قرن المنازل نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

قرن المنازل - نسخه متنی

عبدالهادی الفضلی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

3 ـ طريق اليمامة (نجد)
:

أ ـ طريق جنوبي
اليمامة:

يمرّ بوادي الدواسر،
فالافلاج، ثم يجتمع مع طريق اليمامة بقرن المنازل (السيل
الكبير).

ب ـ طريق وسط
اليمامة:

يمرّ بالُمويه فعُشيرة،
ثم يلتقي مع طريق الطائف ماراً بالحوية، فالسيل الصغير، فالسيل الكبير (قرن
المنازل).

والطريقان الرئيسان
اللذان ينطلقان من الطائف والرياض (نجد) ويمران بقرن المنازل ـ في أيامنا هذه
ـ هما:

الطائف- الحوية ـ السيل
الصغير ـ السيل الكبير (قرن المنازل).

الرياض- الحوية ـ السيل
الصغير ـ السيل الكبير (قرن المنازل).

وقرن المنازل ـ الآن ـ
هو قرية صغيرة تعرف باسم (السيل) و (السيل الكبير) تمييزاً لها من قرية
(السيل الصغير) التي تقع قبلها للقادم من الطائف أو
الرياض.

فيها مسجدان قديمان،
ومسجد ثالث حديث أنشأته الحكومة السعودية للإحرام منه.

وتبعد عن مكة بحوالى
ثمانين كيلومتراً على طريق الرياض ـ مكة، المتّجه إلى الطائف بمنعطف على
اليمين عند الحوية ماراً بالسيل الصغير فقرية السيل
الكبير.

ويمتد وادي السيل أو
القرن إلى حدود وادي الغديرين قريباً من مرتفع الهَدَا، حيث يقع (وادي محرم)
الذي هو منتهى قرن المنازل على رأي البعض، أو محاذ لقرن المنازل كما هو
المشهور.

ومن المفيد أن أشير ـ
هنا ـ إلى مفارقة خلط بين قرن المنازل الميقات الأصلي ومحاذيه وادي محرم،
بسبب خطإ لغوي وقع فيه المطرزي وتابعه عليه جملة من الفقهاء، وخلاصتها
هي:

إنّ كلمة (قرن) في لغتنا
العربية هي من المشترك اللفظي الذي يستعمل في أكثر من
معنى.

وقاربت معاني كلمة (قرن)
في معجماتنا اللغوية الثلاثين معنى أو جاوزتها.

ومن معانيها التي ذكرت
أنها اسم لعدة مواضع، بعضها في منطقة الحج، وبعضها
خارجها.

والمفارقة وقعت في الخلط
والاشتباه عند تحديد المواضع الواقعة في منطقة الحج.

فلنتعرف المواضع
التي هي في منطقة الحج حسبما ذكرت في المعاجم العربية، ثم نوضح المفارقة بعد
ذلك من خلال درسنا لعبارات اللغويين في معاجمهم.

والمواضع التي في منطقة
الحج هي:

1 ـ جبل مطل أو مشرف على
عرفات.

2 ـ قرية عند الطائف أو
اسم الوادي كله.

3 ـ القرن
الثعالب.

وإذا حاولنا أن نعين
ونحدد موقع الموضع الأول الذي هو الجبل المطل أو المشرف على عرفات علينا أن
نتعرف أولا معنى (مطل) أو (مشرف)، فانهم يقولون (أشرف على المكان): اطّلع
عليه من فوق، وكذلك (أطل على المكان) بمعنى أشرف أي اطلع عليه من فوق،
فـ (مطل) و (مشرف) إذا عُدّيا بحرف الجر (على) يترادفان على معنى واحد،
وهو الاطلاع على الشيء أو المكان من فوق، أو قل: رؤيتهما من على
مرتفع.

ومعنى هذا أن من يصعد
الجبل المذكور يطل على عرفات ويراه، وهذا يعني أن الجبل المذكور إما هو واقع
في جانب من جوانب عرفات، أو في مكان قريب منها يساعد على رؤيتها من
فوقه.

