لم يبق في العضو عضو أو أيضا ليست الأعضاءمما يعين وجود النفس حتى إنها إذا بطل مزاجالبدن و اضمحل تركيبه و انقطع تعلق النفسعادت النفس الهاربة عن البدن لفساده مرةأخرى بواسطة اجتماع تلك الأجزاء المبثوثةعلى التشكل و أيضا من الذي جمع تلك الأجزاءالتي لا جامع لها إلا صورة طبيعية أو قوةنفسانية تعلقت بمادة طبيعية هي كالأصل ثمتضيف الأجزاء الغذائية إليها بل التحقيقأن الحافظ للأجزاء و الجامع للأجزاءالغذاء للشخص إنما يكون نفس الموادللمولود على حسب درجاتها و مقاماتهاالسابقة على صيرورتها نفسا كاملة وبالجملة النفس أبدا تعين البدن و أجزاءهلا البدن يعين النفس إلى شيء من المراتبفما أشد سخافة قول من جعل المواد الأخيرة والقشور الكثيفة الخارجة عن جهة الوحدةالاعتدالية مما يفوز يدعو النفس إلىالتعلق بالبدن بالطبع و هذا القائل وأمثاله من فضلاء الأعصار لفي غفلة عريضةعن أحوال النفس و مقاماتها و درجاتها وكيفية انبعاث البدن عنها في العالمين والفرق بين انبعاثين و من أحكم هذه المقدمةو علم تقدم النفس على البدن ليعلم أن هذاالقائل و أمثاله عن تحقيق علم المعاد بعيدبمراحل و لعل هذا القائل توهم أن البدن عندالموت بمنزلة خرابة عاش فيها رجل أياماكانت معمورة فتهاجر عنها مدة ثم اتفق لهالرجوع إليها فاشتد اشتياقه إليها لتذكرأحواله السابقة و لذاتها الماضية فيهافجعل يعتكف فيها أبدا مقصورا عليها عنالبلاد المعمورة و المساكن البهجةالمتنزهة و من ذاق المشرب الحكمي يعلم أنهذه الهوسات و الجزافات لا يمكن في الأمورالطبيعية.
و ثالثها أنه يلزم إعادة المعدوم
و قد علمت أنه غير لازم و أجيب في المشهوربأن المادة باقية و الأعضاء الأصلية باقيةو هذا فاسد لأن المادة مبهمة غاية الإبهامو حقيقة كل شيء (و) تعينه بصورته لابمادته كما مر.