• عدد المراجعات :
  • 1063
  • 4/25/2011
  • تاريخ :

الجنَّةُ ونعيمها - درجات الجنَّة

الورد

للجنَّة درجات بعضها فوق بعض، وأهلها متفاضلون فيها بحسب منازلهم فيها، قال الله تعالى: "وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِنًا قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى"(طه:75).

ويقول سبحاته وتعالى في آية أخرى: "انظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلا"(الإسراء:21).

 

أنواع الجنَّة

الجنَّات نفسها متنوعة، فهناك جنَّات الفردوس، وجنَّات عدن، وجنَّات نعيم.. وهناك دار الخلد، ودار السلام، وجنَّة المأوى، وهناك عليِّون الذي هو أعلى وأفضل الجنَّات.

الجنَّات نفسها متنوعة، فهناك جنَّات الفردوس، وجنَّات عدن، وجنَّات نعيم.. وهناك دار الخلد، ودار السلام، وجنَّة المأوى، وهناك عليِّون الذي هو أعلى وأفضل الجنَّات.

 

غرف الجنَّة

يقال (غرفة) للشيء الذي يـرفـع ويتناول ثم أطلق ذلك على القسم العلوي للبناء(الغرفة كما قيل: البناء فوق البناء فهو الدرجة العالية من البيت وهي كناية عن الدرجة العالية في الجنَّة).

وللجنَّة غرف فوق بعضها كما في جاء في القرآن الكريم: قال تعالى: "لَكِنِ الَّذِينَ اتَّقَوْا رَبَّهُمْ لَهُمْ غُرَفٌ مِّن فَوْقِهَا غُرَفٌ مَّبْنِيَّةٌ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ الْمِيعَادَ"(الزمر:20).

وفي تفسير هذه الآية ما رُوِيَ عن الإمام الباقر عليه السلام: فيما سأل به أمير المؤمنين عليه السلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عنه "...فقال علي عليه السلام: بماذا بنيت يا رسول الله؟ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: يا علي تلك غرف بناها الله عزّ وجلّ لأوليائه بالدرِّ والياقوت والزبرجد، سقوفها الذهب، محبوكة بالفضة، لكلِّ غرفة منها ألف باب من الذهب، على كلِّ باب منها ملك موكّل به"1.

 

نساء الجنة

ذكر تعالى أوصافاً عديدة لنساء الجنَّة، إذ يقول عزَّ من قائلٍ في محكم آياته: "كَأَنَّهُنَّ الْيَاقُوتُ وَالْمَرْجَانُ"(الرحمن:58)، والياقوت حجر كريم ثمين جداً، وهناك الياقوت الأبيض والأحمر والأصفر والأخضر، ومن خصائصه أنَّ كثرة مسِّه ولمسه لا تعدمه بريقه وتألَّقه. وأحد دواعي تشبيه الحور بالياقوت هو جانب الصفاء والتألق، أما الجانب الثاني في علَّة تشبيه الحور بالياقوت فهو جانب اللون، فهن حمراوات كالياقوت، بيضاوات كالمرجان.

ويقول تعالى في وصف الحور العين: "وَحُورٌ عِينٌ * كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُون"(الواقعة:22-23).

(حور) جمع (حورا) و(احور)، وعلى قول الكثير من أرباب اللغة والمفسِّرين (شدة بياض العين في شدة سوادها) وهذا غاية جمال العين، ولقد فسَّره البعض ببياض جميع الجسم، أمَّا كـلـمـة (عـيـن) جمع (أعين)، (على وزن أفضل)، و(عيناء) في الأصل بمعنى العين الـوسـيعة، وتطلق هذه الكلمة على المرأة التي تمتلك عينين واسعتين جميلتين وجذابتين، أو الرجل كذلك.

إنَّ الحور العين تتصف بجميع الصفات والمحاسن وحسن الظاهر والباطن والفضائل الجسمانية والروحانية والأخلاقية، وبذلك فيتصفن بكل ما هو حسن.