وهناك حديث يُحدِّد فيه
موقف رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) يوم الموقف في عرفة يستفاد منه أن
الجبل المشرف على عرفات هو (جبل الرحمة) في عرفات فإنه قرن (أي جبل صغير
منفرد)، وأسود اللون كما وصف في الحديث، فقد جاء في (التاج) للزبيدي: «...
(و) قرن (جبل مطل على عرفات) عن الأصمعي، وقال ابن الأثير: هو جبل صغير، وبه
فسر الحديث: أنه وقف على طرف القرن الأسود».

وقال البلادي في (معجم
معالم الحجاز): «قوله ـ يعني الأصمعي ـ (ومقصُ قرن مطل على عرفات): «ذلك ما
يعرف اليوم باسم القرين، وجبل الرحمة وجبل عرفات، وذكر قديماً باسم إلال،
وليس هو قرن المنازل ميقات أهل اليمن».

أما القرية عند الطائف
أو الوادي فقد جاءت معنى لمعاني قرن في قائمة (القاموس المحيط)، قال مؤلفه ـ
وهو يعدد معاني الكلمة ـ ما نصه: «وجبل مطل على عرفات، والحجر الأملس النقي،
وميقات أهل نجد، وهي قرية عند الطائف أو اسم الوادي
كله».

وعيّن الزبيدي المعنى
الأخير ـ وهو يشرح قول صاحب القاموس ـ بقرن المنازل، قال: «... (و) قرن
المنازل (ميقات أهل نجد، وهي قرية عند الطائف».

وبالنسبة إلى قرن
الثعالب فقد ذكر أنه اسم لموضعين، هما:

ـ قرن
المنازل.

أي أنه اسم ثان لما يعرف
بقرن المنازل، قال ابن الأثير في (النهاية): «وفي حديث المواقيت: أنه وقّت
لأهل نجد قَرْناً، وفي رواية: قرن المنازل، هو اسم موضع يحرم منه أهل نجد،
وكثير ممن لا يعرف يفتح راءه، وإنما هو بالسكون، ويسمى أيضاً قرن
الثعالب».

وقال الطريحي في
(المجمع): «والقرن: موضع، وهو ميقات أهل نجد، ويسمى أيضاً قرن المنازل وقرن
الثعالب».

ـ والموضع الثاني المسمى
بقرن الثعالب: جبل مشرف على أسفل منى، بينه وبين مسجدها (مسجد الخيف) ألف
وخمسمائة ذراع.

ممن ذكر هذا الفاضل
الهندي في (كشف اللثام) كما حكاه عنه النجفي في (الجواهر) والحكيم في
(المستمسك).

وقال البلادي في
(المعجم): «وقرن الثعالب كان بمنى، اكيمة صغيرة، ثم
أزيلت».

وبعد أن تعرفنا
واستوضحنا تعيين وتحديد المواضع المذكورة ننتقل إلى نقل بعض عبائر المعجميين
التي ترتبط بالاشتباه الذي أشرت إليه، وكالتالي:

قال الجوهري (ت393هـ) في
(الصحاح): «والقرن: موضع، وهو ميقات أهل نجد».

وقال ابن الأثير
(ت606هـ) في (النهاية): «وفي حديث المواقيت: أنه وقّت لأهل نجد قرناً، وفي
رواية: قرن المنازل، هو اسم موضع يحرم منه أهل نجد».

وهذان التعريفان ـ كما
تراهما ـ ليس فيهما تعيين وتحديد للموضع.

ثم قال المطرزي ـت616هـ)
ـ وهو معاصر لابن الأثير ـ في (المُغرَّب): «والقرن: ميقات أهل نجد، جبل مشرف
على عرفات، قال:

لم تسأل الربع أن
ينطقا
قرن المنازل قد أخلقا

وفي (الصحاح) بالتحريك،
وفيه نظر».

