• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه سوم> بلاغت > جواهر البلاغه تمام کتاب

المبحث الخامس

في النِّدَاء النِّدَاء: هو طلبُ المتكلم إقبال المخاطَبِ عليه بحرف نائب مناب أُنادِي المنقول من الخبر إلى الإنشاء وأدواته ثمان: الهمزة، وأيْ، وَيا، وآيْ، وأيَا، وهيَا، ووا(80). وهي في كيفيَّة الاستعمال نوعان.

1 ـ الهمزة وأي: لنداء القريب.

2 ـ وباقي الأدوات لنداء البعيد. وقد يُنَزِّلُ البعيدُ منزلة القريب، فينادَى بالهمزة وأي، إشارةً إلى أنه لشدَّة استحضارهفي ذهن المتكلّم صار كالحاضر معه. لا يغيبُ عن القلب، وكأنه ماثِلٌ أمام العين. كقول الشاعر: [الطويل] اَسُكانَ نَعمان الأراكِ تيَقَّنوا بأنكُم في رَبع قلبي سُكّانُ وقد يُنَزَّل القريب مَنْزلة البعيد، فينادَى بغير الهمزة وأي.

أ ـ إشارةً إلى عُلوِّ مرتبته. فيُجعلُ بُعدُ المنزلة كأنه بُعْد في المكان كقوله «أيا مولاي» وأنتَ معه، للدلالةِ على أن المنادَى عظيمُ القدر، رفيع الشأن.

ب ـ أو إشارة إلى انحطاط مَنْزلتهِ ودرجته، كقولك «أيا هذا» لِمَن هو معك.

ج ـ أو إشارة إلى أن السامعَ لغفلته وشُرود ذهنه كأنه غيرُ حاضر كقولك للساهي: أيا فلانُ، وكقول البارودي: [البسيط] يا أيُّها السَّادرُ المزْوَرُّ من صَلف مَهْلاً، فإنك بالأيام مُنْخَدعُ

  وقد تخرج ألفاظ الندَاء عن معناها الأصلي إلى معان أخرى، تُفهم من السِّياق بمعونة القرائن ومن أهمِّ ذلك:

1 ـ الأغراء، نحو قولك لمن أقبل يتظلم: يا مظلومُ.

2 ـ والاستغاثة، نحوَ يا لله للمُؤْمنين.

3 ـ والنُّدبة، نحو قول الشاعر: [الطويل] فوا عجبا كم يدَّعي الفضْلَ ناقصٌ ووَا أسفا كم يُظهر النَّقصَ فاضلُ

4 ـ والتّعجب، كقول الشاعر: [الرجز] يا لكِ من قُبَّرَة بِمَعْمَرِ خلاَ لكِ الجوُّ فبِيضِي واصفري