قرآن الکریم فی روایات المدرستین جلد 1

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قرآن الکریم فی روایات المدرستین - جلد 1

سیدمرتضی العسکری

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


واصـبـح الـمجتمع الاسلامي من جانب الحاكم وقليل من افراده اسلاميا انسانيا وفي سلوك الكثرة الـكاثرة من افراده مزيجا من الاعراف القبيلية الجاهلية والاخلاق الاسلامية ومن قبل بعض آخر
من افراده قبلي جاهلي محض وهم الذين سموا بالمنافقين .

وكان اهم ميزة هذا العصر بقاء الاحساس القبيلي بين افراده سواء منهم المؤمن والمنافق والذي كان
تـظـهر آثاره بين حين وآخر في المجتمع , فيعالجها الرسول (ص ) بحكمته وكان ذلكم خصائص
المجتمع في هذا العصر.

نكتفي من اخبار القرآن بمكة لندرس في ما ياتي بحوله تعالى اخبار القرآن في العصر المدني .

.

الفصل الثاني .
اخبار القرآن الكريم في عصر نزوله في المدينة على عهدالرسول الاكرم (ص ).
1 ـ القرآن المدني . 2 ـ النظام الذي سنه النبي (ص ) في اقراء القرآن .

3 ـ نظام المفاضلة بالقرآن .

4 ـ تدوين القرآن في المدينة .

5 ـ اخبار السيرة في القرآن الكريم .

=اولا ـ القرآن المدني وما حواه .
يـحكي القرآن المدني عن بعض ما دار بين الرسول (ص ) وهو في المدينة مع كفار قريش وسائر مـشـركي العرب من معارك فكرية وحروب قتالية , وكذلك ما دار بينه (ص ) وبين اهل الكتاب من
يهود ونصارى من ذلك , وبعض ما جرى في المجتمع الاسلامي الاول الذي شيده (ص ) مع المنافقين
والمؤمنين وما جرى في بيته (ص ) يومذاك وما شرعه اللّه للانسان في جميع مناحي حياته من نظام
الـى غـير ذلك مما اشرنا اليه في خصائص القرآن المكي وفي ما ياتي امثلة مما ذكرناه ان شاء اللّه
تعالى .

ما جرى مع اهل الكتاب .
بـسـبـب وضوح ما كان في كتب اللّه من تعريف خاتم الانبياء وقبلته وشريعته كما يعرفون ابناءهم وقال عز اسمه في سورة البقرة :

(الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم وان فريقا منهم ليكتمون الحق وهم يعلمون ).

وقال تعالى في سورة الانعام :

(الذين آتيناهم الكتاب يعرفونه كما يعرفون ابناءهم الذين خسروا انفسهم فهم لا يؤمنون ) (الاية /
20).

وتنقسم معارك القرآن مع اهل الكتاب على ما كان بينه وبين اليهود وما كان بينه وبين اهل الكتاب من
النصارى , وفي ما ياتي نوردهما على التوالي باذنه تعالى :

ما دار بين اليهود وبين القرآن ومبلغه والمؤمنين من حوار وخصام :

المعارك الفكرية بين القرآن المدني والمشركين واهل الكتاب والمنافقين :

استمر القرآن المدني في معاركه الفكرية مع المشركين مثل قوله تعالى في سورة الحج :

(يـا ايـها الناس ضرب مثل فاستمعوا له ان الذين تدعون من دون اللّه لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له
وان يـسلبهم الذباب شيئا لا يستنفذوه منه ضعف الطالب والمطلوب * ما قدروا اللّه حق قدره ان اللّه
لقوي عزيز) (الايات / 73 , 74).

سـفـه احـلام المشركين في هذه الاية في ما اتخذوه آلهة من دون اللّه كما كان شان القرآن المكي
وعـمـم فـي الـخـطـاب قريشا وغيرهم هاهنا بقوله تعالى : (يا ايها الناس ) وعمم الخطاب بينما
المخاطبون هم مشركو قريش .

واضاف الى معركته مع المشركين معركة اخرى مع اهل الكتاب وخاطبهم قائلا في سورة المائدة :

(يـا اهـل الـكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم على فترة من الرسل ان تقولوا ما جاءنا من بشير ولا
نذير فقد جاءكم بشير ونذير واللّه على كل شي ء قدير) (الاية / 19).

واثنى على بعضهم وقال سبحانه :

(الـذين يتبعون الرسول النبي الامي الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والا نجيل ) (الاعراف /
157).

واخبر ـ سبحانه ـ انهم يكتمون الحق ويلبسونه بالباطل , وقال في سورة آل عمران :

(يا اهل الكتاب لم تلبسون الحق بالباطل وتكتمون الحق وانتم تعلمون ) (الاية / 71).

واخبر انه كان قد اخذ ميثاقهم الا يكتمونه ويبينونه للناس وقال :

(واذ اخذ اللّه ميثاق الذين اوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا
به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون ).

(آل عمران / 187).

وقال سبحانه في سورة البقرة :

(انـ الـذين يكتمون ما انزل اللّه من الكتاب ويشترون به ثمنا قليلا اولئك ما ياكلون في بطونهم الا
النار ولا يكلمهم اللّه يوم القيامة ولا يزكيهم ولهم عذاب اليم ) (الاية / 174).

وقال ـ عز اسمه ـ :

(انـ الـذيـن يـكتمون ما انزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب اولئك يلعنهم اللّه
ويلعنهم اللاعنون ).

(البقرة / 159).

واخبر ان الرسول يبين كثيرا ما يخفون من الكتاب لقوله تعالى :

(يـا اهـل الـكتاب قد جاءكم رسولنا يبين لكم كثيرا مما كنتم تخفون من الكتاب ويعفوا عن كثير)
(المائدة / 15).

ومن اخبار القرآن المدني :
.
تـنـقسم اخبار القرآن في المدينة الى ما كانت قبل هجرة الرسول (ص ) اليها وما جرت بعد هجرة الرسول (ص ) اليها.