وعبارته المذكورة واضحة
في أنه يعيّن قرن المنازل بالجبل المشرف على عرفات.

ثم يأتي
من بعده الفيومي (ت770هـ) فيقول في (المصباح): «وقرن ـ بالسكون
أيضاً ـ ميقات أهل نجد وهو جبل مشرف على عرفات، ويقال: قرن المنازل وقرن
الثعالب».

وعبارته
ـ هي الأخرى ـ واضحة في تعيين قرن المنازل بالجبل المشرف على
عرفات.

وبعد
الشيخين المطرزي والفيومي يأتي الفيروزآبادي (ت816هـ)، فيذكر في (القاموس) ـ
وهو في معرض تعداد معاني كلمة قرن ـ المعاني الثلاثة التالية حيث يقول: «وجبل
مطل على عرفات، والحجر الأملس النقي، وميقات أهل نجد وهي قرية عند الطائف أو
اسم الوادي كله».

وعبارته
واضحة في أن الجبل المطل على عرفات غير ميقات أهل نجد، وذلك بقرينة العطف
والفصل بينهما بالمعنى الآخر وهو (الحجر الأملس النقي).

كما أنها
واضحة في أن الميقات قرية أو واد وليس جبلا.

وهنا
نقول: إن المفارقة جاءت من سقوط الواو العاطفة من عبارة المطرزي، فبدل أن
يقول (والقرن ميقات أهل نجد جبل مشرف على عرفات) كان ينبغي أن يقول: (والقرن
ميقات أهل نجد وجبل مشرف على عرفات) بإضافة أداة العطف.

وقد يرجع
هذا إلى خطإ النسخ، أو خطإ في الطبع أو إلى سهو من المطرزي لأنه لم يكن من
اللغويين المحققين.

ويبدو أن
الفيومي في (المصباح) أراد أن يصحح عبارة المطرزي في المغرب المذكورة في
أعلاه استظهاراً منه بأن الذي أراد ذكره المطرزي هو معنى واحد
لا معنيان، فقال: القرن: ميقات أهل نجد وهو جبل مشرف على عرفات فأوهم
بإضافته عبارة (وهو) على نصّ المطرزي أن عبارة (جبل مشرف على عرفات) وصف
لميقات أهل نجد فأوقع في هذا الوهم بعض من رجع إليهما من مؤلفي وشراح
المناسك، أمثال: حسين بن محمد سعيد بن عبدالغني المكي الحنفي في حاشيته
الموسومة بـ (إرشاد الساري إلى مناسك الملا علي القاري) فقد جاء في
الصفحة 55 منها ما نصّه: «قوله: وهي قرية عند الطائف: قال في المغرب: وقرن:
ميقات أهل نجد جبل مشرف على عرفات 1 هـ . ومثله في المصباح. وفي شرح
المصابيح: قرن: جبل أملس كأنه بيضة في تدوره وهو مطل على عرفات، وعليه جرى في
(البحر الرائق)، فقال: هو جبل مطل على عرفة. ومثله في شرح الشيخ عبدالله
العفيف والشيخ عبد الرحمن المرشدي في شرح مناسك الكنز، وشرح ابنه، وشرح الشيخ
حنيف الدين المرشدي».

ونقرأ
مثل هذا في (الرياض) للسيد الطباطبائي، ففيه: «يقال له قرن الثعالب، وقرن بلا
إضافة، وهو جبل مشرف على عرفات على مرحلتين من مكة»، وفي (كشف اللثام) للفاضل
الهندي، ففي (الجواهر): «وفي كشف اللثام: فانه جبل مشرف على عرفات، على
مرحلتين من مكة»، وفي (المناهج) للمامقاني، قال: «قرن المنازل: وهو جبل مشرف
على عرفات، على مرحلتين من مكة، وهو ميقات أهل الطائف»، وفي (الموجز)
لأستاذنا الشهيد الصدر، قال: «الثالث: قرن المنازل، ويقع في جبل مشرف على
عرفات».

