• عدد المراجعات :
  • 2409
  • 6/7/2012
  • تاريخ :

المدارك السبعة للإنسان أبواب الجنة والجحيم

بهشت

ذكر جملة من الأعلام نكتة لطيفة في المقام مؤدّاها أنّ كلّ واحدة من الحواس الخمس الظاهرة والحاسّتين الباطنتين أي الخيال والوهم، إذا استعملها العقل في الطاعات واقتناء الخيرات، واصطياد الحقائق النورية، صارت أبواب الجنان، فهي مع العاقلة ثمانية أبواب للجنّة، والمرويّ عن الإمام محمّد الباقر (عليه السلام) : (أحسنوا الظنّ بالله، واعلموا أنّ للجنّة ثمانية أبواب، عرض كلّ باب منها مسير أربعمائة سنة)1. وإن لم تكن تحت إطاعة العاقلة، فهي تصير سبعة أبواب لجهنّم؛ لقوله سبحانه: (وَإنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ , لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَاب لِكُلِّ بَاب مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ) 2.

قال الشيرازي في الأسفار: (إنّه وقع الاختلاف في تعيين هذه الأبواب، فقيل هي المدارك السبعة للإنسان، وهي الحواس الخمس والحاسّتان الباطنتان أعني الخيال والوهم، وهذه الأبواب كما أنّها أبواب دخول النيران، كذلك هي أبواب دخول الجنان إذا استعملها الإنسان في الطاعات ولاقتناء الخيرات... وبالجملة استعملها فيما خلقت لأجله، وللجنّة باب ثامن مختصّ بها هو باب القلب.

وذلك أنّ كلاً من المشاعر السبعة باب إلى الشهوات الدنياوية التي ستصير نيرانات محرقة وهيئات معذّبة للنفوس في الآخرة، وهي أيضاً إذا استعملت في طريق الخير أبواب إلى إدراك الحقائق وفعل الحسنات التي بها يثاب في العاقبة ويصعد إلى الملكوت ويدخل في الجنّة مع زمرة الملائكة.

وبالجملة لكلّ من هذه المشاعر والمدارك باطن وظاهر، باطنه فيه الرحمة وظاهره من قِبله العذاب، فظواهرها أبواب مفتوحة إلى عالم الجحيم أو إلى ما به استحقاقية الدخول إلى الجحيم، وبواطنها أبواب مفتوحة إلى عالم الجنان أو إلى ما به استحقاقية دخولها. وإذا غلقت أبواب النيران، فتحت أبواب الجنان، بل هي على شكل الباب الذي إذا فتح على موضع انسدّ عن موضع آخر، فعين غلق أبواب إحداهما عين فتح أبواب الأُخرى، إلاّ باب القلب وهو الباب الثامن، فإنّه مغلق دائماً على أهل الحجاب الكلّي والكفر)3.

المصادر:

(1) الخصال للشيخ الجليل الأقدم الصدوق، المتوفّى: سنة 381: ج2 ص408، باب الثمانية، الحديث السابع، صحّحه وعلّق عليه: علي أكبر الغفاري، مؤسّسة النشر الإسلامي.

(2) الحجر: 44 ـ 45.

(3) الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة: ج9 ص330.


طريق إزالة الحرص وتحصيل القناعة

الزهد في الدنيا سيرة الانبياء والاولياء

والديك جنتك ونارك

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)