بروين اعتصامي .. شاعرة الإبـــداع
الشاعرة الإيرانية “بروين اعتصامي”
شهدت إيران في مطلع القرن الحالي حركة نسائية نشطة ، و برزت من خلالها أسماء كثيرة في عالم النضال و الجهاد من أجل حرية المرأة و ضرورة مشاركتها الرجل في حمل أعباء الحياة الاجتماعية و الثقافية، و انعكس هذا التوجه من قبل الحركة النسائية الإيرانية في عالم الأدب و الثقافة، إذ حملت بعض هؤلاء النسوة أقلامهن ، و دافعن بها عن أرائهن و أفكارهن ، و يأتي في مقدمة هذا البعض الشاعرة الإيرانية “بروين اعتصامي” ، كخير مثال عن نساء العصر الحديث في الأدب .
شعرها و شاعريتها :
ظن الكثيرون ، أن بروين رجل (بالاستناد إلى أشعارها) ، و ليست إمرأة ، و لكنها ردت عليهم في شعرها فقالت:
“ يجب أن يصفو القلب
أن ينقى من غبار الفكر المنحرف
وليعلم الشيطان أن المرآة
ليست للعب
* * *
من ظن بروين من بعض أهل الفضل
و حل اللغز أفضل نقول :
إن بروين ليست رجلا “
و جدير بالذكر ، أن بروين بدأت نظم الشعر في سن مبكر ، كان والدها يصحح لها شعرها، و ينشره في مجلة “بهار” ـ الربيع بالكردية و الفارسية
و نشرت بروين أول طبعة لديوانها عام 1935 ، و كان يحتوي على (5000) بيت، مع مقدمة أدبية رائعة ، كتبها ملك الشعراء “بهار” ، و قد ضمن فيها رأيه في شاعرة العصر، فجعلها في صفوف الشعراء الإيرانيين الأوائل،
يرى ملك الشعراء ، أن شعر بروين ، يمكن مقارنته بشعر سالار الشيرازي في ملامحه الأخلاقية و التربوية، و كذلك بشعر غوير الانجليزي، و الشاعر الإيراني القديم ، ابن يمين م 770 .
و بعد وفاتها بشهور ، قام أخوها ، أبو الفضل اعتصامي بإعادة نشر ديوانها مع إضافة (58) قصيدة ، لم تنشر من قبل أشعار بروين تفيض بالمشاعر الجياشة المتدفقة بخصوبة غريبة، و هي زاخرة بمعاني الشفافية و الرقة و صدق المقاصد و الرومانسية الحزينة الهادئة، و يتجلى الحزن الشفيف بخاصة في قصيدتها (الطفل اليتيم) ، إذ أنها تعبر عن حالتها الحزينة بعدم رؤيتها لوالدتها و حرمانها من حنانها و عطفها تقول الشاعرة:
“ أشياء رأيتها ولم أحبها
لم أر وجه أمي أبدا
والطفل اليتيم عيونه ليست فرحة
كم جميل نور وجه الأمهات
لكن لماذا لا أرى نورا أمامي “
و كانت تنظم القطع و القصائد و المثنويات على العروض العربي، إلا أنها كانت تحاول نظم قصائد القوافي، أو تنظم قطعا مدورة ، فتبدو و كأنها قطع نثرية موزونة ، و اتسم أسلوبها بالوضوح مع رصانة شعراء القرنين الخامس و السادس (بالنسبة للفرس) ، و لا سيما أسلوب (ناصر خسرو) ، و أكثرت من التمثل بالمواعظ و الحكم و الفكر العميق، و عنيت بالمناظرات و الحوارات في شعرها لجذب القارئ و دفعه إلى متابعة قراءته ،
قد أحب الناس شعرها ، لطهارة قلبها ، و صدق أحاسيسها، و دفء مشاعرها،
ولعل هذا الحب ، يرجع أيضا إلى طابع قصائدها القصصي و العاطفي و الوعظي المعبر عن الحكايات و الأخبار إلى درجة ، اعتبرها البعض بـ( لافونتين ) عصرها.
دافعت بروين في شعرها عن المظلوم و الفقير، و حاربت الظلم و القهر، وك انت بحق شاعرة متعددة الاهتمامات و الأغراض الشعرية، و ذلك من خلال قصائدها و موضوعاتها الشعرية،
يمكن القول أن بروين، كانت رمزاللمرأة الحرة المثقفة الواعية ، و الجريئة القادرة على تجسيد معاناتها الفردية ، و معاناة مجتمعها في شكل إبداعي جمالي متميز،
جعل منها اسما لا معا في سماء الشعر و الإنسانية ، ليس في إيران و حسب ، و إنما في العالم أجمع ...
فريد الدين عطار النيشابوري
الفنان أيمن مالكي
خواجه حافظ الشيرازي
الفردوسي
هوية الشعر الايراني