• عدد المراجعات :
  • 2053
  • 12/8/2009
  • تاريخ :

الشاعر السيد حيدر الحلي

ينظم في استنهاض الإمام الحجة ( عليه السلام )

الورد

 

مَاتَ التصـبُّرُ فـي انتظارك
أيُّهَا المُحيِـي الشَّريعَـة
فَانهَض فَما أبقـى التحمُّـل
غيـرَ أحشـاءٍ جَزُوعَـة
قد مَزَّقـت ثـوبَ الأسـى
وشَـكَت لواصِلِها القطيعَة
فالسـيف إنَّ بِـهِ شــفاء
قلـوبِ شِـيعَتِكَ الوَجيعَة
فَسـواه منهـم ليـس يُنعش
هذه النفـس الصــريعَة
طالَــت حِبـال عواتــق
فمتى تكون بـه قطيعَـة
كـم ذا القعـود ودينُكــم
هُدمـت قواعدُهُ الرَّفيعَـة
تنعـى الفـروعُ أصــولَه
وأصـولُهُ تنعى فروعَـه
فيــه تَحَكَّـم مـن أبـاح
اليـوم حوزتَـهُ المنيعَـة
مـن لـو بقِيمَــة قــدره
غاليتُ ما سَـاوى رجيعة
فاشـحَذ شـبا عضـب لـه
الأرواحُ مذعنـةٌ مطيعـَة
أن يَدعُهَـا خَفَّـت لدعوَتـه
وإن ثَقُلَــت ســـريعَة
واطلـب بـه بـدم القتيـل
بكربـلا في خيـر شِـيعَة
ماذا يُهيجـُك إن صَـبرتَ
لِوقعَـةِ الطـفِّ الفضـيعَة
أتُـرى تجـيءُ فجيعــة
بأَمَـضِّ من تلك الفجيعَـة
حيث الحسـين على الثرى
خيل العدى طَحَنَت ضُلوعَه
قَتَلَتـــهُ آلُ أميــــة
ظامٍ إلى جنـبِ الشـريعَة
ورضـيعُه بـدم الوريـد
مخضَّـبٌ فاطلُب رضـيعَه
وَا غيــرةَ اللهِ اهتفــي
بحمِيَّــة الديـن المنيعَـة
وضـبا انتقامـك جـرِّدِي
لطلا ذوي البغـيِ التليعَـة
وَدَعـي جنـودَ اللهِ تمـلأُ
هـذه الأرض الوســيعَة
واسـتأصلي حتى الرضيع
لآل حـرب والرضــيعَة
ما ذنـبُ أهــل البيـت
حتى منهم أَخلَوا رُبُوعَـه
تركوهُمُ شـَتَّى مصـائبهم
وأَجمَعُهــا فضـــيعَة
فَمُغَيَّبٌ كالبـدر ترتقـب
الـورى شـوقاً طلوعـه
ومُكَابِـدٍ للسَّــمِ قــد
سُـقِيَت حشـاشتَهُ نقيعَـه
ومُضَـرَّجٌ بالسـيف آثَرَ
عـزَّهُ وأَبَـى خُضــوعَه
ألفـى بمشــرعة الرَّدَى
فخراً على ظلماء شـروعَه
فقضى كما اشتهت الحميَّةُ
تشـكر الهيجـا صـنيعَه
ومُصَـــفَّدٌ لله سَــلَّمَ
أمـرَ ما قَاسَـى جميعَـه
فَلِقَسـرِهِ لـم تَلـقَ لولا
الله كفـــاً مســتطيعَة
وَسَبِيَّةٌ باتَت بأفعـى الهَمِّ
مهجتُهـــا لَسِـــيعَة
سُلِبَت وما سُـلِبَت مَحَامِدَ
عزِّهـا الغُــرِّ البديعَــة
فَلتَغـدُ أَخبِيَـةُ الخـدورِ
تُطيـحُ أعمـدَهَا الرفيعَـة
ولتُبدِ حاسـرةً عن الوجه
الشــريفة كالرضــيعَة
فأرى كريمـةَ من يُوَاري
الخــدرَ آمنــةً منيعَـة
وكرائـمُ التنزيـل بيـن
أميـة بـرزت مَرُوعَــة
تدعـو ومن تدعو وتلك
كُفَـاةُ دعوتِهــا صـريعَة
واهـاً عرانيـن العلـى
عـادت أنوفُكُــمُ جذيعَـة
ما هزَّ أضـلُعِكُم حِـداءَ
القـوم بالعيـس الضَّـليعَة
حُمِلـت وَدائِعِكُـم إلـى
مَن ليسَ يَعرفُ ما الوَدِيعَـة

الشاعر السيد حيدر الحلي

ينظم في رثاء الإمام الحسين ( عليه السلام )

 

ولا مثل يومِ الطَّفِّ لوعة واجِدٍ
وحرقـة حَـرَّانٍ وحـرة مكمـدِ
تباريح أعطَينَ القُلُوب وجيبهـا
وقُلنَ لَها قومـي من الوجد واقعدي
غُداة ابن بنت الوحي خَرَّ لِوَجهِهِ
صـريعاً على حَـرِّ الثَّرى المتوقدِ
دَرَت آلُ حَربٍ أنها يـوم قتلـه
أراقت دمَ الإسلام في سـيف مُلحدِ
لَعَمري لئن لم يقضِ فوقَ وسادةٍ
فمـوت أخـي الهيجاء غير مُوَسَّدِ
وإن أكَلَت هِندِيَّة البيـض شـلوة
فَلَحـمُ كَرِيـمِ القـوم طُعـمُ المُهَنَّدِ
وإن لم يشـاهد قتله غير سـيفه
فذاك أخـوه الصِّـدق في كُلِّ مَشهَدِ
لقد مات لَكِـن ميتـة هاشـمية
لَهُـم عُرِفَـت تحت القنـا المتقصِّدِ
وَقال قفـي يا نفسُ وقفـةَ واردٍ
حيـاض الرَّدَى لا وقفـة المتـردِّدِ
رأى أن ظَهر الذُّل أحسن مركبا
من الموتِ حَيثُ الموت منه بِمَرصَدِ
قضى ابنُ عليٍّ والحفاظ كلاهما
فلسـتَ ترى ما عشـتَ نَهضَةَ سَيِّدِ
ولا هاشمياً هاشـماً أَنف واتـرٍ
لدى يـوم رَوعٍ بالحُسَـامِ المُهَنَّـدِ
لَقَد وَضَعت أَوزارَهَا حَربُ هَاشِمٍ
وَقَالَت قياماً القَائِمُ الطُّهرِ مَوعِـدِي


الشاعر أبو فراس الحمداني ( رحمه الله )

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)