• عدد المراجعات :
  • 804
  • 6/24/2009
  • تاريخ :

المجتمع الدولي و المعيار المزدوج

السلاح النووى

كغيرها من كثير من قضايا الانسان في هذا العصر ، فإن قضية التسابق في التسلح النووى ، و الاصرار على امتلاك هذه الاسلحة ، تقابل من المجتمع الدولى ، و خاصة الدول ذات العلاقة بمعيارين مزدوجين ، فالدول الكبرى المالكة لهذه الاسلحة ، تتحدث عن خطوات للحد من التسلح النووى ، و تشارك في المؤتمرات الدولية ، التي تعقد بهذا الخصوص ، بل و توقع على معاهدات الحد من التسلح النووى ، و أيضا تواجه ، و تحارب كل توجه لامتلاك السلاح النووى من دول خارج النادى النووى... ، لكن عندما نأتى الى الواقع ، نجد معياراً آخر ، فالاجراءات و حتى ما تم من انجازات قليلة في هذا الشأن لايرقى الي مستوى الخطر ، الذى يهدد البشرية ، فحتى " مبدأ اللارجعة في نزع السلاح النووى " ، الذى كرسه ( مؤتمر استعراض معاهدة عدم الانتشار النووى) ، الذى انعقد عام 2000م لم يتم تطبيقه.

و يتبدى ايضا التعامل بمكيالين مع هذه القضية الخطيرة ، التى تؤرق البشرية في مواجهة ملفات نووية لدول معينة ، و عدم الالتفات ، و غض الطرف عن ملفات نووية لدول أخرى ، مثلما يحدث مع الملف النووى لكوريا الشمالية و الملف النووى لاسرائيل.

مقاربتان لحل المشكلة

و الحقيقة ان كثيراً من الدول الاعضاء في الأمم المتحدة ، تنادى دائما ، و في كل مناسبة بوجوب نزع السلاح النووى ، و هناك آراء كثيرة مطروحة لحل هذه المشكلة من جذورها ، لكن هذه الأصوات تظل بلا فائدة في ظل تعنت الدول المالكة للسلاح النووى ، و عدم ابدائها أى استعداد للتنازل عن ترسانتها النووية. و اذا كان بعض دول العالم ، و هم يبحثون عن الحل ، قد وضعوا نزع السلاح النووى رهينة لتحقيق عدم الانتشار ، فإن دولاً أخرى تؤكد بأن وفاء الدول النووية بالتزامها بتحقيق نزع السلاح النووى التام ، هو الضمان الوحيد لعدم انتشاره.

و في كل الأحوال فإن عدم انتشار السلاح النووى ، اذا كان في حد ذاته سيخدم الأمن العالمى ، فإنه نزع هذا السلاح سيحقق السلام الكامل و الشامل للشعوب ، كما ذهب الى ذلك كثير من المراقبين.

و في هذا الخصوص كانت هناك مقاربتان لممثل الجزائر لدى الأمم المتحدة حول موضوع نزع السلاح النووى ، خلال انعقاد مؤتمر نزع السلاح في مارس  2006، و توجز هاتان المقاربتان موقف الدول العربية ، و كثير من الدول الاعضاء في الأمم المتحدة بهذا الشأن:

- المقاربة الأولى الأكثر طموحا ، هي معالجة مسألة نزع السلاح النووى بصفة شاملة و مندمجة في إطار اتفاقية لحظر استحداث ، و انتاج ، و اختبار ، و تكريس ، و نقل ، و التهديد باستعمال الاسلحة النووية.

 

- اما المقاربة الثانية ، فترتكز على تحقيق نزع السلاح النووى على مراحل ، و هو الرأي الذى حاز على تأييد كثير من وفود الدول في المؤتمر المشار إليه ، على أن يتم ذلك وفق رؤية استراتيجية تركز على خلق مناخ للثقة بين الدول النووية و غيرها على السواء ، يساعد على الحد من التسلح النووى و من مخاطره. ثم يأتى المكون الثاني لهذه الاستراتيجية ، و هو اتخاذ الاجراءات الكفيلة بوضع حد لإنتاج اسلحة نووية جديدة أو تطوير منظومات جديدة منها. اما المكون الثالث لهذ الاستراتيجية ، فهو يقتضي التقليص التدريجي للترسانات النووية إلى ان تصل الى أدنى حد ممكن وفق منظور زمني يتفق عليه.

مؤتمر عام 2010م

و بعد فإن المؤتمرات و المعاهدات و الاتفاقات ، التى تتعلق بالحد من الاسلحة النووية على كثرتها ، و تعددها و مشاركة الدول فيها ، لم تستطع أن توقف انتشار الاسلحة النووية ، و لم تردع ، حتى الذين يفكرون في امتلاك هذه الاسلحة ، و مع ذلك فالبشرية ، تعيش على أمل ان يتحقق لها عالم يخلو من الاسلحة النووية.

و ربما  يحمل مؤتمر عام 2010م بصيصاً من هذا الأمل ، و هو المؤتمر الذي سينعقد تحت عنوان  " مراجعة معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية " ، وقد انعقد من أجل هذا المؤتمر اجتماع تحضيري أولي مع نهايات عام 2007م ، و عامي 2008 و 2009م ، اجتماعان آخران في كل من جنيف و نيويورك ، لكن اسم المؤتمر يدل على أنه ليس هناك اتجاه لاستصدار اتفاقات جديدة و معاهدات للحد من التسلح ، و إنما سيكتفى بمراجعة معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ، التي اتخذت الدول الموقعة عليها قراراً بالتمديد اللامحدود لهذه المعاهدة عام 1995.

و مراجعة المعاهدة يعنى إصلاح الخلل في بنودها و العمل على تقويتها و تفعيلها ، و هو الأمر الذى أكده رئيس اللجنة التحضيرية لمؤتمر عام 2010م يوكيو أمانو الياباني ، عندما أكد ان ابرز التحديات التى تواجه نظام عدم الانتشار ، هي حماية و تقوية فاعلية معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ، و اعتبارها أداة دولية لتعزيز الأمن و السلم الدوليين.

فهل يعمل الجميع (المتورطين) في الأسلحة النووية ، و الذين يسعون الى التورط في هذا المنزلق ، هل يعملون على تفعيل معاهدة منع الانتشار و وضعها موضع التنفيذ ، و ليس أمام العالم طريق يسلكونه غير هذا الطريق ، فما زالت هذه الاتفاقية ، و ستظل هي حجر الزاوية للنظام العالمي.


خصائص أسلحة الدمار الشامل

ضرورة إخلاء المنطقة من أسلحة الدمار الشامل

مخاطر أسلحة التدمير الشامل الإسرائيلية على العالم العربي و الإسلامي

حجم أسلحة التدمير الإسرائيلية ، و أسباب الصمت الدولي عليها

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)