أبو الفتح كشاجم
المتوفى 360
له شغل عن سؤال الطلل
فما ضمنته لحاظ الظبا
ولا تستفز حجاه الخدود
كفاه كفاه فلا تعذلاه
طوى الغي مشتعلا في ذراه
له في البكاء على الطاهرين
فكم فيهم من هلال هوى
هم حجج الله في خلقه
ومن أنزل الله تفضيلهم
فجدهم خاتم الأنبياء
ووالدهم سيد الأوصياء
ومن علم السمر طعن الحلي
ولو زالت الأرض يوم الهياج
ومن صد عن وجه دنياهم
وكان إذا ما أضيفوا إليه
سماء أضيف إليها الحضيض
وبحر قرنت إليه الوشل (2)
أقام الخليط به؟ أم رحل؟
تطالعه من سجوف الكلل
بمصفرة واحمرار الخجل
كر الجديدين كر العذل
فتطفى الصبابة لما اشتغل
مندوحة عن بكاء الغزل
قبيل التمام وبدر أفل
ويوم المعاد على من خذل
فرد على الله ما قد نزل
ويعرف ذاك جميع الملل
ومعطي الفقير ومردي البطل
لدى الروع والبيض ضرب القلل
من تحت أخمصه (1) لم يزل
وقد لبست حليها والحلل
فأرفعهم رتبة في المثل
وبحر قرنت إليه الوشل (2)
وبحر قرنت إليه الوشل (2)
(1) أخمص القدم: ما لا يصيب الأرض من باطنها، ويراد به القدم كلها.
(2) الوشل كما مر: الماء القليل يتحلب من صخر أو جبل.