• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه سوم> بلاغت > جواهر البلاغه تمام کتاب

المبحث الأول في الإيجاز وأقسامه

الإيجاز: هو وضع المعاني الكثيرة في ألفاظ أقل(178) منها، وافية بالغرض المقصود، مع الإبانة والإفصاح، كقوله تعالى: (خذ العفو وأمر بالعرف وأعرِض عن الجاهلين)[الأعراف: 199]. فهذه الآية القصيرة جمعت مكارم الأخلاق بأسرها، وكقوله تعالى: (ألا له الخلق والأمر)[الأعراف: 54 ]وكقوله(صلى الله عليه وآله): «إنما الأعمال بالنيات» فإذا لم تفِ العبارة بالغرض سمي إخلالا وحذفاً رديئاً كقول اليشكري: والعيشُ خيرٌ في ظلا ل النوك ممن عاش كدا [مجزوء الكامل] مرادهُ: أن العيشَ الناعم الرَّغد في حال الحمق والجهل، خيرٌ من العيش الشاق في حال العقل، لكن كلامه لا يعد صحيحاً مقبولا.

وينقسم الإيجاز إلى قسمين، إيجاز قصر(179)، وإيجاز حذف. فإيجاز القصر ويسمى إيجاز البلاغة يكون بتضمين المعاني الكثيرة في ألفاظ قليلة من غير حذف، كقوله تعالى: (وَلَكُمْ في الْقصاص حَياةٌ)[البقرة: 179].

فإن معناه كثير، ولفظهُ يسير، إذ المراد: أن الإنسان إذا علم أنه متى قَتَلَ قُتِلَ: امتنع عن القتل، وفي ذلك حياته وحياة غيره، لأن القتل أنفى للقتل(180) وبذلك تطول الأعمار، وتكثر الذرية ويقبلُ كل واحد على ما يعود عليه بالنفع، ويتم النظام، ويكثر العمران. فالقصاص: هو سبب ابتعاد الناس عن القتل، فهو الحافظ للحياة. وهذا القسم مطمح نظر البلغاء، وبه تتفاوت أقدارهم، حتى أن بعضهم سئل عن البلاغة فقال: هي «إيجاز القصر». وقال أكثم بن صيفي خطيب العرب: «البلاغة: الايجاز».