• مشکی
  • سفید
  • سبز
  • آبی
  • قرمز
  • نارنجی
  • بنفش
  • طلایی
 
 
 
 
 
 
دروس متداول> پایه سوم> بلاغت > جواهر البلاغه تمام کتاب

8لما روى القرآن قصة رسل عيسى الذين أرسلهم إلى قومه فأنكروا رسالتهم قال لهم الرسل (إنا إليكم مرسلون) فألقوا إليهم الكلام مؤكداً بمؤكدين، فكذبوا فقالوا لهم: (إنا إليكم لمرسلون)مؤكدين لهم القولبمؤكد ثالث، فجحدوا، فقالوا لهم: (ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون) فزادوا مؤكداً رابعاً وهو القسم. الرقمالجملةالمؤكداتضروب الخبر 9وإني لصبارإن ولام الابتداءإنكاري 10وإني لقوالإن ولام الابتداءإنكاري

تقسيم الخبر إلى جملة فعلية وجملة اسمية

المبحث الثالث في تقسيم الخبر إلى جملة فعلية وجملة اسمية

1 ـ الجملة الفعلية: ما تركبت من فعل وفاعل، أو من فعل ونائب فاعل; وهي: موضوعة لإفادة التّجدّد والحدوثِ في زمن مُعيَّن مع الاختصار(53) نحو: يعيش البخيل عيشة الفقراء، ويُحاسَب في الآخرة حسابَ الأغنياء. ونحو: اشرَقتِ الشمسُ وقد ولى الظّلام هارباً. فلا يستفاد من ذلك إلاّ ثبوتُ الإشراق للشمس، وذهاب الظّلام في الزّمان الماضي. وقد تفيد الجملة الفعلية الاستمرار التجدّدى شيئاً فشيئاً بحسب المقام، وبمعونة القرائن، لا بحسب الوضع(54)، بشرط أن يكون الفعلُ مضارعاً نحو قول المتنبي: [الطويل]. تُدَبِّر شرقَ الأرض والغرب كفه وليسَ لها يوماً عن المجد شاغلُ فقرينة المدح تدلّ على أن تدبير الممالك ديدنُه، وشأنُه المستمر الذي لا يَحيد عنه. ويتجدد آناً، فآناً.

ب ـ والجملة الاسمية: هي ما تركبت من مبتدأ وخبر، وهي تفيد بأصل وضعها ثبوت شيء لشيء(55) ليس غيرُ، بدون نظر إلى تَجدّد ولا استمرار، نحو: الأرض متحركة، فلا يستفاد منها سوى ثبوت الحركة للأرض، بدون نظر إلى تجدد ذلك ولا حُدُوثِهِ. وقد تخرج الجملة الاسمية عن هذا الأصل، وتُفيد الدوام والاستمرار بحسب القرائن: إذا لم يكن في خبرها فعْلٌ مضارع: وذلك بأن يكونَ الحديث في مقام المدح، أو معرض الذَّم كقوله تعالى: (وإِنَّكَ لَعَلَى خُلُق عَظِيم)[القلم: 4] فسياق الكلام في معرض المدح دال على إرادة الاستمرار مع الثبوت، ومنه قول النضر بن جُؤْبة يتمدح بالغنى والكرم: [البسيط].

  • لا يألف الدرهمُ المضروب صرَّتنا لكن يمر عليها وهو منطلق

  • لكن يمر عليها وهو منطلق لكن يمر عليها وهو منطلق

يريد أن دراهمه لا ثبات لها في الصرة ولا بقاء، فهي دائماً تنطلق منها، وتمرق مروق السهام من قسيتها، لتوزع على المعوزين وأرباب الحاجات. واعلم أن الجملة الاسمية لا تفيد الثبوت بأصل وضعها، ولا الاستمرار بالقرائن، إلا إذا كان خبرها مفرداً نحو: الوطن عزيز. أو كان خبرها جملة اسمية نحو: الوطن هو سعادتي. أما إذا كان خبرها فعلاً فإنها تكون كالجملة الفعلية في إفادة التجدد والحدوث في زمن مخصوص، نحو: الوطن يسعد بأبنائه، ونحو: [المتقارب].