الإنتحار بين المرض والاختيار
المقدمة
معدلات الانتحار ( أرقام ودلالات )
الإنتحار بين الأسوياء
الإنتحار الوجودى
عروس النيل عند قدماء المصريين
الإنتحار الإيثارى
الإنتحار الجماعى
انتحار التقليد :- ( Copycat Suicide )
انتحار المشاهير
الإنتحار بين المرضى
العوامل المصاحبة أو المؤثرة فى حالات الإنتحار
محاولات الانتحار السابقة
النظريات الحديثة
عوامل بيولوجية
الاضطرابات العضويه
توقع الانتحار
التعامل مع الحالات المعرضة للانتحار
على الرغم من قوة وعنفوان غريزة الحياة ( حب البقاء ) لدى الإنسان والتى تدفعه نحو التشبث بالحياة والتملك والتفوق والزواج والإنجاب والإنتاج والتعمير ، إلا أن هناك غريزة أخرى كامنة فى الظل تدفعه – حين تنشط – إلى تدمير كل هذا ، تلك هى غريزة ، الموت الرابضة فى اعماقنا والمحركة للسلوك الانتحارى الذى نهتز له وتهتز به ثوابتنا ، ويجعلنا فى مواجهة حادة ومباشرة مع حقيقة الموت وحقيقة الحياة ودوافع كل منهما بداخلنا .
والانتحار سلوك متعدد الدوافع ينشط حين يختل التوازن بين غريزتى الحياة والموت ، وهو لا يولد فى لحظة تنفيذه أو محاولة تنفيذه وإنما يكون رابضاً كخيار فى طبقات الوعى الغائرة إلى أن يطفو فوق السطح وينشط فى ظروف بعينها ليكون الخيار الوحيد الذى يراه الشخص فى تلك اللحظة على أنه أفضل الحلول .
والانتحار بهذا المعنى ليس حدثاً عشوائياً ، وإنما هو منظومة فكرية ووجدانية وسلوكية تنتظم أجزاؤها عبر السنين والأحداث ليبرز كوسيلة للخروج من مأزق أو أزمة فى شخص وصل إلى حالة من انعدام الأمل وقلة الحيلة Hopelessness and Helplessness)) وقع تحت ضغوط فاقت احتماله ، وضاقت أمام عينيه الخيارات أو تلاشت ، أو أرادها هو أن تضيق وتتلاشى، عندئذ أعذر وأنذر، وأرسل إشارات استغاثة لكنها لم تصل إلى من يهمه الأمر ( فعلاً ) ، أو وصلت ولم يسمعها أحد، أو سمعت ولم يفهمها أحد، أو فهمت ولم يستجب لها أحد، وهنا وقعت الواقعة .
غالبية المنتحرين ( 98 % منهم) كانوا مصابين بأمراض نفسية أو عضوية فى حين أن نسبة ضئيلة جداً منهم ( 2 % ) كانوا أسوياء ( بمعنى أنهم غير مرضى ) . وهذا الرقم الإحصائى يكاد يغرى باستنتاج متعجل وهو : هل هؤلاء المنتحرين المرضى ( 98 % ) كانوا فاقدى القدرة على التحكم فى دوافعهم نحو الإنتحار ( أى مجبرين ) ، وأن 2 % فقط من المنتحرين ( وهم الأسوياء ) هم الذين انتحروا مختارين .. ؟ .. والإجابة بنعم هنا تتوق إليها كثير من القلوب لأناس فقدوا أعزاء عليهم منحرين ويتمنون لو تزول عنهم فكرة اختيار الانتحار ( وبالتالى مسئولية الإنتحار الأخلاقية والدينية ) ويصبحوا فى نظرهم بشهادة العلم الإحصائى مرضى مجبرين غير مسئولين عما حدث ، بل ويستحقون الشفقة والتعاطف بل والإحساس بالذنب من جانبنا نحوهم . ولكن هذا التعميم _ حين عرضه على النظرة الموضوعية _ يبدو ضعيفاً ، حيث لا يستطيع أحد أن يقول بأن كل مريض انتحر كان فاقد الاختيار أو فاقد الوعى والبصيرة على الرغم من ضغوط المرض القاسية . وحتى على المستوى القانونى لا يعفى المريض من المسئولية فى كل الحالات ، بل يعفى فقط فى حالة عدم البصيرة بالفعل وعواقبه وعدم القدرة على التمييز وعدم القدرة على الاختيار واضطراب الوعى أو الارادة ، ولهذا نجد كثير من المرضى النفسيين عرضة للمساءلة القانونية ولكن تتدرج المسئولية حسب تأثير المرض على العناصر المذكورة سلفاً من المسئولية الكاملة إلى انتفاء المسئولية وبينهما درجات تقدر بقدرها . وعلى أية حال سنترك هذا الاستطراد الذى استدرجنا إليه لنعود إلى باقى الأرقام ، والتى تقول بأن 1000 شخص ينتحرون كل يوم على مستوى العالم أى حوالى 42 شخص كل ساعة وأن الإنتحار هو ثامن سبب للوفاة فى مجموع السكان فى أمريكا وهو ثالث سبب للوفاة بين المراهقين عموماً ، وثانى سبب للوفاة بين المراهقين البيض ، ففى أمريكا ينتحر 75 شخص كل يوم ، أى شخص كل 20 دقيقة ، أى 25 ألف حالة انتحار فى السنة .وقد وجد أن أشهر مكان للانتحار فى العالم هو جسر البوابة الذهبية فى سان فرانسيسكو ( Golden Gate Bridge ) ، فقد انتحر من أعلى هذا الجسر 900 شخص منذ إنشائه عام 1937 .
