعده من
الصحابة المختلقين .

تراجم القراء من الصحابة .
((16)) .
ونبدا بذكر تراجم من وجدنا اسماءهم ممن استشهد منهم يوم بئر معونة :

ا ـ اميرهم : المنذر بن عمرو الساعدي الخزرجي .

كان يكتب بالعربية قبل الاسلام وكان احد النقباء الاثنى عشر في بيعة العقبة الثانية امره رسول اللّه
(ص ) على اصحاب بئر معونة فاستشهد كما ذكرناه (طبقات ابن سعد 3 / 555).

ب ـ ابو شيخ ابي بن ثابت بن المنذر من بني النجار.

شهد بدرا واحدا واستشهد يوم بئر معونة (طبقات ابن سعد 3 / 504).

ج و د ـ انس وابي ابني معاذ بن انس من بني ساعدة .

من الانصار,: شهد انس بدرا واحدا وشهد معه احدا اخوه ابي وشهدا ـايضاـ بئر معونة واستشهدا
في المعركة (طبقات ابن سعد 3 / 502).

هـ ـ ابو سعد الحارث بن الصمة من بني النجار كان ممن خرج مع رسول اللّه (ص ) الى بدر فكسر
بـالـروحـاء فـرده الرسول (ص ) وضرب له بسهمه واجره , شهد احدا واستشهد في بئر معونة
(الاسـتـيـعـاب بـهامش الاصابة 2 / 298, واسد الغابة 1 / 333 ـ 334, والاصابة 2 / 280,
وطبقات ابن سعد 3 / 508 ـ 509).

و و ز ـ سـلـيـم وحـرام ابـنـي مـلحان الخزرجي من بني النجار خالا انس بن مالك , استشهد في
الـمعركة , جاء رجل خلف حرام فطعنه برمح فقال فزت ورب الكعبة (طبقات ابن سعد 3 / 514 ـ
515, واسد الغابة 1 / 295 و 2 / 350).

ح ـ عـروة بن اسماء بن الصلت السلمي حليف لبني عمرو بن عوف من الانصار, حرص المشركون
بـعـروة ان يـؤمنوه فابى وقال : لا اقبل لكم امانا ولا ارغب بنفسي عن مصرع اصحابي وقاتل حتى
استشهد (طبقات ابن سعد 4 / 377 ـ 378).

ط و ي ـ مـالـك وسفيان ابنا ثابت قال ابن سعد: وهما من النبيت من الانصار ذكرهما محمد بن عمر
فـي كـتـابه في من استشهد يوم بئر معونة وقال ابن حجر مالك بن ثابت الانصاري الاوسي من بني
النبيت وقال الواقدي : قتل يوم بئر معونة (طبقات ابن سعد 4/ 371, والاصابة 3 / 321).

ك ـ مـسـعـود بن سعد بن قيس من بني زريق شهد بدرا واحدا ويوم بئر معونة وقتل يومئذ شهيدا
(طبقات ابن سعد 3/ 596).

ل ـ معاذ بن ماعض الانصاري الزرقي .

الـثـبـت انه شهد بدرا واحدا وبئر معونة وقتل يومئذ شهيدا (طبقات ابن سعد 3 / 596, وراجع
الاصابة 3 / 409).

م ـ المنذر بن محمد بن عقبة الخزرجي .

قتل يوم بدر شهيدا ولا عقب له (طبقات ابن سعد 3 / 473, وراجع ترجمته في الاصابة ).

ومن حلفاء الانصار كان :

ن ـ عـامـر بن فهيرة مولى الخليفة ابي بكر اسلم بمكة قبل ان يدخل رسول اللّه (ص ) دار الارقم
ويـدعـو فيها وكان من المستضعفين بمكة وعذب ليترك دينه فلما هاجر الى المدينة آخى الرسول
(ص ) بـيـنه وبين الحارث بن اوس قتل في بئر معونة ولم يوجد جسده حين دفن وكانوا يرون ان
الملائكة هي التي دفنته (طبقات ابن سعد 3 / 230 ـ 231, وراجع ترجمته في الاصابة ).

وكان من ضمنهم من غير الانصار:

س ـ الـحـكـم بـن كيسان مولى هشام بن المغيرة والد ابي جهل واسر في غير قريش التي اصابها
عبداللّه بن جحش بنخلة في اول سرية بعثها رسول اللّه (ص ) اسره المقداد بن عمرو واراد امير
الـسرية ان يضرب عنقه , فقال له المقداد دعه نقدم به على رسول اللّه (ص ) فلما قدموا عليه جعل
رسـول اللّه ( ص ) يدعوه الى الاسلام , فاطال , فقال عمر: علام تكلم هذا يا رسول اللّه ؟ واللّه لا
يسلم هذا آخر الابد, دعني اضرب عنقه ويقدم الى امه الهاوية فجعل النبي (ص ) لا يقبل على عمر
حتى اسلم الحكم فقال عمر: فما هو الا ان رايته قد اسلم حتى اخذني ما تقدم وما تاخر وقلت : كيف
ارد عـلى النبي (ص ), امرا هو اعلم به مني ثم اقول انما اردت بذلك النصيحة للّه ولرسوله ؟ فقال
عمر: فاسلم واللّه فحسن اسلامه وجاهد في اللّه حتى قتل شهيدا ببئر معونة , ورسول اللّه (ص )
راض عنه ودخل الجنان (طبقات ابن سعد 4 / 137, والاصابة 1 / 349).

