وقد يغني عن أداة التشبيه فعل يدل على حال التشبيه، ولا يعْتبر أداة.
في تقسيم التشبيه باعتبار أداته
فإن كان الفعل لليقين، أفاد قرب المشابهة، لما في فعل اليقين من الدلالة على تيقن الاتحاد وتحققه، وهذا يفيد التشبيه مبالغة، نحو:
(فلما رأوه عارضاً مستقبل أوديتهم قالوا هذا عارض ممطرنا) [الأحقاف: 24]. ونحو: رأيت الدنيا سراباً غرّاراً.
وإن كان الفعل للشك أفاد بُعدها: لما في فعل الرجحان من الإشعار بعدم التحقق، وهذا يفيد التشبيه ضعفاً،(232) كقوله تعالى:
(وإذا رأيتهم حسبتهم لُؤلُؤاً منثوراً)[الإنسان: 19]ونحو: [الكامل]
قوم إذا لبسوا الدروع حسبتها سُحُباً مزردة على أقمار
المبحث السابع
في تقسيم التشبيه باعتبار أداته
ينقسم التشبيه باعتبار أداته إلى:
أ ـ التشبيه المرسل(233): وهو ما ذكرت فيه الأداة، كقول الشاعر: [مجزوء الرمل]
ب ـ التشبيه المؤكد: وهو ما حذفت منه أداته، نحو: يسجع سجع القمريّوكقول الشاعر: [الخفيف]
التشبه البليغ
ومن المؤكد: ما أضيف فيه المشبه به إلى المشبه، كقول الشاعر: [الكامل]
أي أصيل كالذهب على ماء كاللجين.
والمؤكد أوجز، وأبلغ، وأشد وقعاً في النفس. أما أنه أوجز فلحذف أداته، وأما أنه أبلغ فلإيهامه أن المشبه عين المشبه به.