• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه سوم> بلاغت > جواهر البلاغه تمام کتاب

[الفاتحة : 6]; فقد استعار الصراط المستقيم للدين الحق، لتشابههما في أن كلاّ يوصل إلي المطلوب.

و كقوله تعالى: (كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلي النور) [ابراهيم: 1 ]أى من الضلال إلي الهدى، فقد استعير لفظ الظلمات للضلال، لتشابههما في عدم اهتداء صاحبيهما، وكذلك استعير لفظ النور للإيمان. لتشابههما في الهداية، والمستعارات لهماهو الضلال والإيمان، كل منها محقق عقلاً وتسمي هذه الاستعارات تصريحية وتسمي تحقيقية. وأما قول أبي ذؤيب الهذلي:[الكامل]

  • و إذا المنية أنشبت أظفارها ألفيت كل تميمة لاتنفع

  • ألفيت كل تميمة لاتنفع ألفيت كل تميمة لاتنفع

فشبه المنية بالسبع. في اغتيال النفوس قهراً. من غير تفرقة بين نفاع وضرار، ولم يذكر لفظ المشبه به، بل ذكر بعض لوازمه وهو أظفارها التي لايكمل الاغتيال في السبع إلا بها. تنبيهاً على المشبه به المحذوف فهو استعارة مكنية

وكقوله :[الكامل]

  • و لئن نطقت بشكر برّك مفصحاً فلسان حالي بالشكاية أنطقُ

  • فلسان حالي بالشكاية أنطقُ فلسان حالي بالشكاية أنطقُ

فشبه الحال، بإنسان ناطق في الدلالة على المقصود، ولم يصرح بلفظ المشبه به بل ذكر لازمه. وهو اللسان الذى لاتقوم الدلالة الكلامية إلا به، تنبيهاً به عليه، فهو أيضاً استعاره مكنية.وقد اثبت للمشبه لازم من لوازم المشبه به، لايكون إلا به كماله أو قوامه في وجه الشبه كالاظفار التي لايكمل الافتراس إلا بها. كما في المثال الأول واللسان الذى لاتقوم الدلالة الكلامية في الإنسان إلا به، كما في المثال الثاني وليس للمنية شيء كالأظفار نقل إليه هذا اللفظ، ولاللحال شيء كاللسان نقل إليه لفظ اللسان. و ما كان هذا حاله يعتبر طبعاً تخييلاً أو استعارة تخييلة.

التنبيه الخامس: تقدم أن الاستعارة التصريحية أو المصرحة: هي ما صرح فيها بلفظ المشبه به. وأن المكنية، هي ما حذف فيها لفظ المشبه به، استغناء ببعض لوازمه التي بها كمالُه أو قَوامه في وجه الشبه(290) وأن إثبات ذلك اللازم تخييل أو استعارة تخييلية. غير أنهم اختلفوا في تعريف كل من المكنية والتخييلة.

فمدهب السلف: أن المكنيّة: اسم المشبه به، المستعار في النفس للمشبه، وأن إثبات لازم المشبه به للمشبه استعارة تخييلية(291) فكل من الأظفار في قوله: وإذا المنية أنشبت أظفارها. واللسان في قوله: فلسان حالي بالشكاية أنطقُ حقيقةٌ، لأنه مُستعمل فيما وضع له. و مذهب «الخطيب القزويني» أن المكنية هي التشبيه المضمر في النفس، المرموز إليه بإثبات لازم المشبه به للمشبه و هذا الإثبات هو الاستعارة التخييلية. و مذهب «السكاكي» أن المكنية لفظ المشبه، مراداً به المشبه به(293) فالمراد بالمنية في قوله: وإذا المنية أنشبت أظفارها هو السبع بادعاء السبعية لها. وإنكار أن تكون شيئاً غير السبع، بقرينة إضافة الأظفار التي هي من خواص السبع إليها. والتخييلية عنده ما لا تحقق لمعناه. لاحساً ولا عقلاً بل هو صورة وهمية محضة: كالأظفار في ذلك المثال فإنه لما شبه المنية، بالسبع في الاغتيال، أخذ الوهم يصورها بصورته. ويخترع لها لوازمه، فاخترع لهاصورة كصورة الأظفار. ثم أطلق عليها لفظ الأظفار فيكون لفظ الاظفار استعارةتصريحية تخييلة. اما أنها تصريحية: فلأنه صرح فيها بلفظ المشبه به وهو اللازم الذى أطلق على صورة وهمية شبيهة بصورة الاظفار المحققة. أما أنها تخييلية: فلأن المستعار له غير محقق لاحساً ولا عقلاً. والقرينة على نقل الأظفار من معناها الحقيقي إلي المعني المتخيل، إضافتها إلي المنية.