• عدد المراجعات :
  • 2100
  • 4/29/2012
  • تاريخ :

الزهد في الدنيا سيرة الانبياء والاولياء

خدا ،انسان ،تقوا ،خودسازي

نقل الديلمي في كتابه " إرشاد القلوب "  (عليه السلام) بشأن التأسي بحياة الأنبياء (عليهم السلام) أنه قال: وأما نوح (عليه السلام) مع كونه شيخ المرسلين وعمر في الدنيا مديدا ففي بعض الروايات: أنه عاش ألفي عام وخمسمائة عام، ومضى من الدنيا ولم يكن بنى فيها بيتا، وكان إذا أصبح يقول: لا امسي، وإذا أمسى يقول: لا اصبح. وكذلك نبينا محمد (صلى الله عليه وآله) فإنه خرج من الدنيا ولم يضع لبنة على لبنة، ورأى رجلا يبني بيتا بجص وآجر فقال: الأمر أعجل من هذا. وأما إبراهيم (عليه السلام) أبو الأنبياء فقد كان لباسه الصوف وأكله الشعير. وأما يحيى بن زكريا (عليهما السلام) فكان لباسه الليف وأكله ورق الشجر. وأما سليمان (عليه السلام) فقد كان - مع ما هو فيه من الملك - يلبس الشعر، وإذا جاء الليل شد يديه إلى عنقه، فلا يزال قائما حتى يصبح باكيا، وكان قوته من سفائف الخوص يعملها بيده، وإنما سأل الله الملك لأجل القوة والغلبة على ملوك الكفار ليقهرهم بذلك، وقيل: سأل الله القناعة.(1)

زهد رسول الله صلى الله عليه وآله

أن الأحاديث بهذا الشأن كثيرة، وقد ورد في حديث مستفيض: " إن أحسن السنن سنة الأنبياء " ولا سيما سنة رسول الله خاتم الأنبياء (صلى الله عليه وآله)، فإن سيرة حياته آخر برنامج صحيح لحياة الإنسان فتحه الله على عباده. وقد جاء في الحديث أيضا: " خير السنن سنة محمد (صلى الله عليه وآله) " (2).

و في حديث اخرعن علي (عليه السلام) أنه قال: فاقتدوا بهدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) فإنه أفضل الهدي، واستنوا بسنته فإنها أشرف السنن (3).

عن أنس بن مالك قال: كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعود المريض، ويتبع الجنازة، ويجيب دعوة المملوك، ويركب الحمار، وكان يوم خيبر ويوم قريظة والنضير على حمار مخطوم (4) بحبل من ليف تحته اكاف من ليف.

وعن أنس بن مالك قال: لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا إليه لما يعرفون من كراهيته.

عن ابن مسعود قال: أتى النبي صلى الله عليه وآله رجل يكلمه فأرعد، فقال: هون عليك، فلست بملك، إنما أنا ابن امرأة كانت تأكل القد (5).

زهد علي عليه السلام

قدم على علي - عليه السلام - وفد من أهل البصرة فيهم رجل من رؤساء الخوارج يقال له: الجعدة  بن نعجة فقال له في لباسه: ما يمنعك 2 أن تلبس؟ - فقال: هذا أبعد لي من الكبر وأجدر أن يقتدي بي المسلم، فقال له: إتق الله فإنك ميت قال: ميت؟!

بل والله قتلا ضربة على هذا  يخضب هذه، قضاءا مقضيا وعهدا معهودا، وقد خاب من افترى.(5)

حدثنا محمد، حدثنا الحسن، قال: حدثنا إبراهيم، قال: أخبرني الحسين بن هاشم  عن أبي عثمان الدوري  عن أبي إسحاق السبيعي  قال:

كنت على عنق أبي يوم الجمعة وأمير المؤمنين علي بن أبي طالب - عليه السلام - يخطب وهو يتروح  بكمه فقلت: يا أبه أمير المؤمنين يجد الحر؟ - فقال لي: لا يجد حرا ولا بردا، ولكنه غسل قميصه وهو رطب ولا له غيره فهو يتروح به.(6)

عن علي أمير المؤمنين ‏" عليه السلام ‏"«ألا و انّ امامکم قد اکتفي من دنياه بطمريه و من طعمه بقرصيه،ألا و انّکم لا تقدرون علي ذلك،و لکن اعينوني بورع و اجتهاد،و عفّة سداد،فو الله ما کنزت من دنياکم تبرا،و لا ادّخرت من‏ غنائمها و فرا،و لا اعددت لبالي ثوبي طمرا و لا حزت من‏ ارضها شبرا...بلي کانت في ايدينا فدك من کل ما الظلّته‏ السماء،فشحّت عليها نفوس قوم و سخت عنها نفوس قوم‏ آخرين.و نعم الحکم الله.و ما اصنع بفدك و غير فدك».. (8)

زهد فاطمة الزهراء عليها السلام

فاطمة الزهراء هذه مثال المرأة التي يريدها الله وقطعة من الإسلام المجسد في محمد وقدوة في حياتها للمرأة المسلمة وللإنسان المؤمن في كل زمان ومكان كانت شملتها التي تلتف بها خَلِقه ، قد خيطت في اثني عشر مكاناً بسعف النخل ، نظر اليها سلمان يوماً فبكى ، و قال : و احزناه ان (بنات) قيصر و كسرى لفي السندس و الحرير ، و ابنة محمد (صلى الله عليه وآله وسلم ) عليها شملة صوف خلقه قد خيطت في اثني عشر مكانا. (9)

زهد صاحب الزمان عليه السلام

عن أبي عبد الله الصادق عليه السلام:

إذا خرج القائم لم يكن بينه وبين العرب وقريش إلا السيف ، ما يأخذ منها إلا السيف ، وما يستعجلون بخروج القائم ؟ والله ما لباسه إلا الغليظ ، وما طعامه إلا الشعير الجشب ، وما هو إلا السيف ، والموت تحت ظل السيف.(10)

المصادر:

1- نهج البلاغه - الخطبه 160.

2-نفس المصدر

3- نفس المصدر

4- خطمه بالخطام: جعله على أنفه، والخطام: حبل يجعل في عنق البعير وغيره ويثنى في خطمه وأنفه.

5- بحارالانوار، ج 16، ص 229.

6- الغارات، ج 1، ص 107 و 108.

7- نفس المصدر، ص 98 و 99.

8- نهج البلاغة

9-بحارالانوار، ج 8، ص 303

10- غيبة النعماني، ص 233.

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)