ع ـ نافع بن بديل بن ورقاء الخزاعي .

شهد بئر معونة واستشهد فقال ابن رواحة ينعى نافعا:

رحم اللّه نافع بن بديل .

رحمة المبتغين ثواب الجهاد.

(طبقات ابن سعد 4 / 294, والاصابة 3 / 514).

ف ـ عبداللّه بن قيس بن صرمة بن ابي انس .

استشهد يوم بئر معونة (الاستيعاب 1 / 380).

ونجى منهم :

ص ـ عمرو بن امية بن خويلد من بني عبد مناة بن كنانة .

اسـرتـه بنو عامر وقال له عامر بن الطفيل ـ رئيس المشركين ـ انه كان على امي نسمة فانت حر
عـنـهـا وحـز ناصيته فقدم المدينة واخبر رسول اللّه (ص ) بقتل من قتل فسر رسول اللّه (ص )
بقدومه ودعا له بخير (طبقات ابن سعد 4 / 248 ـ 249, واختصر ترجمته في الاصابة ).

كـان ذلـكم ما وجدنا من تراجم السبعين من القراء في يوم بئر معونة وفي ما ياتي تراجم غيرهم من
قراء الصحابة :

1 ـ ابـو الطفيل وابو المنذر ابي بن كعب بن قيس الخزرجي من بني النجار شهد بيعة العقبة وبدرا
والمشاهد كلها مع رسول اللّه (ص ).

وبترجمته في طبقات ابن سعد (2 / 498 ـ 502) وتاريخ ابن عساكر وتهذيبه ومختصره (4 /
197 ـ 204) ما موجزه :

كان ابي بن كعب يكتب في الجاهلية قبل الاسلام وكتب الوحي لرسول اللّه (ص ) وقرا القرآن عليه
وقال للخليفة عمر: اني تلقيت القرآن ممن تلقا من جبرائيل وهو رطب .

وفي طبقات ابن سعد عن ابي انه كان يختم القرآن في ثماني ليالي وكان تميم الداري يختمه في سبع .

وفي تاريخ ابن عساكر خطب عمر فقال :

من كان يريد ان يسال عن القرآن فليات ابي بن كعب , ومن كان يريد ان يسال عن الفقه فليات معاذ بن
جـبـل , ومـن كان يريد ان يسال عن الفرائض فليات زيد بن ثابت , ومن كان يريد ان يسال عن المال
فلياتني , فان اللّه جعلني له خازنا وقاسما الحديث .

ورويا بسندهما عن جندب بن عبداللّه البجلي ما موجزه :

قـال : اتـيـت المدينة ابتغاء العلم , واذا الناس في مسجد رسول اللّه (ص ) حلق حلق يتحدثون , قال :
فجعلت امضي الحلق حتى اتيت حلقة فيها رجل شاحب , عليه ثوبان كانما قدم من سفر, فسمعته يقول :
هـلـك اصـحاب العقدة ورب الكعبة , ولا آسا عليهم , قالها ثلاث مرات , قال : فجلست اليه فتحدث بما
قـضـي له , ثم قام , فلما قام سالت عنه , قلت : من هذا؟ قالوا: هذا ابي بن كعب سيد المسلمين , فتبعته
حتى اتى منزله , فاذا هو رث المنزل , ورث الكسوة يشبه بعضه بعضا, فسلمت عليه , فرد علي السلام ,
ثـم سالني : من انت ؟ قلت : من اهل العراق , قال : اكثر شي ء سؤالا عـلـى ركبتي , واستقبلت القبلة , ورفعت يدي , فقلت : اللّه م انا نشكوهم اليك , انا ننفق نفقاتنا, وننصب
ابداننا, ونرحل مطايانا ابتغاء العلم , فاذا لقيناهم تجهمونا وقالوا لنا, قال : فبكى ابي , وجعل يترضاني ,
وقال : ويحك , لم اذهب هناك , ثم قال : اني اعاهدك لئن ابقيتني الى يوم الجمعة لاتكلمن بما سمعت من
رسـول اللّه (ص ) ولا اخاف فيه لومة لائم , ثم اراه قام , فلما قال ذلك انصرفت عنه وجعلت انتظر
الـجـمـعة لاسمع كلامه , قال : فلما كان يوم الخميس خرجت لبعض حاجاتي فاذا السكك غاصة من
الناس لا اخذ في سكة الا تلقاني الناس .

فقلت ما شان الناس قالوا: نحسبك غريبا قلت : اجل قالوا: مات سيد المسلمين ابي بن كعب .

قال : فلقيت ابا موسى بالعراق فحدثته بالحديث , فقال : والهفاه (ص ) انتهى .

