دفع الإشکال
الاستدلال علي الصحّة بقوله تعالي: «لا تبطلوا أعمالکم»
بعض فهو باق لا ينفع ، و إن كان ما بينها و بين ما لحقها من الاجزاء الاتية فالشك في وجودها لا بقائها .
و أما أصالة بقاء الاجزاء السابقة على قابلية إلحاق الباقي بها فلا يبعد كونها من الاصول المثبتة .
أللهم إلا أن يقال : إن استصحاب الهيئة الاتصالية من الاستصحابات العرفية الغير المبنية على التدقيق ، نظير استصحاب الكرية في الماء المسبوق بالكرية .و يقال في بقاء الاجزاء السابقة على قابلية الاتصال : إنه لما كان المقصود الاصلي من القطع و عدمه هو لزوم إستيناف الاجزاء السابقة و عدمه و كان الحكم بقابليتها لالحاق الباقي بها في قوة الحكم بعدم وجوب إستينافها خرج من الاصول المثبتة التي ذكر في محله عدم الاعتداد بها في الاثبات ، فافهم .
و بما ذكرنا يظهر سر ما أشرنا إليه في المسألة السابقة من عدم الجدوى في استصحاب الصحة لاثبات صحة العبادة المنسي فيها بعض الاجزاء ، عند الشك في جزئية المنسي حال النسيان .
و قد يتمسك لاثبات صحة العبادة عند الشك في طرو المانع بقوله تعالى :
( و لا تبطلوا أعمالكم ) ، فإن حرمة الابطال إيجاب للمضي