• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه سوم> بلاغت > جواهر البلاغه تمام کتاب

والغرابة قسمان:

القسم الأول: ما يُوجب حيرة السّامع في فَهم المعنى المقصود من الكلمة: لتردّدها بين معنيين أو أكثر بلا قرينة. وذلك في الالفاظ المشتركة: كمُسرّج، من قول رُؤُبَة بن العَجاج:[الرجز]

  • ومُقْلةً وحَاجِباً مُزَجّجا وفاحماً وَمَِرْسَِناً مُسَرَّجا

  • وفاحماً وَمَِرْسَِناً مُسَرَّجا وفاحماً وَمَِرْسَِناً مُسَرَّجا

فلا يُعلم ماأراد بقوله: مُسرَّجاً حتى اخْتَلف أئمة اللغة في تخريجه.

فقال ابن دُريد: يريد أنّ أنفه في الاستواء والدّقة كالسيف السَّريجي. وقال «ابنُ سيده»: يريد أنه في البريق واللمعان كالسّراج(2). فلهذا يَحتار السَّامعُ في فهم المعنى المقصود لتردّد الكلمة بين معنيين بدون «قرينة» تُعيِّن المقصود منهما. فلأجل هذا التردد، ولأجل أنّ مادة (فعّل) تدلّ على مجرّد نسبة شيء لشيء، لا على النسبة التشبيهيّة: كانت الكلمة غير ظاهرة الدلالة على المعنى فصارت غريبة. وأما مع القرينة فلا غرابة

ـ كلفظة: عَزَّر في قوله تعالى: (فالذين آمنوا وعزّروه ونصروه)[الأعراف: 157] فإنها مشتركة بين التّعظيم والإهانة. ولكن ذكر النصر قرينة على إرادة التعظيم.(1). مزججاً: مدققاً مطولاً (فاحماً) شعراً أسود كالفحمة (مرسناً) بكسر الميم وفتح السين كمنبر، أو بفتح الميم وكسر السين كمجلس، ومعناه أنه ذو لمعان كالسراج أو ذو صقالة واحديداب كالسيف السريجي أي المنسوب إلى سريج وهو قين حداد تنسب إليه السيوف في الدقة والاستواء. . أي ولفظة مسرج غير ظاهرة الدلالة على ما ذكر، لأن فعل إنما يدل على مجرد النسبة. وهي لا تدل على التشبيه، فأخذه منها بعيد، لهذا أدخل الحيرة على السامع في فهم المعنى المقصود من الكلمة لترددها بين معنيين أو أكثر بلاقرينة، ومثله قول الشاعر:

  • لو كنت أعلم أن آخر عهدكم يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل [الكامل]

  • يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل [الكامل] يوم الرحيل فعلت ما لم أفعل [الكامل]

فلا يعلم ماذا أراد الشاعر بقوله فعلت ما لم أفعل، أكان يبكي إذ رحلوا، أم كان يهيم على وجهه من الغم الذي لحقه، أم يتبعهم إذا ساروا، أم يمنعهم من المضي على عزمة الرحيل.