امـا ما كان قبل هجرة الرسول (ص ) اليها, فقد تحدث عنها جابر بن عبداللّه الانصاري , وقال : عن
بدء اسلام الانصار:

( بعثنا اللّه اليه ـ اي الى رسول اللّه (ص ) ـ من يثرب فويناه وصدقناه فيخرج الرجل منا فيؤمن به
ويقرئه القرآن فينقلب الى اهله فيسلمون باسلامه ) الحديث ((36)) .

وروى ابن هشام وغيره : ان النبي (ص ) بعث مع الانصار بعد بيعتهم الاولى على الاسلام مصعب بن
عـمـيـر, وامـره ان يـقـرئهـم القرآن , ويعلمهم الاسلام , ويفقههم في الدين , فكان يسمى المقرئ
بالمدينة((37)) .

وفي صحيح البخاري عن الصحابي البراء بن عازب قال :

اول من قدم علينا مصعب بن عمير وابن ام مكتوم وكانا يقرئان الناس ((38)) .

وروى الـذهبي بترجمة زيد بن ثابت من تذكرة الحفاظ ان زيدا قال : (اتى النبي (ص ) المدينة وقد
قرات سبع عشرة سورة , فقرات على رسول اللّه (ص ) فاعجبه ذلك )((39)) .

كذلك انتشرت قراءة القران في المدينة قبل هجرة الرسول (ص ) اليها.

* * *.

كـانـت تلكم بعض اخبار القرآن في المدينة قبل هجرة الرسول اليها وعندما هاجر الرسول (ص )
الـيها اتخذ من مسجده مدرسة لاقراء القرآن وسن نظاما لتدوين القرآن واقرائه كما سنذكره فيما
ياتي باذنه تعالى .

ثانيا ـ النظام الذي سنه النبي (ص ) في اقراء القرآن .
في مسند احمد ومعرفة القراء الكبار للذهبي والبحار للمجلسي واللفظ للذهبي عن ابي عبد الرحمن قال :

حـدثـني الذين كانوا يقرؤوننا: عثمان وابن مسعود وابي بن كعب (رض ) ان رسول اللّه (ص ) كان
يـقرئهم العشر, فلا يجاوزونها الى عشر اخر حتى يعلموا ما فيها من العمل فتعلمنا القرآن والعمل
جميعا((40)) .

وفي تفسير الطبري بسنده :

عـن ابـي عبد الرحمن ـ السلمى ـ قال حدثنا الذين كانوا يقرؤوننا انهم كانوا يستقرؤون من النبي
(ص ) فـكـانـوا اذا تـعـلموا عشر آيات لم يخلفوها حتى يعلموا بما فيها من العمل , فتعلمنا القرآن
والعمل جميعا((41)) .

ولفظ احمد في مسنده :

حـدثنا عبداللّه حدثني ابي حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء عن ابي عبد الرحمن قال حدثنا من كان
يقرئنا من اصحاب النبي (ص ) انهم كانوا يقترؤون من رسول اللّه (ص ) عشر آيات : فلا ياخذون
العشر الاخرى حتى يعلموا ما في هذه من العلم والعمل .

قالوا فعلمنا العلم والعمل((42)) .

وفي تفسير القرطبي بسنده :

عـن عـثـمان وابن مسعود وابي ان رسول اللّه (ص ) كان يقرئهم العشر فلا يجاوزونها الى عشر
اخرى حتى يتعلموا ما فيها من العمل , فيعلمنا القرآن والعمل جميعا.

وذكـر عـبدالرزاق عن معمر عن عطاء بن السائب عن ابي عبدالرحمن السلمي قال : كنا اذا تعلمنا
عـشـر آيـات مـن الـقـرآن لـم نـتـعـلـم العشر التي بعدها حتى نعرف حلالها وحرامها وامرها
ونهيها((43)) .

(وابو عبدالرحمن السلمي عبداللّه بن حبيب بن ربيعة السلمي اخرج حديثه اصحاب الصحاح , ولد
فـي حـياة النبي (ص ) ولابيه صحبة قرا القرآن وجوده وبرع في حفظه , اخذ القرآن عرضا عن
عـثمان وعلي وابن مسعود وزيد ابن ثابت وابي بن كعب (رض ) وكان مقرئ اهل الكوفة منذ عصر
عـثـمان الى ان توفي بعد السبعين من الهجرة في اوائل حكم الحجاج وكان يعلم القرآن خمس آيات
خـمـس آيـات وعلم ابن عمرو بن الحريث القرآن , فارسل له جلالا وجزرا*((44)) فردها
وقال : انا لا ناخذ على كتاب اللّه اجرا)((45)) .

* * *.

ونـعـلـم من الروايات الاتية ان ما كان يقرئهم الرسول (ص ) في معني الايات كان يتلقاه عن طريق
الوحي عن اللّه جل اسمه .

ا ـ فـي سـنن ابي داود ومسند احمد واللفظ للاول بسنده عن المقدام بن معديكرب عن رسول اللّه
(ص ) انه قال :

((الا انـي اوتـيـت الـكـتاب ومثله لا يوشك رجل شبعان على اريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما
وجدتم فيه من حلال , فاحلوه , وما وجدتم فيه من حرام فحرموه ))((46)) .

ب ـ فـي سنن ابي داود عن العرباض بن سارية قال : نزلنا مع رسول اللّه (ص ) خيبر ومعه من معه
من اصحابه , ثم صلى بهم .

النبي (ص ), ثم قام , فقال :

((ايـحـسـب احـدكم متكئا على اريكته قد يظن اللّه لم يحرم شيئا الا ما في هذا القرآن وعظت وامرت ونهيت عن اشياء انها لمثل القرآن او اكثر ))((47)) .

قـد يكون معنى قول الرسول (ص ) ((انها لمثل القرآن )) اي انه تلقاه عن الوحي واكثر من القرآن
في شرح احكام اللّه .