لست ادري : هل اغتيل ابي بن كعب من قبل اهل العقدة كي لا يفشي سرهم ؟ اخـتـلـفوا في سنة وفاته فقالوا كان في سنة 19 و 20 و 22 و 23 راجع ترجمته في طبقات ابن
سعد والاستيعاب واسد الغابة والاصابة .

2 ـ ام ورقة بنت عبداللّه نسبت الى جدها الاعلى نوفل الانصاري , قالوا في ترجمتها باسد الغابة :

ان رسول اللّه (ص ) لما غزا بدرا قالت له ائذن لي فاخرج معك فامرض مرضاكم لعل اللّه يرزقني
الـشـهادة قال قري في بيتك فان اللّه يرزقك الشهادة قال فكانت تسمى الشهيدة قال وكانت قد قرات
الـقـرآن فاستاذنت النبي (ص ) في ان تتخذ في دارها مؤذنا فاذن لها قال وكانت قد دبرت غلاما لها
وجارية فقاما اليها بالليل فغمياها بقطيفة لها حتى ماتت وذهبا فاصبح عمر فقام في الناس فقال من عنده
مـن هـذيـن عـلم او من رآهما فليجي ء بهما فامر بهما فصلبا فكانا اول مصلوب بالمدينة فقال عمر:
صدق رسول اللّه (ص ) حين كان يقول انطلقوا بنا نزور الشهيدة .

3 ـ تميم بن اوس الداري .

كان راهب اهل فلسطين ثم سكن المدينة على عهد النبي واسلم سنة تسع من الهجرة وقص على عهد
الـخـلـيـفـتين عمر وعثمان في مسجد الرسول (ص ) وفي ترجمته بتاريخ ابن عساكر وتهذيبه
ومـختصره (5 / 319): انه كان ممن جمع القرآن على عهد رسول اللّه (ص ) وكان يختم القرآن
في سبع ليال وان رجلا اتى تميم الداري فتحدث اليه حتى استانس اليه فقال له :

كـم جـزءا تقرا القرآن في ليلة ؟ فغضب وقال : لعلك من الذين يقرا احدهم القرآن في ليلة ثم يصبح
فـيقول : قد قرات القرآن في هذه الليلة ؟ فوالذي نفس تميم بيده لان اصلي ثلاث ركعات نافلة احب
الـي مـن ان اقرا القرآن في ليلة ثم اصبح فاقول : قرات القرآن الليلة قال : فلما اغضبني قلت : واللّه
انكم معاشر صحابة رسول اللّه (ص ) ـ من بقي منكم ـ لجديرون ان تسكتوا فلا تعلموا وان تعنفوا
مـن سـالـكـم لـتـحـدثـنـي , قـال : ارايت ان كنت انا مؤمنا قويا, وانت مؤمن ضعيف فتحمل قولي على ضعفك فلا
تستطيع , فتنبت , او رايت ان كنت مؤمنا قويا وانا مؤمن ضعيف اتيتك ببساطي حتى احمل قوتك على
ضعفي فلا استطيع فانبت ؟ ولكن خذ من نفسك لدينك او من دينك لنفسك حتى يستقيم بك الامر على
عبادة تطيقها.

4 ـ زيد بن ثابت بن الضحاك الانصاري الخزرجي النجاري بترجمته من مختصر تاريخ دمشق لابن
منظور وطبقات ابن سعد ما موجزه :

قال زيد: قدم النبي المدينة وانا ابن احدى عشرة سنة وقرات عليه سبع عشرة سورة فاعجبه ذلك
فقال : يا زيد تعلم لي كتاب يهود فتعلمته وكنت اكتب له اذا كتب اليهم واذا كتبوا اليه اقراه .

وفي مختصر تاريخ دمشق :

قال : وكانت راية بني مالك بن النجار في تبوك مع عمارة بن حزم , فادركه رسول اللّه (ص ) فاخذها
منه , فدفعها الى زيد بن ثابت , فقال عمارة : يا رسول اللّه , بلغك عني شي ء؟ قال : لا ولكن القرآن يقدم ,
وكان زيد اكثر اخذا منك للقرآن .

وفي حديث آخر بمعناه : والقرآن يقدم وان كان عبداللّه اسود مجدعا.

وعن ابي سعيد قال :

لـما توفي رسول اللّه (ص ) قام خطباء الانصار, فجعل بعضهم يقول : يا معشر المهاجرين ان رسول
اللّه (ص ) كـان اذا بـعث رجلا منكم قرنه برجل منا, فنحن نرى ان يلي هذا الامر رجلان : رجل
منكم , ورجل منا, فقام زيد بن ثابت فقال : ان رسول اللّه (ص ) كان من المهاجرين , وكنا انصار رسول
اللّه (ص ), وانـما يكون الامام من المهاجرين , ونحن انصاره كما كنا انصار رسول اللّه (ص ) فقال
ابـو بـكـر: جـزاكم اللّه خيرا من حي يا معشر الانصار, وثبت قائلكم , واللّه لو قلتم غير هذا ما
صالحناكم .

