• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه سوم> بلاغت > جواهر البلاغه تمام کتاب

تعريف الكناية وانواعه

الباب الثالث في الكناية و تعريفها و أنواعها

الكنايةُ(329) لغة: ما يتكلم به الإنسان، ويريد به غيره. وهى: مصدر كنيتُ، أو كنوت بكذا، عن كذا إذا تركت التصريح به. واصطلاحاً: لفظ أريد به غير معناهُ الذي وضعَ له، مع جوَاز إرادة المعنى الأصليَّ لعدم وجود قرينة مانعة من إرادته نحو: زيد طويل النجاد تريد بهذا التركيب أنه شجاع عظيم، فعدلت عن التصريح بهذه الصفة، إلى الإشارة إليها بشيء تترتب عليه وتلزمه، لأنه يلزم من طول حمالة السيف طول صاحبه، ويلزم من طول الجسم الشجاعة عادة، فإذاً:المراد طول قامته، وإن لم يكن له نجاد، ومع ذلك يصح أن يراد المعنى الحقيقي، ومن هنا يعلم أن الفرق بين الكناية والمجاز صحة إرادة المعنى الأصلي في الكناية، دون المجاز: فإنه ينافي ذلك. نعم: قد تمتنع إرادة المعنى الأصلي في الكناية، لخصوص الموضوع كقوله تعالى:(و السموات مطويات بيمينه) [سورة الزمر، الآية: 67] وكقوله تعالى: (الرحمنُ على العرش استوى)[طه: 5 ]كناية عن تمام القدرة، وقوة التمكن والاستيلاء. وتنقسم الكناية بحسب المعنى الذي تشير إليه إلى ثلاثة أقسام:

1 ـ كناية عن صفة: كما تقول: هو ربيب أبي الهول تكني عن شدة كتمانه لسره. وتعرف كناية الصفة بذكر الموصوف: ملفوظاً أو ملحوظاً من سياق الكلام.

2 ـ كناية عن موصوف: كما تقول: أبناء النيل تكني عن المصريين ومدينة النور تكني عن باريس وتعرف بذلك الصفة مباشرة، أو ملازمة ومنها قولهم تستغني مصر عن مصب النيل ولا تستغني عن منبعه كنوا بمنبع النيل عن أرض السودان. ومنها قولهم: هو حارس على ماله كنوا به عن البخيل الذي يجمع ماله، ولا ينتفع به. ومنها قولهم: هو فتى رياضييكنون عن القوة، وهلم جرا.

3 ـ كناية عن نسبة: وسيأتي الكلام عليها فيما بعد. فالقسم الأول: وهو الكناية التي يطلب بها صفة هي ما كان المكنى عنه فيها صفة ملازمة لموصوف مذكور في الكلام. و هي نوعان:

ـ كناية قريبة: وهي ما يكون الانتقال فيها إلى المطلوب بغير واسطة بين المعنى المنتقل عنه، والمعنى المنتقل إليه، نحو قول الخنساء في رثاء أخيها صخر: [المتقارب] رفيع العماد طويل النجا دساد عشيرته أمردا

ـ وكناية بعيدة: وهي ما يكون الانتقال فيها إلى المطلوب بواسطة، أو بوسائط، نحو: فلان كثير الرماد كناية عن المضياف، و الوسائط: هي الانتقال من كثرة الرماد إلى كثرة الإحراق، ومنها إلى كثرة الطبخ والخبز، ومنها إلى كثرة الضيوف، ومنها إلى المطلوب وهو المِضياف الكريم.