ج ـ في سنن ابي داود والترمذي وابن ماجة ومسند احمد واللفظ للاول , عن عبيداللّه بن ابي رافع
عن ابيه قال : قال النبي (ص ):

((لا الفين احدكم متكئا على اريكته ياتيه الامر من امري مما امرت به او نهيت عنه فيقول لا ندري ,
ما وجدنا في كتاب اللّه اتبعناه ))((48)) .

د ـ وفي مسند احمد عن المقدام بن معدي كرب قال :

((حـرم رسـول اللّه (ص ) يـوم خيبر اشياء, ثم قال : ((يوشك احدكم ان يكذبني وهو متكئ على
اريكته يحدث بحديثي .

فـيـقـول : بـيـنـنـا وبـينكم كتاب اللّه فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام
حرمناه )).

الا وان ما حرم رسول اللّه (ص ) مثل ما حرم اللّه )).

وفي آخر الحديث من سنن الترمذي : ((وان ما حرم رسول اللّه (ص ) كما حرم اللّه )).

وفي سنن ابن ماجة : ((مثل ما حرم اللّه ))((49)) .

ه ـ في مسند احمد عن ابي هريرة قال : قال رسول اللّه (ص ):

((لا اعـرفـن احـدا مـنـكـم اتـاه عـنـي حديث وهو متكئ في اريكته فيقول : اتل علي به قرآنا
))((50)) .

وروي مـوجـز الاحـاديث القرطبي في تفسيره بقوله : ((كان الوحي ينزل على رسول اللّه (ص )
ويحضره جبريل بالسنة التي تفسر ذلك ))((51)) .

* * *.

كـان ذلـكم كيفية اقراء الرسول (ص ) آي القرآن لاصحابه , وتعليمهم معنى الايات مع تعليم اللفظ
واهـتـمـامه بما بينه في احاديثه من الاحكام وفي ما ياتي ندرس كيفية اهتمامه باقراء القرآن لاهل
الصفة بمسجده وبمن ياتي من خارج المدينة ويسلم على يده :

الاقراء لاهل الصفة ولمن جاء من خارج المدينة واسلم :

وكـان في مسجد الرسول (ص ) صفة لايواء الفقراء من المسلمين وكان عبادة ابن الصامت يعلم اهل
الصفة القرآن((52)) .

وفي المستدرك عن عبادة بن الصامت انه قال :

اذا قدم الرجل وقد اسلم على يد رسول اللّه (ص ) دفعه الى رجل منا ليعلمه القرآن فدفع الي رسول
اللّه (ص ) رجلا كان معي في البيت وكنت اقراته القرآن فرآى ان لي عليه حقا فاهدى الي قوسا ما
رايـت اجـود مـنها ولا احسن منها عطافا فاتيت رسول اللّه (ص ) فقلت ما ترى يا رسول اللّه فيها,
فقال : جمرة بين كتفيك تقلدتها او تعلقتها((53)) .

وفي رواية عن عبادة بن الصامت قال :

كان الرجل اذا هاجر دفعه النبي (ص ) الى رجل منا يعلمه القرآن , وكان يسمع لمسجد رسول اللّه
(ص ) ضـجـة بـتـلاوة الـقـرآن حـتـى امـرهـم رسـول اللّه (ص ) ان يـحفضوا اصواتهم لئلا
يتغالطوا((54)) .

وجـاء ـ ايضا ـ في كنز العمال عن الطفيل بن عمرو الدوسي ذي النوران قال : اقراني ابي بن كعب
القرآن , فاهديت له قوسما فغدا الى النبي (ص ) متقلدها, فقال له النبي (ص ): من سلحك هذه القوس
يا ابي ؟ فقال : الطفيل بن عمرو الدوسي , اقراته القرآن , فقال له رسول اللّه (ص ): تقلدها شلوة من
جـهـنـم , فـقـال يا رسول اللّه : انا ناكل من طعامهم , فقال : اما طعام صنع لغيرك فحضرت لا باس ان
تاكله((55)) .

بمقارنة هذا الخبر بخبر الاقراء بمكة الذي رواه الصحابي الخليفة عمر نرى ان اهل اليسار بمكة
كـانـوا يؤون من يقرئهم من المستضعفين بمكة وفي المدينة كان اهل اليسار يؤون المهاجر الجديد
لاقرائه ونرى ان الرسول يحذرهم من اخذ هدية ممن اقرؤه .

وعلى هذا يكون الايواء والاطعام في البلدين على اهل اليسار دون مقابل .

ولـم يـقتصر تقارئ القرآن بين الصحابة في الحضر دون السفر, فقد روى ابن عمر وقال : سافر
النبي (ص ) واصحابه الى ارض العدو وهم يعلمون القرآن((56)) .

ففي صحيح مسلم وغيره واللفظ لمسلم قال((57)) :

جاء اناس الى رسول اللّه (ص ), فقالوا: ان ابعث معنا رجالا يعلمون القرآن والسنة فبعث اليهم سبعين
رجـلا مـن الانـصـار يقال لهم القراء ـ وفي لفظ البخاري((58)) : من القراء ـ يقرؤون القرآن
ويتدارسون بالليل يتعلمون .

وفي كتاب التراتيب الادارية ما موجزه :

ارسل مصعب بن عمير بن هاشم بن عبد مناف في سيرة ابن اسحاق لما انصرف النبي (ص ) من القوم
الذين بايعوه في العقبة الاولى قال وهم اثنا عشر بعث معهم مصعبا وامره ان يقرئهم القرآن ويعلمهم
الاسلام ويفقههم في الدين وكان يسمى المقرئ بالمدينة((59)) .

وفـي الاسـتـبصار لابن قدامة المقدسي لما قدم مصعب بن عمير المدينة نزل على اسعد بن زرارة
فـكـان يطوف به على دور الانصار يقرئهم القرآن ويدعوهم الى اللّه عز وجل فاسلم على يديهما
جماعة منهم سعد بن معاذ واسيد ابن حضير وغيرهما.