ويبدو أن
تعريف الميقات بالجبل المشرف على عرفات، أوقع البعض في الحيرة حيث لا يوجد
قريب من عرفات جبل يصدق عليه معنى الإشراف والإطلال، ففسر هذا بـ (جبل
كَرَا).

قال
القاضي عيد في شرح المناسك: «وهذا الجبل يسمى عند أهل مكة، وأهل تلك النواحي
(كَرَا) بفتح الكاف والراء المهملة، ويوافق ما ذكره الشارح (رحمه الله)ما في
القاموس حيث قال في تعداده معنى (قرن): جبل مطل على عرفة والحجر الأملس النقي
ميقات أهل نجد وهو قرية عند الطائف واسم الوادي كله ا هـ
..

وعبارة
الشيخ القطبي في منسكه: وهو جبل فيه بعض القرى بقرب الطائف وبه مزارع وبساتين
ويجلب منها الفواكه إلى مكة ا هـ ..

أقول:
واسم القرية المذكورة (الهدا) ا هـ ..

ويلاحظ
عليه:

1 ـ أنه
توهم من عبارتي المطرزي والفيومي أن قولهما (جبل مشرف على عرفات) صفة
للميقات، ثم أراد أن يوفق بين عبارتهما المذكورة وعبارة الفيروزآبادي ليتم له
بأن الميقات هو الجبل المشرف أو المطل على عرفات، وذلك لأن الواو لو ذكرت
لوقفت عائقاً أمام تمامية الاستدلال، ولأن الواو أيضاً تفيد بأن الميقات معنى
آخر من معاني كلمة (قرن) .. وفاته أن كلمة (ميقات) في عبارة القاموس مسبوقة
بمعنيين لكلمة (قرن) هما: الجبل المطلّ على عرفات والحجر الأملس، وهذا يعني
أن كلمة (ميقات) لو أخذت مرتبطة بما قبلها تفيد أن الميقات هو الحجر الأملس
لا الجبل المشرف، فلا يتم له بها الاحتجاج.

وكان
عليه أن يتنبه لما في عبارتي المطرزي والفيومي من خطإ ويصححهما بما ورد في
النهاية والقاموس والتاج وغيرها من المعاجم الأخرى.

2 ـ أن
القرية (الهدا) الواقعة على جبل (كرا) لم يقل أحد بجواز الإحرام من أي موضع
منها، بل أوجبوا الإحرام من الموضع المعروف بـ (وادي مَحْرَم) ـ وهو في
طرفها مما يلي الطائف ـ وذلك إما لأن وادي محرم نهاية قرن المنازل أو لأنه
محاذ لقرن المنازل، بينما جوزوا الإحرام في قرية السيل من أي موضع
فيها.

3 ـ أن
جبل كرا بينه وبين وادي عرفات: وادي كرا الكبير ووادي نعمان فلا يصدق عليه
أنه مطل أو مشرف على عرفات، وهو في واقعه، وكما يشاهده الرائي يطلّ على وادي
كرا الكبير الذي يتصل بعد مسافة طويلة تعد بعشرات الكيلومترات بوادي نعمان
المتصل بوادي عرفات.

4 ـ أن
الذي يفهم وبوضوح من عبارة أرباب المعاجم (القرن: جبل مطل أو مشرف على عرفات)
هو أن الجبل المطل أو المشرف على عرفات اسمه (قرن)، وهو من دون إضافة إلى
(المنازل) أو (الثعالب) أو غيرهما، فتفسيره بقرن المنازل يحتاج إلى دليل،
مضافاً إلى ما بيناه من أنه هو جبل الرحمة.

وأخيراً:
ينبغي أن نشير هنا أيضاً إلى شيئين هما:

1 ـ أن
قرن المنازل قد يسمى قرن الثعالب، كما نصّ على هذا غير واحد من
المعاجم.

2 ـ أن
هناك موضعاً آخر يقع أسفل منى بالقرب من مسجد الخيف يسمى بقرن الثعالب
أيضاً.

/ 5