الفصل العاشر : في أنه لا تمايز و لا عليه في العدم
وعن المعتزلة أنّ الثبوت أعمّ مطلقاً من الوجود فبعض المعدوم ثابت عندهم وهو المعدوم الممكن ويكون حينئذ النفي أخصّ من العدم ولا يشمل إلاّ المعدوم الممتنع.
وعن بعضهم أنّ بين الوجود والعدم واسطة ويسمّونه الحال وهي صفة الموجود التي ليست بموجودة ولا معدومة كالعالمية والقادرية والوالدية من الصفات الانتزاعية التي لا وجود لها منحازاً لها، فلا يقال: إنّها موجودة والذات الموجودة تتصف بها ولا يقال: إنّها معدومة وأمّا الثبوت والنفي فهما متناقضان لا واسطة بينهما، وهذه كلّها أوهام يكفي في بطلانها قضاء الفطرة بأنّ العدم بطلان لا شيئية له. فصل 10 ـ في أنّه لا تمايز ولا علّية في العد.
أمّا عدم التمايز فلأنّه فرع الثبوت والشيئية ولا ثبوت ولا شيئية في العدم، نعم ربما يتميز عدم من عدم بإضافة الوهم إيّاه إلى الملكات وأقسا