وفـي الـتـهـذيب للنووي لدى ترجمة مصعب هذا: هاجر الى المدينة بعد العقبة الاولى ليعلم الناس
الـقـرآن , ويـصلي بهم بعثه رسول اللّه (ص ) مع الاثني عشر اهل العقبة الثانية ليفقه اهل المدينة ,
ويـقرئهم القرآن , فنزل على اسعد بن زرارة , ومنهم معاذ بن جبل في الاكتفاء لابي الربيع الكلاعي
اسـتـخـلف رسول اللّه (ص ) عتاب بن اسيد على مكة وخلف معه معاذ بن جبل يفقه الناس في الدين
ويـعـلمهم القرآن خرجه ابن سعد في الطبقات عن مجاهد وفي الاستيعاب بعثه النبي (ص ) قاضيا
على الجند من اليمن يعلم الناس القران وشرائع الاسلام ويقضي بينهم وجعل اليه قبض الصدقات من
العمال الذين باليمن عام فتح مكة , ومنهم عمرو بن حزم الخزرجي النجاري .

فـي الاستيعاب استعمله النبي (ص ) على نجران ليفقههم في الدين ويعلمهم القرآن وياخذ صدقاتهم
وذلـك سـنـة عـشر بعد ان بعث اليهم خالد بن الوليد فاسلموا وكتب له كتابا في الفرائض والسنن
والـصـدقات والديات يصح ان يستدرك هنا من المعلمين جماعة فمنهم ابو عبيدة بن الجراح اخرج
احمد في مسنده عن انس قال : لما وفد اهل اليمن على رسول اللّه (ص ) قالوا ابعث معنا رجال يعلمنا
السنة والاسلام وسيره الى الشام اميرا فكان فتح اكثر الشام على يده .

.

ثالثا ـ نظام المفاضلة بالقرآن :
.
سن رسول اللّه (ص ) نظام المفاضلة بين المسلمين بمقياس القراءة للقرآن ومن جملتها الموارد التي نذكرها في ما ياتي :

ا ـ تعيين الاكثر قراءة للقرآن اماما للجماعة .

كثرت الروايات والاخبار في هذا الصدد ونحن نقتصر على ذكر خبر واحد منها كالاتي :

روى ابو داود في سنننه واحمد في مسنده وابن سعد في طبقاته وغيرهم واللفظ لابن سعد قال :

قال عمرو بن سلمة بن قيس الجرمي :

كـنـا بحضرة ماء, ممر الناس عليه , وكنا نسالهم ما هذا الامر؟ ـ يقصد انهم كانوا يسالون عن خبر
بـعـثة النبي (ص ) ـ فيقولون : رجل زعم انه نبي وان اللّه ارسله , وان اللّه اوحى اليه كذا وكذا ـ
يـقـصـد انهم كانوا يقرؤون عليهم بعض ما سمعوه من القرآن ـ قال : كنت اتلقى الركبان فيقرؤوني
الاية .

قال : فجعلت لا اسمع شيئا من ذلك الا حفظته كانما يغرى في صدري بغراء, حتى جمعت فيه قرآنا
كثيرا((60)) .

وفي مسند احمد: وكان الناس ينتظرون باسلامهم فتح مكة .

وفي طبقات ابن سعد:

يقولون : انظروا, فان ظهر عليهم فهو صادق وهو نبي , فلما جاءتنا وقعة الفتح ـ فتح مكة ـ بادر كل
قـوم بـاسـلامهم , فانطلق ابي باسلام حوائنا ذلك ـ الحواء بيوت مجتمعة للناس على ماء ـ واقام مع
رسول اللّه (ص ), ما شاء اللّه ان يقيم .

قـال : ثم اقبل , فلما دنا منا تلقيناه فلما رايناه قال : جئتكم واللّه من عند رسول اللّه (ص ) حقا ثم قال :
انه يامركم بكذا وكذا وينهاكم عن كذا وكذا وان تصلوا صلاة كذا وكذا في حين كذا واذا حضرت
الصلاة , فليؤذن احدكم , وليؤمكم اكثركم قرآنا.

قال : فنظر اهل حوائنا, فما وجدوا احدا اكثر قرآنا مني للذي كنت احفظه من الركبان .

قال : وانا يومئذ غلام علي شملة , فدعوني , فعلموني الركوع والسجود فقدموني بين ايديهم .

قال وكان علي بردة كنت اذا سجدت تقلصت عني , فقالت امراة من الحي : الا تغطون عنا است قارئكم .

قال : فكسوني قميصا من معقد البحرين , فما فرحت بشي ء اشد من فرحي بذلك القميص .

وفي سنن ابي داود قال : وانا ابن سبع سنين او ثماني سنين .

قال : فما شهدت مجمعا من جرم ـ يقصد قبيلته ـ الا كنت امامهم وكنت اصلي على جنائزهم .

وفي رواية : لم يزل يؤمهم الى زمن معاوية((61)) .

وجاء عن ابي هريرة انه قال :

بـعث رسول اللّه (ص ) بعثا وهم ذو عدد فاستقراهم فاستقرا كل رجل منهم ما معه من القرآن فاتى
عـلـى رجـل مـنهم من احدثهم سنا فقال ما معك يا فلان قال معي كذا وكذا وسورة البقرة قال : امعك
سورة البقرة ؟ فقال نعم قال : فاذهب فانت اميرهم فقال رجل من اشرافهم واللّه يا رسول اللّه ما منعني
ان اتعلم سورة البقرة الا خشية الا اقوم بها فقال رسول اللّه (ص ) تعلموا القرآن فاقراوه واقرئوه
فـان مثل القرآن لمن تعلمه فقراه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح بريحة كل مكان ومثل من
تعلمه فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب وكي ء على مسك ((62)) .

وفي تفسير السيوطي عن الدلائل للبيهقي : عن عثمان بن ابي العاص قال استعملني رسول اللّه (ص )
وانا اصغر الستة الذين وفدوا عليه من ثقيف , وذلك اني كنت قرات سورة البقرة((63)) .

