• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 

وعَقَقتَ نَفْسَكَ، فَعَرَّضْتَها لِـمـكْرُوهِه وعَرضْتَه لِلهَلَكَةِ فيكَ وكنتَ خَلِيقاً أن تكونَ مُعيناً له عَلى نَفْسِكَ وشَرِيكاً له فيما أتى إِليك، ولا قوَّةَ إلاّ بِاللّهِ.

15. وأمّا حَقُّ سائِسِكَ بِالعِلْمِ فَالتَّعْظِيمُ لَهُ والتَّوْقيرُ لِـمَـجْلِـسِـهِ وَحُسْنُ الاسْتِماعِ إلَيْهِ وَالإقْبالُ عَلَيْهِ وَالمَعُونةُ لَهُ عَلى نَفْسِكَ فيما لا غِنى بكَ عَنْهُ مِنَ العِلْمِ بِأنْ تُفَرِّغَ لَهُ عَقْلَكَ وَتُحْضِرَه فَهْمَكَ وتُزَكّي لَه [قلبَكَ] وَتُجَلّي لَهُ بَصَرَكَ بِتَرْكِ اللَّـذَّاتِ ونَقْصِ الشَّهَواتِ وأنْ تَعلَمَ أنَّكَ فيما ألْقى [إليكَ] رَسُولُهُ إلى مَنْ لَقِيَكَ مِنْ أهْلِ الجَهْلِ فَلَزِمَكَ حُسْنُ التَّأدِيَةِ عَنْهُ إلَيْهِمْ ولا تَخُنْهُ في تَأدِيَةِ رسالَتِه والقيامِ بِها عَنْهُ إِذا تَقَلَّدْتَها، ولا حَوْلَ وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ.

16. وأمّا حقُّ سائِسِكَ بالمِلْكِ فَنَحْوٌ مِنْ سائِسِكَ بالسُّلْطانِ، إلاّ أنَّ هذا يَمْلِكُ مالا يَمْلِكُه ذاكَ، تَلْزِمُكَ طاعتُه فيما دَقَّ وجَلَّ مِنكَ، إلاّ أنْ تُخْرِجَكَ مِنْ وجُوبِ حقِّ الله، وَيَحُولَ بَيْنَكَ وَبَيْنَ حَقِّه وَحُقُوقِ الخَلْقِ، فَإذا قَضَيْتَه رَجَعْتَ إلى حَقِّه فَتَشاغَلْتَ بِه، وَلا قُوَّةَ إِلاّ بِاللّهِ.

ثمّ حقوقُ الرعيّة

17. فأمّا حُقُوقُ رَعِيَّتِكَ بالسّلطانِ فأنْ تَعْلَمَ أنّكَ إنَّمَا اسْتَرْعَيْتَهُمْ بِفَضْلِ قُوَّتِكَ عَلَيْهمْ; فَإنَّه إنَّما أحَلَّهُمْ مَحَلَّ الرَّعِيَّةِ لَكَ ضَعْفُهُمْ وذُلُّهُمْ، فَما أوْلى مَنْ كَفاكَهُ ضَعْفُهُ وَذُ لـُّهُ حَتّى صَيَّرَهُ لَكَ رَعِيَّةً وَصَيَّر حُكْمَكَ عَلَيه نافِذاً، لا يَمْتَنِعُ منكَ بِعِزَّة ولا قُوَّة ولا يَسْتنصِرُ فيما تَعاظَمَهُ مِنْكَ إلاّ [بالله ]بِالرَّحْمَةِ وَالحِياطَةِ والأناةِ وَما أَوْلاكَ إذا عَرَفْتَ ما أَعطاكَ اللهُ مِن فَضْلِ هذِهِ العِزَّةِ وَالقُوَّةِ الَّتي قَهَرْتَ بِها أنْ تَكوُنَ لِلّهِ شاكِراً ! ومَن شَكَرَ اللهَ أعْطاهُ فيما أنْعَمَ عليه، وَلا قُوَّةَ إلاّ بِاللّهِ.

18. وأمّا حَقُّ رَعِيَّتِكَ بِالعِلمِ، فَأن تَعلمَ أنَّ اللهَ قد جَعَلَكَ لَهُم فيما آتاكَ مِنَ العِلْمِ وَولاّكَ مِنْ خِزانَةِ الحِكْمَةِ، فإنْ أحْسَنْتَ فيما ولاّكَ اللهُ مِنْ ذلك وقُمْتَ به لَهُمْ مَقامَ الخازِنِ الشَّفيقِ النّاصِحِ لِمَوْلاهُ في عَبِيدِه، الصّابِرِ الُمحْتَسِبِ الّذي إذا رَأى ذا حاجَة أخْرَجَ لَهُ مِنَ الأمْوالِ الَّتي في يَدَيهِ كُنْتَ راشِداً وكنتَ لِذلكَ آمِلاً مُعْتَقِداً وإلاّ كُنْتَ له خائِناً ولِخَلْقِه ظالماً ولِسَلْبِه وِعزِّهِ مُتَعرِّضاً.

19. وأمّا حَقُّ رَعِيَّتِكَ بِمِلْكِ النِّكاحِ، فَأنْ تَعْلَمَ أنَّ اللهَ جَعَلَها سَكَناً ومُسْتَراحاً وَأُنْساً وَواقِيَةً، وكَذلكَ كُلُّ واحِد مِنْكُما يَجِبُ أنْ يَحْمَدَ اللهَ على صاحِبِه، ويَعْلَمَ أنَّ ذلِكَ نِعْمَةٌ مِنه عَلَيهِ.