تَفجّرْ أيُّها الطَـرْفُ القـريحُ |
بما يُوحي لك القلبُ الـجريحُ |
وصُغ من دمعك القاني وقلبي |
نشيداً كلُّ مـا فـيه يـنـوحُ |
فما هذا الـجمـود وكلّ شيء |
أراه للعواطـف فـيه روحُ؟! |
فهذا مشهد قد كنـتَ شجـواً |
على ذكراه بالنجوى تـبـوحُ |
وهذي القبة الحمراء تـكسو |
بروعتها العواطف إذ تـلوحُ |
وهذا مهبط الأملاك فاخـشعْ |
على أعتابه وهو الــضريحُ |
وهذي تربة في كلّ حــين |
بطِيب أبي الجواد لنا تفـوحُ |
تحيّات مباركة زَواكٍ عـلى |
طـوس بما تغـدو تـروحُ |
هبطتُ بأرضها فرأيت مهداً |
به الـدَّنِف المُعنّى يـستريحُ |
نزلت بـها فهبّ الشوق فيها |
وغرّد بالمُنى القلب الصدوحُ |
وعفّرت المقبّل من ثـراهـا |
بغالية يفــوح بها الـصفيحُ |
وأسندت الضلوع إلى ضريح |
بها تُؤسى من القلب الجروحُ |
تفيض عنايـة البـاري عليه |
فتغمر منه بالـطاقـاتِ سوحُ |
وفي عين الرضا ترعى حناناً |
لمن قد زاره عــين سفوحُ |
إليك أبا الـجواد الطهر خفّت |
بـقـلبي من ولائكمُ سبـوحُ |
قطعت بهاالسهول مع الروابي |
ومن عزماتها يطغى الطموحُ |
وقصدي أن ألوذ بخير صرح |
منيع حمىً له تعنوا الصروحُ |
له حرم يُـفـرَّج فيه غمّي |
يضيق به من الدنيا الـفسيحُ |
وحطّة رحمة من باب قدس |
أحطّ بها الـذنوب فأسـتريحُ |
شفـيع المذنـبين إليك وافـى |
مـحبٌّ في ولائـكمُ صـريحُ |
فقـير مذنب فـي الحشر يرجو |
شفاعـتكم ومـنكم يستـميحُ |
وكيف يَخيب فيـما يرتـجـيه |
وفي حاجـاته لكـمُ يبـوحُ؟! |
وَجُدتَ لدِعـبل قبلـي فجُدْ لي |
بجائزتي وإن قَصُرَ المـديحُ |
غريب الدار خذهـا من غريب |
عـن الأوطـانٍ شطّ به النزوحُ |
تـلاحـيناً بها فـي كلّ بـيـت |
تُرى الخـنـساء باكـية تـنوحُ |
وقفت على الضريح فثار وجدي |
وهيّج لوعتي منك الضـريـحُ |
وجدّد لي الـمصـيبةَ في إمام |
له جفن الهدى حُزناً قـريـحُ |
قضى بالسمّ مظلوماً شـهيـداً |
وفي أحشـائـه منـه قـروحُ |
به المـأمـون خان العهد حتّى |
سقاه السمَّ وهْـو لـه نـصـوحُ |
إليك ـ وقد بلغتُ القصدَ ـ شكوى |
يبوح بها لك الدمـع السـحوحُ |