ب ـ المفاضلة بعد الحياة وفي القبر.

لما كان يوم احد وامر رسول اللّه (ص ) بدفن الشهداء في احد قال (ص ) انظروا اكثر هؤلاء جمعا
للقرآن فاجعلوه امام اصحابه في القبر, وكانوا يدفنون الاثنين والثلاثة في القبر الواحد((64)) .

ج ـ يوم القيامة .

قال رسول اللّه (ص ) اقرؤوا القرآن , فانه ياتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه((65)) .

د ـ في الجنة .

في مسند احمد والترمذي :

يـقال لصاحب القرآن : اقرا وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا, فان منزلتك عند آخر آية ـ اي :
يقال ذلك لصاحب القرآن في الجنة((66)) .

وفي سنن الدارمي :

ان الذي يقرا القرآن وهو ماهر به , فهو مع السفرة الكرام البررة , والذي يقرؤه وهو يشتد عليه ـ
او هو عليه شاق ـ فله اجران((67)) .

من تعلم القرآن , فاستظهره , وحفظه , ادخله اللّه الجنة , وشفعه في عشرة من اهل بيته((68)) .

وقـال : مـا اجـتـمع قوم في بيت من بيوت اللّه يتلون كتاب اللّه , ويتدارسونه بينهم الا نزلت عليهم
السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم اللّه فيمن عنده ((69)) .

واجمع كلام للرسول (ص ) في المفاضلة قوله :

ان افضلكم من تعلم القرآن وعلمه .

وفي رواية :

خيركم من تعلم القرآن وعلمه((70)) .

وقال : ان اهل القرآن هم اهل اللّه وخاصته((71)) .

وفي كنز العمال كتاب الاذكار, باب في فضائل القرآن (2 / 187):

عـن انس بن مالك قال قال رسول اللّه (ص ): يا حملة القرآن ان اهل السموات يذكرونكم عند اللّه
فتحببوا الى اللّه بتوقير كتاب اللّه يزدكم حبا ويحببكم الى عباده .

وفي ص 523 منه الحديث :

حملة القرآن هم المعلمون كلام اللّه والمتلبسون بنور اللّه , من والاهم فقد والى اللّه , ومن عاداهم
فقد عادى اللّه .

وفي رواية 2295:

حملة القرآن اولياء اللّه .

وحملة القرآن من حفظ جميع القرآن عن ظهر قلب .

وفي ص 538 منه الحديث 2414:

من ختم القرآن عن ظهر قلبه او نظرا اعطاه اللّه شجرة في الجنة .

ونظرا: اي ختم القرآن في المصحف .

وفي ص 536 منه : الحديث 2407:

من قرا القرآن نظرا متع ببصره .

وفي ص 531 الحديث 2077:

يـا علي تعلم القرآن وعلمه الناس فلك بكل حرف عشر حسنات فان مت مت شهيدا, يا علي تعلم القرآن
وعلمه الناس فان مت حجت الملائكة الى قبرك كما تحج الناس الى بيت اللّه العتيق .

وفي ص 538 الحديث 2416:

مـن قـرا الـقـرآن في سبعة كتبه اللّه من المحسنين ولا تقرؤوا في اقل من ثلاثة فمن وجد منكم
نشاطا فليجعله في حسن تلاوته .

ومـمـا يـتـبع باب المفاضلة ما نجده في سيرة الرسول (ص ) من انتهازه الفرص لنشر الاقراء بين
المسلمين مثل ما رواه البخاري وغيره واللفظ للبخاري :

قال : اتت النبي (ص ) امراة , فقالت : انها وهبت نفسها للّه ولرسول اللّه (ص ).

فقال : ما لي في النساء من حاجة .

فقال رجل زوجنيها:

قال : اعطها ثوبا.

قال : لا اجد.

قال : اعطها ولو خاتما من حديد, فاعتل له .

فقال : ما معك من القرآن ؟.

قال : كذا وكذا.

قال : فقد زوجتكها بما معك من القرآن((72)) .

وكان لكيفية اقراء الرسول (ص ) بمكة والمدينة اثرا امتد من عصره الى ما بعده كالاتي خبره :

اثر كيفية اقراء الرسول (ص ) في عصره :
.
كـان لما قاله الرسول (ص ) وفعله في شان اقراء القرآن ابلغ الاثر في الصحابة وسائر المسلمين في عصره وبعده اما في عصره فقد روى عقبة بن عامر الجهني وقال :

خـرج عـلينا رسول اللّه (ص ) ذات يوم ونحن نتدارس القرآن , قال : تعلموا القرآن , واقتنوه , فانه
اشد تفلتا من المخاض في عقلها.

اي : اشد تفلتا من الناقة المشدودة بالعقال ساعة الولادة((73)) :

وكانوا يقرئون ابناءهم ونساءهم القرآن , فقد روى احمد وابن ماجة عن زياد بن لبيد الانصاري انه
قال :

ذكر النبي (ص ) شيئا, فقال ((ذاك عند اوان ذهاب العلم )).

قـال : قلت : يا رسول اللّه وكيف يذهب العلم ونحن نقرا القرآن ونقرئه ابناءنا ويقرئه ابناؤنا ابناءهم
الى يوم القيامة ؟.

قال او ليس هذه اليهود والنصارى يقرؤون التوراة والانجيل لا يعلمون بشي ء مما فيهما((74)) .

اهتمام الرسول (ص ) بالسور الطوال .
وكـان الرسول (ص ) يعني بسورة البقرة عناية خاصة ثم ما بعدها من السور الكبار ومن موارد ذلك ما رواه .

البيهقي واحمد بسندهما, رويا عن ام المؤمنين عائشة انها قالت :

((كـنـت اقـوم مع رسول اللّه (ص ) في الليل , فيقرا بالبقرة وآل عمران والنساء فاذا مر بية فيها
استبشار, دعا ورغب , واذا مر بية فيها تخويف , دعا واستعاذ))((75)) .