أما طعام أهل الجنَّة، فهو فاكهة ممَّا يتخيَّرون، ولحم طير مما يشتهون، ولا يكون أثر الطعام هناك كأثر الطعام في الدنيا، فأهل الجنَّة لا يبصقون ولا يمتخظون ولا يتغوطون ولا يبولون، وحاجة أحدهم جُشاء ورشح كرشح المسك.

ويقول جلَّ وعلا في وصفهن: "فِيهِنَّ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ"(الرحمن:56- 58).

ويقول سبحانه وتعالى أيضاً "وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ"(البقرة:25). فكما يدلَّ التعبير على نقائها وصفائها من كل النقائص والأقذار الجسمية والـخـلقية، كذلك يشمل أيضا نزاهتها من العيوب والأدران المعنوية والخلقية، فالزوجة في الآخرة مطهَّرة من كل ما يكرهه الزوج فيها، وما لم يحبَّه في الدنيا يختفي.

ومن صفاتهن ما في قوله تعالى: "إِنَّا أَنشَأْنَاهُنَّ إِنشَاء * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا * عُرُبًا أَتْرَابًا"(الواقعة:35-37).

أي خلقناهن عذارى، كلما آتاهن أزواجهن وجدوهن أبكاراً، ويستفاد من بـعـض الـروايات وكلمات المفسرين أنَّ هذه الحالة حالة دائمة لا تتغير، و(عُرُب) أي متحننات على أزواجهنَّ متحبِّبات إليهم، وقـيـل: عـاشـقـات لأزواجهنَّ، وقيل: العروب، اللعوب مع زوجها، وفسَّرها البعض أيضا بمعنى الدلال.

 

طعام أهل الجنة وشرابهم

أما طعام أهل الجنَّة، فهو فاكهة ممَّا يتخيَّرون، ولحم طير مما يشتهون، ولا يكون أثر الطعام هناك كأثر الطعام في الدنيا، فأهل الجنَّة لا يبصقون ولا يمتخظون ولا يتغوطون ولا يبولون، وحاجة أحدهم جُشاء ورشح كرشح المسك.

إنَّ الجنَّة تحتوي على جميع ثمار وفواكه الدنيا من حيث الشكل، ولكنَّه يختلف تماماً عما في الدنيا من حيث طعمه، وقد ذكر من ثمار الجنة التين العنب الرمان الطلح ( الموز) والبلح ( النخيل) و السدر( النبق) وجميع ما خلق الله تبارك وتعالى لأهل الدنيا من ثمار.

وفواكه الجنة وثمارها في متناول أيادي أهل الجنة، وأنّى شاءوا، فما أن يشتهي المؤمن فاكهة ما حتى يهبط إليه غصنها وتقترب الثمرة المطلوبة عند فمه، فهو لا يحتاج إلى النطق والإفصاح عن حاجته أو رغبته أبداً كما قال تعالى "وَجَنَى الْجَنَّتَيْنِ دَانٍ"(الرحمن:54)، ومعنى كلمة (دان) هو قريب، وهي مشتقة من الدنو فإنَّ ثمار الجنتين وفواكههما قد دنت إلى المؤمن وأضحت في متناول يده وعند رغبته.

 

متاع أهل الجنة وملبسهم

وأما لباس أهلها، فهو الحرير والذهب والسندس والإستبرق، قال تعالى: "وَلِبَاسُهُمْ فِيهَا حَرِيرٌ"(الحج:23)، "أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَابًا خُضْرًا مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقًا"(الكهف:31).

وأما فرشها، فمن إستبرق مفروشة في أعلى الرتب،يقول سبحانه وتعالى: "مُتَّكِئِينَ عَلَى فُرُشٍ بَطَائِنُهَا مِنْ إِسْتَبْرَقٍ"(الرحمن:54).

وأما الأرائك فهي الأسرَّة "فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَةٌ* وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَةٌ* وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ * وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ"(الغاشية:13-16).

رحلة الآخرة, جمعية المعارف الثقافية

------------------------------------------------------------

الهوامش:

1- الكليني الكافي دار الكتب الإسلامية طهران الطبعة الخامسة ج8، ص97.


صحائف الأعمال

مبررات الشفاعة

ضوابط جهادية

تفسير المعاد بالتناسخ وردّه

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)