(ذلِكَ يَوْمٌ مَجْمُوعٌ لَهُ الناسُ)[هود: 103].
وذلك: لأن الوصفين المذكورين حقيقة في الحال، مجاز فيما سواه.
السادس: يوضع المضمر موضع المظهر، خلافاً لمقتضى الظاهر، ليتمكن ما بعده في ذهن السامع، نحو: هو الله عادل.
ويوضع المظهر موضع المضمر لزيادة التمكين، نحو: خير الناس من نفع الناس أو لإلقاء المهابة في نفس السامع، كقول الخليفة: أمير المؤمنين يأمر بكذا أي: أنا آمر.أو للاستعطاف: نحو: أيأذن لي مولاي أن أتكلم أي: أتأذن.
السابع: التغليب: وهو ترجيح أحد الشيئين على الآخر في إطلاق لفظه عليه(208) وذلك:
1 ـ كتغليب المذكر على المؤنث، في قوله تعالى:
(وكانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ)[التحريم: 12 ]وقياسه القانتات. ونحو: الأبوين للأب والأم والقمرين: للشمس والقمر.
2 ـ وكتغليب الأخفّ على غيره، نحو الحسنين، في الحسن والحسين.
3 ـ وكتغليب الأكثر على الأقل، كقوله تعالى:
(لَنُخْرِجَنَّنكَ يَا شُعَيْبُ والذينَ آمَنُوا معك من قَرْيَتِنَا أو لتَعُودُنَّ في مِلَّتنا)[الأعرف: 88]. أدخل (شُعَيب) في العود إلى ملّتهم،مع أنه لم يكن فيها قطّ، ثم خرَج منها وعاد، تغليباً للأكثر.
ط ـ وكتغليب العاقل على غيره، كقوله تعالى:
(الحمدُ لِلّهِ رَبَّ العالمين)[الفاتحة: 2].
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين المعصومين.
تم علم المعاني، ويليه علم البَيان، والله المستعان أولا وآخراً.