وفي سنن البيهقي : عن عوف بن مالك الاشجعي قال : قمت مع رسول اللّه (ص ) ليلة , فقام فقرا البقرة
لا يـمر بية رحمة , الا وقف , فسال , ولا يمر بية عذاب , الا وقف , فتعوذ, ثم ركع بقدر قيامه يقول
فـي ركـوعه : سبحان ذي الجبروت والملكوت والكبرياء والعظمة ثم سجد بقدر قيامه ثم قال في
سجوده مثل ذلك ثم قام فقرا بل عمران ثم قرا سورة سورة((76)) .

ويـرغب المسلمين في استظهار سورة البقرة كما جاء في صحيح مسلم ومسند احمد بسندهما عن
ابي امامة الباهلي قال :

سمعت رسول اللّه (ص ) يقول : اقرؤوا القرآن فانه ياتي يوم القيامة شفيعا لاصحابه .

اقـرؤوا الـزهـراوين سورة البقرة وسورة آل عمران , فانهما ياتيان يوم القيامة كانهما غيايتان او
كـانـهما غمامتان او كانهما فرقان من طير صواف يحاجان عن صاحبهما, اقرؤوا سورة البقرة فان
اخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها بطلة((77)) .

وفـي صـحيح مسلم وسنن النسائي والبيهقي ومسند احمد بسندهم عن حذيفة قال : صليت مع رسول
اللّه (ص ) ليلة من رمضان , فافتتح البقرة , فقلت يصلي بها ركعة , ثم افتتح النساء, فقراها ثم افتتح آل
عـمـران , فـقراها مترسلا اذا مر بية فيها تسبيح سبح , واذا مر بسؤال سال , واذا مر بتعوذ تعوذ,
واذا مر بية فيها تنزيه للّه عز وجل سبح((78)) .

وفي صحيح مسلم وسنن الترمذي ومسند احمد بسندهم عن نواس بن سمعان قال : سمعت رسول اللّه
(ص ) يـقول : يؤتى بالقرآن واهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمهم سورة البقرة وآل عمران
قـال : وضرب لهما رسول اللّه (ص ) ثلاثة امثال ما نسيتهن بعد قال كانهما غمامتان او كانهما غيايتان
او كـانـهـمـا ظـلـتـان سـوداوان بـيـنـهـما شرف او كانهما فرقان من طير صواف يحاجان عن
صاحبهما((79)) .

وفـي صحيح مسلم ومسند احمد وسنن الدارمي ومستدرك الحاكم وصححه الذهبي عن بريدة قال :
قـال رسول اللّه (ص ): تعلموا سورة البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة , ولا تستطيعها البطلة
ثـم سـكت ساعة , ثم قال : تعلموا سورة البقرة , وآل عمران فانهما الزهراوان يظلان صاحبهما يوم
الـقـيـامة كانهما غمامتان او غيايتان او فرقان من طير صواف تحاجان عن صاحبهما اقرؤوا سورة
البقرة فان اخذها بركة وتركها حسرة , ولا تستطيعها البطلة((80)) .

وفي صحيح مسلم وسنن الترمذي ومسند احمد ومستدرك الحاكم واللفظ للاول عن ابي هريرة ان
رسـول اللّه (ص ) قـال : لا تـجـعلوا بيوتكم مقابر ان الشيطان ينفر من البيت الذي يقرا فيه سورة
البقرة ولفظ الترمذي : وان البيت الذي يقرا فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان وفي لفظ الحاكم عن
عـبـداللّه عـن الرسول (ص ) اقرؤوا سورة البقرة في بيوتكم فان الشيطان لا يدخل بيتا تقرا فيه
سورة البقرة((81)) .

اضـافـة الى ما قاله الرسول (ص ) لاصحابه في فضائل استظهار سورة البقرة جعل لمن حفظها عن
ظهر قلب ميزة على غيره ومر.

بنا آنفا ان ابا هريرة قال :

بـعـث رسـول اللّه (ص ) بـعـثا وهم ذوو عدد, فاستقراهم فاستقرا كل رجل منهم يعني ما معه من
القرآن فاتى على رجل منهم من احدثهم سنا فقال : ما معك يا فلان ؟ قال : معي كذا وكذا وسورة البقرة
قال : امعك سورة البقرة ؟ قال : نعم قال : اذهب فانت اميرهم فقال رجل من اشرافهم : واللّه ما منعني ان
اتعلم سورة البقرة الا خشية ان لا اقوم بها فقال رسول اللّه (ص ) تعلموا القرآن واقرؤوه فان مثل
الـقرآن لمن تعلمه فقراه وقام به كمثل جراب محشو مسكا يفوح ريحه في كل مكان ومثل من تعلمه
فيرقد وهو في جوفه كمثل جراب اوكئ على مسك ((82)) .

وفي غزوة حنين قال ابن كثير:

كـان رسـول اللّه (ص ) لـمـا غـشيه القوم قام في الركابين ونادى اصحابه فقال يا بني الخزرج يا
اصحاب سورة البقرة وامر من .

اصحابه من ينادي بذلك ((83)) .

وفـي عـيـون الاثر عن العباس بن عبد المطلب ما موجزه : اني لمع رسول اللّه (ص ) آخذ بحكمة
بغلته وقد شجرتها بها قال وكنت ام ءرا جسيما شديد الصوت فقال : يا عباس ((84)) .

وفي كنز العمال :

فنادى العباس : اين المهاجرون اين اصحاب سورة البقرة بصوت عال((85)) .

هكذا جعل رسول اللّه (ص ) لحفظ سورة البقرة عن ظهر قلب شانا عظيما, فاهتم المسلمون بذلك .

وفي مسند احمد بسنده عن انس بن مالك قال :

كان الرجل اذا قرا البقرة وآل عمران جد فينا, يعني عظم .

وفي رواية يعد فينا عظيما((86)) .