وفيه وفي صحيح البخاري باب جمع القرآن من كتاب فضائل القرآن :

(ان زيد بن ثابت (رض ) قال : ارسل الي ابو بكر بعد مقتل اهل اليمامة ) (وقال زيد: قال ابو بكر: انك
رجل شاب عاقل لا نتهمك وقد كنت تكتب الوحي لرسول اللّه (ص ) فتتبع القرآن فاجمعه ).

فكانت الصحف عند ابي بكر حتى توفاه اللّه ثم عند عمر حياته ثم عند حفصة بنت عمر.

(فارسل عثمان الى حفصة ان ارسلي الينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها اليك فارسلت بها
حفصة الى عثمان فامر زيد.

بـن ثـابت و فنسخوها في المصاحف ) (وارسل الى كل افق بمصحف مما نسخوا وامر بما سواه من
القرآن في كل صحيفة او مصحف ان يحرق )((17)) .

وفي مختصر تاريخ ابن عساكر:

كـان عمر يستخلف زيد بن ثابت في كل سفر ـ او كل سفر يسافره ـ وكان يفرق الناس في البلدان ,
ويـوجـهه في الامور المهمة , ويطلب اليه الرجال المسمون , فيقال له : زيد بن ثابت فيقول : لم يسقط
عـلـي مكان زيد, ولكن اهل البلد يحتاجون الى زيد فيما يجدون عنده فيما يحدث لهم ما لا يجدون
عند غيره .

يعني انه يعلم بمكان زيد ولكن اهل المدينة يحتاجونه ولا يجدون ما عنده من العلم عند غيره .

وقال :

استعمل عمر بن الخطاب زيد بن ثابت على القضاء, وفرض له رزقا.

وقال :

ان عـمـر بن الخطاب (رض ) كان يستخلف زيد بن ثابت اذا خرج الى بعض اسفاره , فقلما رجع الا
اقطع زيدا حديقة من نخل .

وقال :

كـان مع عمر بن الخطاب لما قدم الشام وخطب بالجابية عند خروجه لفتح بيت المقدس , وهو الذي
تولى قسمة غنائم اليرموك .

وقال :

ما كان عمر وعثمان يقدمان على زيد بن ثابت احدا في القضاء, والفتوى , والفرائض , والقراءة .

وقال :

لما رد عبداللّه بن الارقم المفتاح استخزن عثمان زيد بن ثابت ((18)) .

كـان بنو عمرو بن عوف قد اجلبوا على عثمان , وكان زيد بن ثابت يذب عنه , فقال له قائل منهم : وما
يمنعك ؟ قـال : فقال له زيد بن ثابت : اشتريت بمالي , وقطع لي امامي عمر بن الخطاب , وقطع لي امامي عثمان
بن عفان .

فقال له ذلك الرجل : اعطاك عمر بن الخطاب عشرين الف دينار؟ قال : لا, ولكن عمر كان يستخلفني
على المدينة , فواللّه ما رجع من مغيب قط الا قطع لي حديقة من نخل .

ولـما حصر عثمان اتاه زيد بن ثابت , فدخل عليه الدار, فقال له عثمان : انت خارج انفع لي منك ههنا,
فذب عني فخرج , فكان يذب الناس , ويقول لهم فيه , حتى رجع لقوله اناس من الانصار, وجعل يقول : يا
للانصار مـن الانصار, فقال : ما يصلح لنا معك امر, فكان بينهما كلام , ثم اخذ تلبيب زيد بن ثابت هو اناس معه ,
فمر به ناس من الانصار, فلما راوهم ارسلوه توفي بالمدينة سنة 45 او 48 او 55.

5 ـ سالم مولى ابي حذيفة القرشي العبشمي .

بـتـرجمته في اسد الغابة : (كان من اهل فارس من اصطخر) (وهو معدود في المهاجرين لانه لما
اعتقته ثبيتة الانصارية زوج ابي حذيفة ) (تبناه ابو حذيفة ) (وهو معدود في الانصار لعتق مولاته )
(وهو معدود في قريش لما ذكرناه ).

وبترجمته في طبقات ابن سعد (3 / 87 ـ 88):

(اقـبل سالم مولى ابي حذيفة يؤم المهاجرين من مكة حتى قدم المدينة لانه كان اقراهم ) (كان سالم
مولى ابي حذيفة يؤم المهاجرين بقباء فيهم عمر بن الخطاب قبل ان يقدم رسول اللّه (ص )).

آخى رسول اللّه (ص ) بينه وبين ابي عبيدة بن الجراح وبينه وبين معاذ بن ماعص الانصاري .

وبترجمته في اسد الغابة (2 / 307) و الاصابة (3 / 57):

انـه قـيـل له يوم اليمامة في اللواء ان يحفظه وقال غيره : نخشى من نفسك شيئا فنولي اللواء غيرك
فقال بئس حامل القرآن انا اذا وقاتل حتى قتل .

6 ـ سعد او سعيد الملقب بالقارئ ابن عبيد بن النعمان .

