أسماء المدينة المنوّرة ونعوتُها4
أسماء المدينة المنوّرة ونعوتُها1
أسماء المدينة المنوّرة ونعوتُها2
أسماء المدينة المنوّرة ونعوتُها3
32 ـ حَسَنَة:
وهي اسم للمدينة لقوله ـ تعالى: (والذين هاجروا في الله من بعد ما ظُلِموا لنُبوِّئَنَّهم في الدنيا حسنة ...)(1). روى الطبرسي عن ابن عباس (رحمه الله) أي بَلْدَةً حسنةً بدل أوطانهم وهي المدينة(2).
وأيضاً روى الفخر الرازي(3) عن الحسن والشعبي وقتادة ما ذكره الطبري، ونقل القُرطبي عن الجميع نفس ما قدّمناه(4).
33، 34 ـ الخَيِّرَة، الخِيَرَة:
المدينة ذات خيرات كثيرة وهي مقبولة لدى الناس عامةً، ونبّه النبيّ (صلى الله عليه وآله)الناس عليها حينما قال (صلى الله عليه وآله): «المدينة خيرٌ لهم لو كانوا يعلمون»(5). ومن ثمَّ سمّيت المدينة بهما ـ الخَيِّرَة، الخِيَرَة ـ .
35 ـ دَارُ الأَبْرَار:
بعدما هاجر النبيّ (صلى الله عليه وآله) من مكّة إلى المدينة واستقرّ فيها، اجتمع المهاجرون والأنصار وازدادوا يوماً بعد يوم خصوصاً في السنة السابعة من الهجرة ـ حينما فتحت قلاع خيبر ـ فخرجت المدينة من جاهليّتها السابقة وأصبحت دار الأبرار(6).
36، 37 ـ دَارُ المُخْتَار، المُخْتَارَة:
المدينة هي الموطن الثاني لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حيث اختارها وأقام (صلى الله عليه وآله) فيها العقد الأخير من عمره الشريف، وانتقل منها إلى الرفيق الأعلى. فالمدينة مختارة لمن اختاره الله من خلقه في حياته ومماته(7).
38 ـ دار الإيمان:
وضحنا في الرقم السادس علة إطلاق لفظة «الإيمان» على المدينة ولكن هذا الاسم ورد في الأحاديث مع الهيئة التركيبيّة مثل قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): «المدينة قبّة الإسلام، ودار الإيمان ...»(8).
39 ـ دَارُ السُّنَة:
هي المكان الذي تجلّت فيه الشريعة الإسلاميّة، والسّنة المحمّدية الغرّاء وكملتا، وعمل بها رسول الله (صلى الله عليه وآله)والمسلمون الأوائل(9).
40 ـ دارُ السَّلامَة:
المدينة هي مأمن الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله) حيث أنعم الله بالسّلامة والسّكينة عليه خصوصاً، وعلى المؤمنين عموماً، وهذا معنى قول رسول الله (صلى الله عليه وآله): «أنا في جُنَّة حصينة»(10) أو «رأيت أنّي في درع حصينة ...».
41 ـ ذَاتُ الحُجَر:
حُجَر وحُجَرَات جمع للحُجْرَة من البيوت، وهي كالغرفة تُجمع على غُرَف وغُرَفات والمدينة تشتمل عليها(11).
42 ـ ذَاتُ الحَرَار:
الحِرار جمع حَرَّهْ وهي حجارةٌ سُودٌ. والمدينة تحتوي على كثير منها(12).
43 ـ ذَاتُ النَخْل:
لاشتمال المدينة على نخيل كثيرة كما نشاهدها، ومن ثمّ جرى هذا الاسم على لسان «ابن التوأم الحميري» و «عمران بن عامر» بدلا عن المدينة. وأيضاً عبّر عن المدينة بذات النخل في الرواية النبويّة «أريت دار هجرتي ذات نخل وحَرَّة»(13).
44 ـ السَّلِقَة:
نقله أبو عبد الله محمّد بن أمين المشتهر بـ «الأقشهري» عن التوراة، وسُميّت المدينةُ بها لاتساعها وتباعد جبالها(14).
45 ـ سَيَّدَةُ البُلْدَان:
المدينة هي أفضل بقاع الأرض بعد مكّة المكرّمة; لأنّها مدفن سيد المرسلين وخاتم النبيين محمد (صلى الله عليه وآله).
وكتب أبو نعيم الأصبهاني في كتاب «حلية الأولياء» أنّ عبد الله بن عمر لمّا أراد أن يدخل المدينة، وقف أمامها فنادى: «يا طيبة يا سيدة البلدان»(15).
46 ـ الشَّافِيَة:
سمّيت بهذا الإسم لقول رسول الله (صلى الله عليه وآله): «تُرابُها شِفاء من كلّ داء»(16)، وذكر ابن مُسْدِي(17): يستشفي المحموم حينما تُعَلَّقُ أسماءُ المدينة على عاتقه.
وروى ابن الأثير عن سعد ... لمّا رجع رسول الله (صلى الله عليه وآله) من غزوة تبوك، واجه (صلى الله عليه وآله) رجالا من المتخلّفين المسلمين، فأثاروا غباراً، فخمَّر بعض من كان مع النبيّ (صلى الله عليه وآله) أنفه، فأزال رسول الله (صلى الله عليه وآله) اللثام عن وجهه وقال: «والذي نفسي بيده إنَّ في غبارها شفاءً من كلّ داء»(18).
-------------------------------
(1) النّحل : 41 .
(2) مجمع البيان ، 6 : 361 .
(3) التفسير الكبير ، 20 : 34 .
(4) الجامع لأحكام القرآن ، 10 : 71 .
(5) صحيح مسلم ، 2 : 1008 ، ح 1388 .
(6) الكامل في التاريخ ، ابن الأثير ، 2 : السنة السابعة .
(7) وفاء الوفا ، السمهودي ، 1 : 22 .
(8) مجمع الزوائد ، الهيثمي ، 3 : 298 ، المصدر نفسه في الرقم 3 .
(9) عمدة الأخبار ، أحمد بن عبد الحميد العباسي : 69 .
(10) مسند أحمد بن حنبل ، 3 : 351 ، ذكرت الحديث في الرقم 26 .
(11) وفاء الوفا ، السمهودي ، 1 : 15 .
(12) المصدر نفسه .
(13) الإصابة في تمييز الصحابة ، 1 : 464 .
(14) وفاء الوفا ، السمهودي ، 1 : 16 .
(15) المصدر نفسه .
(16) الوفاء ، ابن جوزي ، 1 : 399 .
(17) هو الحافظ أبو بكر محمّد بن يوسف الأزدي الغرناطي الأندلسي المهلبي ، قال ابن ناصر الدين : كان ذا رحلة واسعة ودراية وهو عالم وحافظ للقرآن ، جاور بمكّة أواخر عمره ، وشاع أنّه على مذهب أهل البيت (عليهم السلام) فقُتل غيلةً سنة 663 هـ . شذرات الذهب ، 5 : 313 .
(18) جامع الأصول ، ابن الأثير ، 9 : 334 .
إبراهيم الخليل مؤسّس أُمّ القرى
الحجّ في نهج البلاغة
الحجّ الإبراهيمي والحجّ الجاهلي
الحجّ في السنّة
الأهداف الاجتماعيّة للحجّ الإبراهيمي
الإخلاص في الحج
أضواء، من أسرار الحج
عظمة الحج و منافعه
الحجُّ عبادة وحركة وسياسة