وجاء في فضل السبع الاول من القرآن الكريم في كنز العمال 1 / 572 الحديث 2584:

((من اخذ السبع الاول من القرآن فهو خير)).

وعلى اثر ذلك تسابق الصحابة في استظهار سورة البقرة .

فقد روى القرطبي في تفسير سورة البقرة بسنده وقال :

تـعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة , فلما ختمها نحر جزورا وفي رواية بعدها شكر اللّه وان
عبداللّه بن عمر مكث على سورة البقرة ثماني سنين يتعلمها((87)) .

وفي موطا مالك :

عن ابن عمر قال : تعلم عمر البقرة في اثنتي عشرة سنة فلما ختمها نحر جزورا.

وذكـر مـالـك فـي الـمـوطـا انـه بـلـغه ان عبداللّه بن عمر مكث على سورة البقرة ثماني سنين
يتعلمها((88)) .

وفي تفسير السيوطي :

اخرج عبد الرزاق وابن ابي شيبة معا في المصنف عن عروة قال كان شعار اصحاب النبي (ص ) يوم
مسيلمة يا اصحاب سورة البقرة((89)) .

وذكر الرسول (ص ) اهمية سورة هود واخواتها وقال كما في كنز العمال (1 / 573):

ا ـ الحديث 2586 ـ شيبتني هود واخواتها.

ب ـ الحديث 2587 ـ شيبتني هود واخواتها الواقعة والحاقة واذا الشمس كورت .

ج ـ الحديث 2588 ـ شيبتني هود والواقعة والمرسلات وعم يتساءلون واذا الشمس كورت .

د ـ الحديث 2589 ـ شيبتني هود واخواتها قبل المشيب .

هـ ـ الـحـديث 2590 ـ شيبتني سورة هود واخواتها الواقعة والحاقة واذا الشمس كورت وسال
سائل .

و ـ الحديث 2591 ـ شيبتني هود واخواتها وما فعل الامم قبلي .

وذكر (ص ) اهمية سور اخرى وقال (ص ):

عـن واثـلة بن الاسقع ان النبي (ص ) قال : اعطيت مكان التوراة السبع واعطيت مكان الزبور المئين
واعطيت مكان الانجيل المثاني وفضلت بالمفصل((90)) .

واخـرج الدارمي : قال عبداللّه السبع الطوال مثل التوراة والمئين مثل الانجيل والمثاني مثل الزبور
وسائر القرآن بعد فضل((91)) .

وقال السيوطي في خاتمة النوع الثامن عشر لجمع القرآن وترتيبه ما موجزه :

الـسبع الطوال اولها البقرة وآخرها براءة كذا قال جماعة وعن ابن عباس قال السبع الطوال البقرة
وآل عـمـران والنساء والمائدة والانعام والاعراف والسابع الكهف (والمئون ) ما وليها سميت بذلك
لان كـل سـورة مـنـها تزيد على مائة اية او تقاربها (والمثاني ) ما ولي المئين (والمفصل ) ما ولي
المثاني من قصار السور وآخره سورة الناس بلا نزاع((92)) .

* * *.

كـان ذلـكـم بعض اخبار كيفية اقراء الرسول (ص ) القرآن لاصحابه وحثه اياهم على حفظه عن
ظـهـر قـلب واخبار اهتمامه ببعض السور وفي ما ياتي نبين بعض اخبار من قرا القرآن على النبي
(ص ) وجمعه وكتبه على عهده .

من قرا القرآن على النبي ومن جمعه على عهده ومن كتبه من الصحابة :
.
اقرا الرسول جميع الصحابة ما تيسر له من القرآن اداء لواجبه التبليغي وقرا عليه جميع الصحابة ما تيسر لهم من القرآن اداء لواجبهم الاسلامي اما من جمع منهم القرآن على عهده (ص ) وكتب فلا
يمكن احصاؤهم وما جاء في بعض الروايات من جمع القرآن على عهد الرسول (ص ) او كتب ليس
مـن باب الحصر والاحصاء وانما ذكرت اسماؤهم لمناسبة في المقام وما جاء عن الصحابي انس بن
مالك في حصر من جمع القرآن على عهد الرسول (ص ) ببعض الانصار مردود كما نبينه في ما ياتي
باذنه تعالى :

قول الصحابي انس في من جمع القرآن على عهد النبي (ص ).
في صحيح البخاري عن انس انه قال :
مات النبي (ص ) ولم يجمع القرآن غير اربعة ابو الدرداء ومعاذ بن جبل وزيد بن ثابت وابو زيد قال
ونحن ورثناه((93)) .

وفي رواية اخرى :

عن قتادة قال : سالت انس بن مالك : من جمع القرآن على عهد النبي (ص ) قال اربعة كلهم من الانصار:
ابي بن كعب ومعاذ بن .

جبل وزيد بن ثابت وابو زيد((94)) .

وفي رواية :

قال قتادة : قلت : من ابو زيد قال : احد عمومتي((95)) .

دراسة الحديث :
.
نـرى انـه اعـتـمـد احـاديـث الـصـحـابـي انـس من قال : بحصر جمع القرآن على الانصار مثل الشعبي((96)) ومحمد بن كعب القرظي((97)) وابن كثير((98)) وغيرهم((99)) .

وقد انكر العلماء على انس هذا القول وحاول بعضهم توجيهه مثل : السندي في حاشيته على الرواية
الاولى في صحيح البخاري حيث قال :

((اي لـم يـجـمـعـه غـيرهم في علمي , او من الاوس , والا فقد كان ممن يجمعه اذ ذاك كثير من
الصحابة , كما هو معلوم ))((00)) .