الانصاري , الاوسي , وكان يدعى في زمن النبي بالقارئ وهو اول من جمع القرآن من الانصار وكان
امام مسجد عمرو بن عوف فلما قتل بالقادسية سنة خمس عشرة اختصموا في الامامة الى عمر بن
الـخـطاب (طبقات ابن سعد 2 / 355 و 4 / 372, واسد الغابة 2 / 359 ـ 360 بترجمة سعد
وسعيد, والاستيعاب ص 550).

7 ـ عبادة بن صامت ابو الوليد الخزرجي .

بـايـع رسول اللّه (ص ) في بيعة العقبة الاولى وفي الثانية جعله رسول اللّه (ص ) من النقباء الاثني
عشر شهد بدرا والمشاهد كلها مع رسول اللّه (ص )((19)) .

كان ممن جمع القرآن على عهد رسول اللّه (ص )((20)) .

ويعلم اهل الصفة القرآن((21)) .

وبترجمة ابي الدرداء, عويمر بتاريخ ابن عساكر ومختصره (19 / 19 ـ 20) ما موجزه :

فـي زمـان الـخـلـيـفة عمر كتب اليه يزيد بن ابي سفيان واليه على الشام : ان اهل الشام قد كثروا
وربـلـوا((22)) ومـلـؤوا الـمـدائن , واحتاجوا الى من يعلمهم القرآن ويفقههم , فاعني يا امير
الـمـؤمـنين برجال يعلمونهم فارسل الى الشام معاذ وعبادة وابو الدرداء وقال لهم : ابدؤوا بحمص ,
فـانكم ستجدون الناس على وجوه مختلفة , منهم من يلقن((23)) , فاذا رايتم ذلك فوجهوا طائفة
من الناس , فاذا رضيتم منهم , فليقم بها واحد وليخرج واحد الى دمشق والاخر الى فلسطين .

فـقـدمـوا حمص فكانوا بها, حتى اذا رضوا من الناس اقام بها عبادة وخرج ابو الدرداء الى دمشق ,
ومـعـاذ الى فلسطين , واما عبادة فصار بعد الى فلسطين فمات بها, واما ابو الدرداء فلم يزل بدمشق
حتى مات .

ولما توفي يزيد وولي الشام اخوه معاوية بن ابي سفيان جرى بين عبادة ومعاوية ما جاء بترجمته في
تـاريخ ابن عساكر ومختصره (11 / 306 ـ 307) فرجع الى المدينة فاعاده عمر الى محل عمله
ولما استخلف عثمان جرى بينه وبين معاوية ـ ايضا ـ ما جاء بترجمته وقالوا توفي سنة 34.

8 ـ عـبـداللّه بـن عـمرو بن العاص القرشي السهمي مر بنا الدليل على كونه من القراء على عهد
رسـول اللّه (ص ) وله خبر مع الامام الحسين (ع ) ذكره ابن الاثير بترجمته من اسد الغابة بسنده
عـن اسـمـاعيل ابن رجاء, عن ابيه قال : ((كنت في مسجد الرسول (ص ), في حلقة فيها ابو سعيد
الـخـدري وعـبداللّه بن عمرو, فمر بنا حسين بن علي , فسلم , فرد القوم السلام , فسكت عبداللّه
حـتـى فرغوا, رفع صوته وقال : وعليك السلام ورحمة اللّه وبركاته ثم اقبل على القوم فقال : الا
اخـبـركـم باحب اهل الارض الى اهل السماء؟ قالوا: بلى قال : هو هذا الماشي , ما كلمني كلمة منذ
ليالي صفين , ولان يرضى عني احب الي من ان يكون لي حمر النعم فقال ابو سيعد: الا تعتذر اليه ؟ قال :
بلى .

قـال : فتواعدا ان يغدوا اليه قال : فغدوت معهما, فاستاذن ابو سعيد, فاذن له , فدخل , ثم استاذن لعبد
اللّه , فـلـم يـزل به حتى اذن له , فلما دخل قال ابو سعيد: يا ابن رسول اللّه , انك لما مررت بنا امس
فاخبره بالذي كان من قول عبداللّه بن عمرو, فقال حسين :

اعلمت يا عبداللّه اني احب اهل الارض الى اهل السماء؟ قال : اي ورب الكعبة ان قـاتـلتني وابي يوم صفين ؟ فواللّه لابي كان خيرا مني قال : اجل , ولكن عمرو شكاني الى رسول
اللّه (ص ) فـقـال : يا رسول اللّه , ان عبداللّه يقوم الليل ويصوم النهار, فقال لي رسول اللّه (ص ): يا
عـبـداللّه , صـل ونـم وصم وافطر, واطع عمرا قال : فلما كان يوم صفين اقسم علي فخرجت , اما
واللّه ما اخترطت سيفا, ولا طعنت برمح , ولا رميت بسهم قال : فكانه )) وقال :

وتـوفي عبداللّه سنة ثلاث وستين , وقيل : سنة خمس وستين بمصر وقيل : سنة سبع وستين بمكة
وقيل : توفي سنة خمس وخمسين بالطائف وقيل : سنة ثمان وستين وقيل : سنة ثلاث وسبعين وكان
عمره اثنتين وسبعين سنة وقيل : اثنتان وتسعون سنة((24)) .

