تنبيهات
الأول: عُلم مما تقدم أن التقييد بالمفاعيل الخمسة ونحوها للأغراض الّتي سبقت وتفيدها إذا كانت مذكورة. أما إذا كانت محذوفة فتفيد أغراضاً أخرى:
1 ـ منها: التعميم باختصار كقوله تعالى:
(واللهُ يدعُو إلى دار السلام)[يونس: 25]. أي جميع عباده لأن حذف المعمول يؤذن بالعموم(143). ولو ذُكر لفات غرض الاختصار المناسب لمقتضى الحال.
2 ـ ومنها: الاعتماد على تقدُّم ذكره كقوله تعالى:
(يمْحو اللهُ مَا يَشاءُ ويُثبتُ)[الرعد: 39 ]أي ويثبتُ ما يشاءُ.
3 ـ ومنها: طلب الاختصار نحو:
(يغفِرُ لِمَنْ يشاء)[الفتح: 14] أي يغفر الذنوب.
4 ـ ومنها: استهجان التصريح به نحو قول عائشة: «ما رأيت منه ولا رأى منِّي» أي العورة.
الثاني: الأصل في العامل أن يقدم على المعمول. وقد يعكس: فيقدم المعمول على العامل لأغراض شتى.
1 ـ منها: التخصيص نحو:
(إياك نعبد وإياك نستعين)[الفاتحة: 5]
2 ـ ومنها: رد المخاطب إلى الصواب عند خطئه في تعيين المفعول نحو: نصراً رأيت، رداً لمن اعتقد أنك رأيت غيره.
3 ـ ومنها: كون المتقدم(148) محط الإنكار مع متعجب نحو: أبعد طول التجربة تنخدع بهذه الزخارف.
4 ـ ومنها: رعاية موازاة رؤوس الآي نحو:
(خذوهُ فغلوه، ثم الجحيم صلّوه)[الحاقة: 31 ]وهلم جرّا من بقية الأغراض الّتي سبقت.