قاعدة في أن باقي الحيوانات هل لها حشركالإنسان أم لا - حکمة العرشیة نسخه متنی

العنصري فصارت مادة أخروية لصورة أخرويةيتحد بها ضربا من الاتحاد فهي صورةالماديات الدنيوية و مادة الصورياتالأخروية المنفوخة فيها بإذن الله يَوْمَيُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَتَأْتُونَأَفْواجاً لاختلاف أنواعها في الآخرة كمامر و منها أن النفس مادة روحانية لطيفة لاتقبل إلا صورا اللطيفة الغيبية لا تدركبهذه الحواس بل بحواس الآخرة و الهيولىمادة كثيفة إنما تقبل الصور الكثيفةالمقيدة بالجهات و الأوضاع المشوبةبالقوى و الأعدام و منها أن قبول الهيولىللصور و الأكوان على سبيل الانفعال والاستحالة و التغير و الحركة و قبول النفسلصورها الراسخة فيها على سبيل الحفظ والاستيجاب و لا منافات بين قبولها و فعلهافهي بجهة واحدة فاعلة و قابلة للصور والأمثال معا و كل علوم المبادي و صفاتهاحيثياتها بجهة واحدة حصلت فيها و منها أنالقبول هناك ليس بمعنى القوة الاستعداديةو الإمكان و منها أن هذه الصور كمالاتلموادها و موضوعاتها و ليست الصور الناشئةمن النفس كمالات لها في حصول تلك الصور لهاو إنما كمالها في أن تكون بحيث تفعل تلكالصور و تجعلها مدركة لها و بينالاعتبارين فرق ثابت و قد بين في موضعه أنجهتي القبول و الفعل واحدة في لوازم الذات.

قاعدة في أن باقي الحيوانات هل لها حشركالإنسان أم لا

قد أشرنا إلى أن لكل جوهر طبيعي حركةذاتية و خلقا و بعثا و بداية و عودا والفلاسفة أثبتوا للطبائع غايات ذاتية كماأثبتوا لها مبادي ذاتية و عود كل شي‏ء إلىما بدأ منه فعود الأجسام إلى القوى و عودالقوى إلى النفوس و عود النفوس إلىالأرواح و عود الكل إليه تعالى كما قالتعالى أَلا إِلَى اللَّهِ تَصِيرُالْأُمُورُ و قوله كُلٌّ إِلَيْناراجِعُونَ فمن علم من أين مجيئه علم إلىأين ذهابه لكن الكلام إنما هو في بعث الشخصالجزئي مع بقاء تعينه و تشخصه الجامعللنشأتين و هذا في الإنسان أمر محقق لتجردنفسه المتعلقة تارة بهذا البدن المادي