9 ـ ابو موسى عبداللّه بن قيس الاشعري بترجمته من اسد الغابة ما موجزه :

ركب من اليمن مع جماعة من قومه في سفينة للّه جرة الى المدينة فالقتهم الريح الى الحبشة فوافقوا
خـروج جـعفر بن ابي طالب واصحابه منها وقدمت السفينتان معا, سفينة جعفر وسفينة الاشعريين
على النبي (ص ) حين فتح خيبر.

وفي ترجمته بمختصر تاريخ ابن عساكر فاطعمهم النبي (ص ) طعمة يقال لها: طعمة الاشعريين .

واتفقت الروايات في تراجمه انه كان حسن الصوت بالقران فكان يستقرؤه الخليفة وغيره , وعينه
الخليفة عمر سنة سبع عشرة .

واليا ومقرئا لاهل البصرة فقال لهم :

ان امير المؤمنين عمر بعثني اليكم اعلمكم كتاب ربكم عز وجل , وسنة نبيثكم , وانظف لكم .

وفي تاريخ ابن عساكر:

كـان اذا صلى الصبح امر الناس فثبتوا في مجالسهم , ثم استقبل الصفوف رجلا رجلا يقرئه القرآن
حتى ياتي على الصفوف .

وكان هو الذي فقه اهل البصرة واقراهم .

وفـي طـبـقـات ابن سعد (2 / 354 و 4 / 108) عن انس قال : بعثني الاشعري الى عمر فقال لي
عمر: كيف تركت الاشعري فقلت له : تركته يعلم الناس القرآن .

وفـي سنة سبع وعشرين عزله عنها الخليفة عثمان وولي عليها عبداللّه بن عامر بن كريز فسكن
الكوفة .

وفي سنة اربع وثلاثين اخرج اهل الكوفة واليهم سعيد بن العاص وولوا عليها ابا موسى وكتبوا الى
الـخليفة يسالونه ان يولي عليهم ابا موسى فولاه وبقي عليها الى واقعة الجمل فثبط اهل الكوفة عن
الالتحاق بجيش الامام علي فعزله وفي واقعة الحكمين الحوا على الامام علي ان يعينه من قبله ففعل
وكـان من امره ما هو مشهور وتوفي في الكوفة في خلافة معاوية سنة 42 او 44 او 49 او 50
او 55((25)) .

10 ـ ابن ام عبداللّه بن مسعود الهذلي حليف بني زهرة اسلم قبل دخول رسول اللّه دار الارقم , قال
كـنـت سـادس ستة ممن اسلم وكان اول من اجهر بالقرآن بمكة من الصحابة وهاجر الهجرتين الى
الحبشة والمدينة وكان في المدينة يخدم رسول اللّه (ص ).

قـال ابن مسعود قال لي رسول اللّه (ص ): اقرا علي قلت : اقرا عليك وعليك انزل قال : اني احب ان
اسـمـعه من غيري فقرات سورة النساء عليه حتى بلغت (فكيف اذا جئنا من كل امة بشهيد وجئنا بك
على هؤلاء شهيدا) الى آخر الاية فاضت عيناه (ص ).

قال الامام علي في حقه : علم القرآن والسنة .

وقال : قرا القرآن فاحل حلاله وحرم حرامه .

وقـال : بـيـنـا نحن عنده (ص ) على حراء اذ نزلت عليه (ص ) سورة المرسلات فاخذتها وان فاه
ليرطب بها.

* * *.

كـان ذلـكـم بـعض اخبار ابن مسعود على عهد رسول اللّه (ص ) ومن اخباره بعده ما رواه الذهبي
بترجمة الخليفة عمر من تذكرة الحفاظ وقال :

ان عـمر حبس ثلاثة ابن مسعود ابا الدرداء وابا مسعود الانصاري فقال : اكثرتم الحديث عن رسول
اللّه (ص )((26)) .

يـعـنـي حبسهم في المدينة ومنعهم عن الخروج منها ونرى انه كان من اثر ذلك ما جاء بترجمة ابن
مسعود في تاريخ ابن عساكر ومختصره :

ا ـ كان عبداللّه بن مسعود ياتي عليه الحول قبل ان يحدثنا عن رسول اللّه (ص ).

ب ـ بعثه عمر بن الخطاب الى اهل الكوفة معلما ووزيرا وهو افقههم واقراهم للقرآن وولاه عمر
بيت المال .

ج ـ جاء رجل من الكوفة الى الخليفة عمر فقال : جئت يا امير المؤمنين من الكوفة فتركت بها رجلا
يـملي المصاحف عن ظهر قلبه فغضب وانتفخ فقال : ومن هو ويحك , قال عبداللّه بن مسعود فما زال
يـطـفـا ويسير عنه الغضب حتى عاد الى حاله التي كان عليها, ثم قال : ويحك , واللّه ما اعلم بقي من
الناس احد هو احق بذلك الحديث .

وسـياتي موجز اخباره في زمن الخليفة عثمان ـ ان شاء اللّه تعالى ـ في بحث اختلاف المصاحف من
المجلد الثاني من هذا الكتاب وتوفي سنة اثنتين وثلاثين من الهجرة .

