• عدد المراجعات :
  • 1524
  • 4/21/2009
  • تاريخ :

الحرية و العبودية من منظور الشرع و الوضع

الحرية

العبودية السلبية من منظور الشرع والوضع

 

من المقطوع به ،أن عبادة الأصنام و الخضوع لها مادية ، كانت أم بشرية، و عدم إطاعة سنن السماء ، و شرع الله، إنما هي عبادة و طاعة سلبية ، يترتب عليها آثار سلبية، و نتائجها وخيمة، و العكس صحيح، قال تعالى: ( ولو أن أهل القرى آمنوا و اتقوا ، لفتحنا عليهم بركات من السماء و الأرض) ، (1) ، فعموم الطاعة ، ترتب أثرا من سنخ الطاعة، من هنا ورد عن الإمام موسى بن جعفر الكاظم (ع): « من أصغى إلى ناطق فقد عبده، فان كان الناطق ، يؤدي عن الله عز وجل فقد عبد الله، و ان كان الناطق ، يؤدي عن الشيطان فقد عبد الشيطان» .

و لاتنحصر الطاعة في التشريعات السماوية، و إنما هي ماضية في التشريعات الأرضية أيضاً،

فاحترام القوانين الوضعية ، و تطبيق بنودها و موادها و الخضوع لمبانيها، تعتبر طاعة إيجابية ، تترتب عليها سلامة المجتمع وفق نظرة الواضعين لها،  وهو ما عبر عنها الفيلسوف السويسري ، جان جاك روسو (Jean Jacques Rousseau) (ت 1778م) بقوله: "إن الحرية من دون العدالة ، هي تناقض حقيقي، فلا حرية بغير قوانين، و لاحرية عندما يكون أي شخص فوق القانون .. و الشعب الحر يطيع، لكنه لا يخدم، لديه قضاة ، لكن ليس فيه سادة، هو لايطيع شيئا سوى القوانين، و بفضل قوة القوانين ، فانه لايطيع البشر" ، و لهذا فان روسو دافع بشدة عن رأيه بأنَّ: "دافع الشهوة المجرد ، هو عين العبودية في حين أن طاعة القانون ، الذي نسنّه بأنفسنا ، هي الحرية بعينها".

    فالعبودية بذاتها حقيقة مجردة من الصفات، كما يقول الصفار ، و هو فقيه عراقي: "فذات العبودية ليست حسنة ، و لا سيئة ، و إنما هي حقيقة مجردة من الصفات ، و لا تتصف بالحسن و القبح إلا إذا طرأت عليها ألوان خارجية ، فتكتسب حسنها و قبحها منها، فالعبودية لله محبوبة لأنها عبودية واقعة ، لا يستطيع أي مخلوق فكاكا عنها: « ولله يسجد مَن في السماوات و الأرض طوعاً و كرهاً و ظلالهم بالغدوّ والآصال » ، ( 2 ) ،و إن مِن شيء ، إلاّ يسبح بحمده، ولكن لا تفقهون تسبيحهم( 3 ) ،الذي بيده ملكوت كل شيء( 4 ) ... و أما العبودية للسلطان الجائر ، فإنها عبودية مبغوضة، لأنها ليست حقيقة ، و لأنها تضر و لا تنفع، و العبودية للنفس كتلك مبغوضة، لأنها تكبت الإنسان ، و تحبسه في بركة ضيقة من الرذائل و الإنحطاط المعنوي".

د. نضير الخزرجي*

وسائل الشيعة

----------------------------------

الهوامش

 1- الأعراف:96 . 

2- الرعد:15.

3- الإسراء:44 .

4- يس:38.


حرية الضمير والعقيدة الدينية

الديمقراطية والتحد يث الإسلامي

التعددية السياسية والحرية في الاسلام

الإسلام والنظرة الشمولية لحقوق الإنسان

المقاربة بين الأفكار

الإسلام بين غيوم التشويه وشمس الاصالة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)