ما يوهن الاستدلال بالصحيحة على اعتبار قيمة يوم الضمان
نعم،يمكن أن يوهن ما استظهرناه من الصحيحة بأنّه لا يبعد أن يكون مبنى الحكم في الرواية على ما هو الغالب في مثل مورد الرواية من عدم اختلاف قيمة البغل في مدّة خمسة عشر يوماً،و يكون السرّ في التعبير ب« يوم المخالفة» دفع ما ربما يتوهّمه أمثال صاحب البغل من العوامّ:أنّ العبرة بقيمة ما اشتري به البغل و إن نقص بعد ذلك؛ لأنّه خسّره
1 المبلغ الذي اشترى به البغلة.
و يؤيّده:التعبير عن يوم المخالفة في ذيل الرواية ب« يوم الاكتراء»
2 فإنّ فيه إشعاراً بعدم عناية المتكلّم بيوم المخالفة من حيث إنّه يوم المخالفة.
إلّا أن يقال:إنّ الوجه في التعبير بيوم الاكتراء مع كون المناط يوم المخالفة هو التنبيه على سهولة إقامة الشهود على قيمته في زمان الاكتراء؛ لكون البغل فيه غالباً بمشهد من الناس و جماعةٍ من المُكارين،بخلاف زمان المخالفة من حيث إنّه زمان المخالفة،فتغيير التعبير ليس لعدم العبرة بزمان المخالفة،بل للتنبيه على سهولة معرفة القيمة بالبيّنة كاليمين
3 ،في مقابل قول السائل:« و من يعرف ذلك؟ »،فتأمّل.