11 ـ ابو الدرداء عويمر بن زيد بن قيس الانصاري الخزرجي .

شـهـد مع رسول اللّه احدا فما بعدها وآخى بينه وبين سلمان الفارسي وكان ممن جمع القرآن على
عهد رسول اللّه (ص ).

وفي ترجمته بتاريخ ابن عساكر ومختصره (19 / 10 ـ 43) ما موجزه :

قـال رجل لابي الدرداء:, يا معشر القراء ما بالكم اجبن منا وابخل اذا سئلتم , واعظم لقما اذا اكلتم ؟
فـاعـرض عنه ابو الدرداء ولم يرد عليه شيئا, فاخبر ذلك عمر بن الخطاب , فسال ابا الدرداء عن
ذلك ؟ فقال ابو الدرداء: اللّه م غفرا وكـل مـا سمعناه منهم ناخذهم به وخـنـقـه , وقـاده الى النبي (ص ) فقال الرجل : انما كنا نخوض ونلعب , فاوحى اللّه تعالى الى نبيه
(ص ) (ولئن سالتهم ليقولن انما كنا نخوض ونلعب ) (التوبة / 65).

وروى انـه كـان ممن بعثه عمر الى الشام لتعليم القرآن ثم ولاه على القضاء ـ يعني بدمشق ـ وكان
القاضي يكون خليفة الامير اذا غاب .

وقـال : كـان عـبـداللّه بن مسعود يقول : علماء الناس ثلاثة : واحد بالعراق , وآخر بالشام ـ يعني ابا
الدرداء ـ يحتاج الى الذي بالعراق ـ يعني نفسه ـ والذي بالشام والعراق يحتاجان الى الذي بالمدينة ـ
يعني علي بن ابي طالب ـ ولا يحتاج الى واحد منهما قالوا توفي سنة 31 او 32 في الشام .

12 ـ ابو عبد الرحمن معاذ بن جبل الانصاري الخزرجي شهد بيعة العقبة وبدرا والمشاهد كلها مع
رسول اللّه (ص ).

جاء بترجمته من تاريخ ابن عساكر ومختصره ما موجزه :

لما فتح رسول اللّه (ص ) مكة وسار الى حنين استخلف علهيا عتاب بن اسد يصلي بهم وخلف معاذ بن
جبل يقرئهم القرآن ويفقههم , ثم بعثه مع ابي موسي الى اليمن وقال لهما: يسرا ولا تعسرا.

وبترجمته من الاستيعاب :

فـقـال مـعـاذ لابـي موسى : كيف تقرا القرآن , قال : اقرؤه في صلاتي وعلى راحلتي قائما وقاعدا
ومضطجعا اتفوقه تفوقا فقال معاذ:

لكني انام ثم اقوم فاحتسب نومتي كما احتسب قومتي .

وتـوفـي فـي طاعون عمواس بناحية الاردن من الشام سنة ثماني عشرة في خلافة عمر وهو ابن
ثمان وثلاثين سنة((27)) .

ومـن اخبار القرآن ان النبي (ص ) كان يفضل في تعيين الولاة والامراء ولاقامة الجمعة والجماعة
اقراهم للقرآن .

وقـد مـر بنا خبر عمرو بن سلمة الجرمي الذي كان سكنى قومه على ماء ممر الناس عليه وكانوا
يسالون القادمين من الحرم عن اخبار الرسول (ص ) فيخبروهم انه يقول : ((اوحي الي كذا وكذا))
يـعـنـون مـا سـمعوه من السور المكية التي كان الرسول (ص ) يقرؤها في صلاته في الحرم وفي
غـيـرها قال : كنت اتلقى الركبان فيقرؤني فجعلت لا اسمع شيئا الا حفظته حتى جمعت فيه قرآن
كـثيرا ولما وفد قومه سعلى النبي (ص ) بعد فتح مكة فاصبح امام جماعتهم واستمر على ذلك حتى
عصر معاوية , ونظير هذا الخبر خبر عثمان الثقفي الاتي :

ابو عبداللّه عثمان بن ابي العاص الثقفي .

بترجمته من طبقات ابن سعد (7 / 40) ما موجزه :

قـدم على رسول اللّه (ص ) المدينة في وفد ثقيف فاسلموا وكان عثمان من اصغرهم فجاء الى النبي
(ص ), قبلهم فاسلم واقراه قرآنا ولزم ابي بن كعب فكان يقرئه فلما اراد وفد ثقيف الانصراف الى
الـطائف قالوا: يا رسول اللّه امر علينا, فامر عليهم عثمان بن ابي العاص الثقفي , وقال انه كيس وقد
اخذ من القرآن صدرا, فقدم معهم الطائف , فكان يصلي بهم ويقرئهم القرآن .

وعـلـى عهد عمر كتب اليه ان استخلف على الطائف ويقبل اليه فاستخلف اخاه الحكم بن ابي العاص
واقبل اليه فوجهه الى البصرة .

وبترجمته من الاستيعاب والاصابة :

ولاه عـمـر سـنـة خمس عشرة على عمان والبحرين وسكن في زمان معاوية البصرة وتوفي في
خلافة معاوية .