وقال القرطبي في تفسيره :

قال ابن الطيب (رض ): لا تدل هذه الاثار على ان القرآن لم يحفظه في حياة النبي (ص ) ولم يجمعه
غـيـر اربـعة من الانصار كما قال انس بن مالك , فقد ثبت بالطرق المتواترة انه جمع القرآن عثمان
وعـلي وتميم الداري وعبادة بن الصامت وعبداللّه بن عمرو بن العاص فقول انس : لم يجمع القران
غـير اربعة , يحتمل انه لم يجمع القرآن واخذه تلقينا من في رسول اللّه (ص ) غير تلك الجماعة ,
فـان اكثرهم اخذ بعضه عنه وبعضه عن غيره , وقد تظاهرت الروايات بان الائمة الاربعة جمعوا
القرآن على عهد النبي (ص ) لاجل سبقهم الى الاسلام , واعظام الرسول (ص ) لهم((01)) .

وفي البرهان للزركشي :

وقـال الـماوردي : وكيف يمكن الاحاطة بانه لم يكمله سوى اربعة , والصحابة متفرقون في البلاد وان لم يكمله سوى اربعة فقد حفظ جميع اجزائه مئون لا يحصون .

قال الشيخ : وقد سمى الامام ابو عبيد القاسم بن سلام القراء من الصحابة في اول كتاب القراءات له ,
فسمى عددا كثيرا((02)) .

وفي عمدة القارئ في شرح صحيح البخاري :

ان قصارى الامر ان انسا قال جمع القرآن على عهده (ص ) اربعة قد يكون المراد اني لا اعلم سوى
هؤلاء ولا يلزمه ان يعلم كل الحافظين كتاب اللّه تعالى((03)) .

وروى في الاتقان عن البخاري :

وفـيه ـ في الحديث الاول ـ المخالفة لحديث قتادة من وجهين احدهما التصريح بصيغة الحصر في
الاربـعـة والاخـر ذكـر ابي الدرداء بدل ابي بن كعب وقد استنكر جماعة من الائمة الحصر في
الاربـعة وقال المازري لا يلزم من قول انس لم يجمعه غيرهم ان يكون الواقع في نفس الامر كذلك
لان الـتقدير انه لا يعلم ان سواهم جمعه والا فكيف الاحاطة بذلك مع كثرة الصحابة وتفرقهم في
البلاد وهذا لا يتم الا ان كان لقى كل واحد منهم على انفراده واخبره عن نفسه انه لم يكمل له جمع
فـي عـهـد النبي (ص ) وهذا في غاية البعد في العادة واذا كان المرجع الى ما في علمه لم يلزم ان
يكون الواقع كذلك قال وقد تمسك بقول انس هذا جماعة من الملاحدة ولا متمسك لهم فيه .

وقـال القرطبي قد قتل يوم اليمامة سبعون من القراء وقتل في عهد النبي (ص ) ببئر معونة مثل هذا
الـعدد وانما خص انس الاربعة بالذكر لشدة تعلقه بهم دون غيرهم او لكونهم كانوا في ذهنه دون
غيرهم((04)) .

ويرد على قول انس بالاضافة الى ما ذكروا:

ان الـمهاجرين سبقوا الانصار الى الاسلام عشر سنوات واكثر من ذلك او اقل , فكيف لم يكن فيهم
مهاجري واحد قد جمع القرآن , وقد كان الصحابة الاتية اسماؤهم ممن جمع القرآن على عهد النبي
(ص ):

ا ـ علي بن ابي طالب ((05)) .

ب ـ سعد بن عبيد بن النعمان بن زيد.

ج ـ ابو الدرداء عويمر بن زيد.

د ـ ابو زيد ثابت بن زيد بن النعمان .

ه ـ عبيد بن معاوية بن زيد بن الضحاك .

و ـ ام ورقة بنت عبداللّه .

* * *.

يـنـقـسم الذين جمعوا القرآن على عهد رسول الى صنفين منهم من اشتهروا بذلك وهم من مشاهير
الـصحابة وفي مقدمتهم الامام علي وفي ما ياتي نورد مثالا بخبر واحد من اخبار من اشتهر بالقراءة
والاقراء من المهاجرين .

جاء في كنز العمال :

عـن زر بن حبيش قال : قرات القرآن من اوله الى اخره على علي بن ابي طالب , فلما بلغت الحواميم
قـال : لـقـد بـلـغت عرائس القرآن , فلما بلغت راس ثنتين وعشرين آية من حمعسق (والذين آمنوا
وعـمـلـوا الـصالحات في روضات الجنات ) الاية بكى حتى ارتفع نحيبه , ثم رفع راسه الى السماء
وقـال : يـا زر امـن عـلـى دعـائي , ثم قال : اللّه م اني اسالك اخبات المخبتين , واخلاص الموقنين ,
ومرافقة الابرار.

وقال في آخر الدعاء:

يا زر اذ ختمت فادع بهذه فان حبيبي رسول اللّه (ص ) امرني ان ادعو بهن عند ختم القرآن .

وزر بن حبيش ابو مريم ابو مطرف الكوفي مخضرم ادرك الجاهلية روى عن عمر وعثمان وعلي
وابي ذر.

قـال ابـن سـعـد وابـن مـعـين : كان ثقة كثير الحديث وكان عالما بالقرآن توفي سنة 83 وعمره
128((06)) .

وهذا الحديث يدل على ان الامام عليا كان قد جمع القرآن كله على عهد الرسول (ص ) اما عن ظهر
قـلب او مكتوبا في نسخة ولما علمنا في ما ذكرناه في المجلد الثاني من معالم المدرستين وما سياتي
ذكره في المجلد الثاني من هذا الكتاب ان الرسول (ص ).

والامـام عـلي كانا يجتمعان يوميا ويملي الرسول (ص ) عليه ما اوحي اليه خلال تغيب احدهما عن
الاخـر فلابد ان يكون الامام علي قد اخذ القرآن من الرسول (ص ) وعلى اي حال فان الحديث يدل
على ان الامام عليا كان يختم القرآن على عهد الرسول (ص ), وممن اقرا القرآن غيره .

ويـضـاف الـى المشهورين من القراء في الصحابة القراء السبعون من اصحاب الرسول (ص ) الاتي
خبرهم :

خبر قراء السبعين من اصحاب رسول اللّه الذين استشهدوا.
قال ابن سعد:

/ 14