حکمة العرشیة نسخه متنی

و الذي فيه الحياة فإن حياته عارضة لهزائدة عليه. و منها أن أجسام هذا العالمقابلة لنفوسها على سبيل الاستعداد و نفوسالآخرة فاعلة لأبدانها على وجه الإيجابفهاهنا ترقى الأبدان و المواد بحسباستعداداتها و استحالاتها إلى أن يبلغ إلىحدود النفوس و في الآخرة يتنزل الأمر منالنفوس إلى الأبدان. و منها أن القوة هاهنامقدمة على الفعل زمانا و الفعل مقدم عليهاذاتا و هناك القوة مقدمة عليه ذاتا و هناكالقوة مقدمة عليه ذاتا و وجودا. و منها أنالفعل هاهنا أشرف من القوة لأنه غاية لها وهنالك القوة أشرف من الفعل لأنها فاعلة له.و منها أن الأبدان الآخرة و أجرامها غيرمتناهية على حسب إعداد تصورات النفوس وإدراكاتها لأن براهين تناهي الأبعاد غيرجارية فيها بل في جهات و أحياز ماديين وليس أيضا فيها تزاحم و تضايق و لا بعضها منبعض في جهة خارجة و لا داخلة و لكل إنسان منسعيد و شقي عالم تام برأسه أعظم من هذاالعالم لا ينتظم مع عالم آخر في سلك واحد ولكل من أهل السعادة ما يريده من الملك بأيفسحة يريدها و إلى هذا المعنى أشار أبويزيد بقوله لو أن العرش و ما حواه دخل فيزاوية من زوايا قلب أبي يزيد لما أحس به. ومنها أن أجساد الآخرة و أعظامها من الجناتو الأنهار و الغرفات و البيوت و القصور والأزواج المطهرة و الحور و كل ما لأهلالجنة من الخدم و الحشم و العبيد و الغلمانو غيرها موجودة بوجود واحد هو وجود إنسانواحد من أهل السعادة لأنها محيط بهاتأييدا من الله و نزلا من غفور رحيم و ليسكذلك حال الشقي الجهنمي بالنسبة إلى مايصل إليه من النيران و الأغلال و السلاسل والحيات و غيرها لأنها محاط بها كما قالتعالى أَحاطَ بِهِمْ سُرادِقُها و قوله وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌبِالْكافِرِينَ؛ إِنَّ