وكان النبي (ص ) يعين الولاة على الجيوش والامراء والقضاة في البلاد ممن برز في قراءة القرآن
وحفظه وجمعه وكان ممن عينه كذلك :

ا ـ الصحابي معاذ بن جبل بعد فتح مكة يعلم اهلها القرآن ويفقههم في الدين وبعد ذلك بعثه الى الجند
من بلاد اليمن ليقرئهم ويفقههم ويقضي بينهم ويقبض الصدقات .

ب ـ الصحابي عمرو بن حزم استعمله على نجران ليفقههم في الدين ويعلمهم القرآن .

ج ـ الى الطائف عثمان بن ابي العاص ((28)) .

د و ه ـ معاذ بن جبل وابا موسى الاشعري الى اليمن((29)) .

* * *.

كان ذلكم فهرسا لاخبار الاقراء والقرآن في عصر الرسول في المدينة وفي ما ياتي فهرس اخبار. تدوين القرآن يومذاك .

.
رابعا ـ تدوين القرآن في المدينة .
ندرس في هذا البحث الامور الاتية :
ا ـ امر الكتابة في المدينة قبل الاسلام :
.
قال البلاذري في فتوح البلدان :
كـان الـكتاب بالعربية في الاوس والخزرج قليلا, وكان بعض اليهود قد علم كتاب العربية , وكان
تـعلمه الصبيان في المدينة في الزمن الاول , فجاء الاسلام وفي الاوس والخزرج عدة يكتبون وهم
سـعـد بـن عـبـادة بـن دلـيـم والمنذر بن عمرو وابي بن كعب وزيد بن ثابت , فكان يكتب العربية
والـعـبـرانية , ورافع بن مالك , واسيد بن حضير, ومعن بن عدي البلوي حليف الانصار, وبشير بن
سعد, وسعد بن الربيع واوس بن خولي وعبداللّه بن ابي المنافق .

قال : فكان الكلمة منهم والكامل من مجمع الى الكتاب الرمي والعوم :

رافع بن مالك , وسعد بن عبادة واسيد بن حضير, وعبداللّه بن ابي , واوس ابن خولي , وكان من جمع
هذه الاشياء في الجاهلية من اهل يثرب : سويد بن الصامت وحضير الكتائب ((30)) .

قال : كانت الشفاء كاتبة في الجاهلية((31)) .

بـترجمتها من الاستيعاب والاصابة : اسلمت الشفاء قبل الهجرة وهي من المهاجرات الاوائل , بايعت
النبي (ص ) قبل الهجرة وكانت من عقلاء الناس وكانت ترقى النملة .

ب ـ امر الكتابة في المدينة بعد الاسلام :
.
1 ـ من كان يقرا ويكتب من الصحابيات :
قال البلاذري في فتوح البلدان .

وكانت حفصة زوج النبي تكتب .

وان ام كلثوم بنت عقبة كانت تكتب .

وان عائشة بنت سعد قالت : علمني ابي الكتاب .

وان كريمة بنت المقداد كانت تكتب .

وقال ان عائشة كانت تقرا المصحف , ولا تكتب .

وكانت ام سلمة تقرا ولا تكتب ((32)) .

2 ـ اهتمام الرسول (ص ) بتعليم الكتابة بين المسلمين :

في امتاع الاسماع :

وكـان في الاسرى من يكتب , ولم يكن في الانصار من يحسن الكتابة , وكان منهم من لا مال له , فيقبل
مـنـه ان يعلم عشرة من الغلمان الكتابة ويخلى سبيله فيومئذ تعلم زيد بن ثابت الكتابة في جماعة من
غلمان الانصار خرج الامام احمد من حديث عكرمة عن ابن عباس قال : كان ناس من الاسرى يوم بدر
لـم يكن لهم فداء, فجعل رسول اللّه (ص ) فداءهم ان يعلموا اولاد الانصار الكتابة , قال : فجاء غلام
يبكي الى ابيه فقال : ما شانك ؟ قال : ضربني معلمي .

قال : الخبيث ((33)) .

وفي ترجمة الحكم وعبداللّه بن سعيد بن العاص الاموي من اسد الغابة والاصابة انه قدم على النبي
(ص ) مهاجرا وكان اسمه الحكم فسمـاه النبي (ص ) عبداللّه وكان يكتب في الجاهلية فامره رسول
اللّه (ص ) ان يعلم الكتاب بالمدينة وكان كاتبا محسنا.

ج ـ من كتب لرسول اللّه (ص ):
.
قال البلاذري في فتوح البلدان :
اول مـن كتب لرسول اللّه (ص ) مقدمه المدينة ابي بن كعب الانصاري , وهو اول من كتب في آخر
الكتاب , وكتب فلان , فكان .

ابـي , اذا لـم يحضر دعا رسول اللّه (ص ) زيد بن ثابت الانصاري , فكتب له فكان ابي وزيد يكتبان
الوحي بين يديه , وكتبه الى من يكاتب من الناس , وما يقطع وغير ذلك .

/ 14