عن جنسها فتصير النفس كأنها لا مرتبة لهامن الصفات النفسانية التعلقية و لا مقاملها في الدنيا يا أَهْلَ يَثْرِبَ لامُقامَ لَكُمْ فصارت كمرآة مجلوة تستعدلأن يتجلى فيها صورة الحق و ذلك لا يحصلإلا بانقياد الشريعة و طاعة الإمامالمفترض الطاعة و هذا معنى كون صراط فيالدنيا هو الإمام و الثاني عبارة عن مرورالنفس بقوته النظرية و عقله العملي عنمراتب الموجودات و الأطوار الحسية والنفسية و العقلية و خروجها عن مكامنالحجب و الغواشي إلى أفضية الأنوارالإلهية فللصراط المستقيم وجهان أحدهماأحد من السيف من وقف عليه شقه و الآخر أدقمن الشعر و الوقوف على الأول يوجب القطع والفصل كقوله اثَّاقَلْتُمْ إِلَىالْأَرْضِ أَ رَضِيتُمْ بِالْحَياةِالدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ و جاء في الخبريمر المؤمن على الصراط كالبرق الخاطف والانحراف عن الثاني يوجب الهلاك و العقابإِنَّ الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَبِالْآخِرَةِ عَنِ الصِّراطِلَناكِبُونَ.