فالحسيان يشتركان:
1 ـ في صفة مبصرة كتشبيه المرأة بالنهار في الإشراق، والشعر بالليل في الظلمة والسواد، كما في قول الشاعر: [الكامل]
2 ـ أو في صفة مسموعة: نحو: غرد تغريد الطيور ونحو: سجع سجع القمري ونحو:أن أنين الثكلى، ونحو: أسمع دوياً كدوي النحل، وكتشبيه إنقاض الرحل بصوت الفراريجفي قول الشاعر: [البسيط]
وكتشبيه الأصوات الحسنة في قراءة القرآن الكريم بالمزامير.
3 ـ أو في صفة مذوقة، كتشبيه الفواكه الحلوة بالعسل
4 ـ أو في صفة ملموسة: كتشبيه الجسم بالحرير في قول ذي الرمة: [الطويل]
لها بشر مثل الحرير ومنطق رخيم الحواشي لا هراء ولا نذر
5 ـ أو في صفة مشمومة، كتشبيه الريحان بالمسك، والنكهة بالعنبر.
في تقسيم طرفي التشبيه
المبحث الثاني
في تقسيم طرفى التشبيه: باعتبار الإفراد، والتركيب
طرفا التشبيه، المشبه والمشبه به:
1 ـ إما مفردان مطلقان نحو: ضوءه كالشمس. وخده كالورد.
أو مقيدان(217) نحو: الساعي بغير طائل كالرَّاقم على الماء.
أو مختلفان نحو: ثَغره كاللؤلؤ المنظوم، ونحو: العين الزرقاء كالسنان.
وإما مركبان تركيباً لم يمكن إفراد أجزائهما، بحيث يكون المركب هيئة حاصلة من شيئين، أو من أشياء تلاصقت حتى اعتبرها المتكلم شيئاً واحداً، وإذا انتُزع الوجه من بعضها دون بعض، اختل قصد المتكلم من التشبيه كقوله(218): [الطويل]
إذا قيل: كأن سهيلا إمام، وكأن النجوم صفوف صلاة، لذهبت فائدة التشببيه.
2 ـ أو مركبان تركيباً إذا أفردت أجزاؤه زال المقصود من هيئة «المشبه به» كما ترى في قول الشاعر الآتى: حيث شبه النجوم اللامعة في كبد السماء، بدرِّ منتثر على بساط أزرق.
إذ لو قيل: كأن النجومَ دُرر، وكأن السماء بساط أزرق، كان التشبيه مقبولا، لكنه قد زال منه المقصود بهيئة المشبه به.
3 ـ وإما مفرد بمركب: كقول الخنساء(219): [البسيط]
4 ـ وإما مركب بمفرد، نحو: الماء المالح كالسم(220).
واعلم: أنه متى رُكب أحد الطرفين لا يكاد يكون الآخر مفرداً مطلقاً بل يكون مركباً. أو مفرداً مقيداً، ومتى كان هناك تقييد أو تركيب كان الوجه مركباً. ضرورة انتزاعه من المركب، أو من القيد. والمقيد.