والرقم العالمى المتوسط لمعدل الإنتحار هو 12,5 شخص لكل 100,000 من مجموع السكان ، وهناك ما يسمى بحزام الإنتحار وهو يضم الدول الاسكندنافية وسويزرلاند وألمانيا والنمسا ودول أوروبا الشرقية بالإضافة إلى اليابان حيث يبلغ معدل الإنتحار فى هذه الدول 25 شخصاً لكل 100,000 من السكان .
وأعلى معدل للانتحار قد سجل فى هنجارى ( المجر ) وهو 35 منتحر لكل 100,000 من السكان .
وفى المقابل وجد أن أقل معدلات الانتحار 10 لكل 100,000 من السكان توجد فى مصر وأيرلندا وأسبانيا وايطاليا .
وقد تختلف معدلات الانتحار داخل البلد الواحد لأسباب اجتماعية أو اقتصادية أو عقائدية فمثلا وجد أن ولاية نيوجرسى فى أمريكا هى أقل الولايات من حيث معدل الإنتحار مقارنة بولاية نيفادا التى سجلت أعلى معدل بين الولايات الأخرى .
وعلى الرغم من أن النساء هن أكثر تهديدا بالانتحار وأكثر قياماً بالمحاولات الانتحارية إلا أن الرجال أكثر تنفيذاً للانتحار فعلاً . وبالمثل فإن صغار السن يهددون كثيراً بالانتحار ولكن كبار السن ينفذونه أكثر ، فقد وجد أن أعلى نسبة انتحار فى الرجال تحدث بعد سن 45 سنة وفى النساء بعد سن 55 سنة . والمنتحرين من كبار السن الذين تعدوا 65 عاماً يشكلون 25 % من حالات الانتحار على الرغم من أنهم يشكلون 10 % فقط من السكان .
ونقصد هنا بالأسوياء أنهم غير مصابين بأمراض نفسية أو عضوية ، ولا نعنى بها أنهم أسوياء فى التفكير أو الاعتقاد أو السلوك ، لأن دوافع الإنتحار فى هذه الفئة التى تشكل 2 % من المنتحرين تكون فى صورة أفكار أو معتقدات أو عادات ، ولذلك يكون الفعل الانتحارى سلوكاً مختاراً ، ونذكر من أمثلة الإنتحار فى هذه الفئة ما يلى :-
ويقوم به من يعتنقون الفكر الوجودى والذى يعلى من قيمة إرادة الإنسان واختياره ومسئوليته بالدرجة التى تجعله مسئولاً عن كل شئ فى حياته مسئوليه مطلقه ، وأن عليه أن يحقق ذاته ويطلق إمكاناته كما يريد ، وإذا عجز عن ذلك فعليه أن يختار توقيت إنهاء حياته بالطريقة التى يريدها .وفى بعض مدارس الفكر الوجودى المتطرفة يعتبرون قرار الإنتحار شجاعة وسلوكاً شريفاً ونبيلاً من الشخص حيث قرر الانسحاب فى اللحظة التى شعر فيها أنه غير قادر على العطاء . وليس بالضرورة أن يكون الشخص المنتحر طبقاً لهذه المفاهيم منتمياً إلى الفكر الوجودى بشكل أكاديمى أو فلسفى ، وإنما يمكن أن تتسرب هذه الأفكار إلى أشخاص بسطاء لم يقرأو حرفاً عن الوجودية وإنما تشربوا أفكارها من الحياة اليومية ، أو من القصص والمسلسلات والأفلام والبرامج الإعلامية المختلفة .
تقليد { سوتى } فى الهند :-
يطلب المجتمع من المرأة التى يتوفى زوجها أن تحرق نفسها مع جثة زوجها المتوفى .
فقد أعتاد القدماء المصريون أن يقدموا اجمل فتاة لديهم كل عام هدية للنيل يلقونها فيه فتموت غرقاً حتى يجود النيل بخيره عليهم ، ولم يتوقف هذا التقليد إلا بعد دخول الإسلام مصر .
مثل انتحار كبار السن فى الإسكيمو الذين يشعرون أنهم أصبحوا عالة على ذويهم ولم يعودوا قادرين على العمل فيدفن الواحد منهم نفسه فى الثلج ويظل هكذا حتى يموت وهدفه من ذلك أن لا يكون عالة أو عبئاً على أبنائه .
الإنتحار لفقدان عزيز:-
مثل انتحار كليوباترا بعد موت أنطونيو ، أو انتحار أى محب بعد موت حبيبه . وفى هذه الحالة يكون هناك نوع من التوحد بين الحبيبين بحيث أن موت أحدهما يعنى موت الآخر معنوياً فيلجأ هذا الآخر إلى تفعيل موته المعنوى إلى موت حسى . وتزيد احتمالات الإنتحار هنا إذا كان المحبوب قد مات منتحراً ، وليس بالضرورة أن تكون العلاقة هنا علاقة حب عاطفى بالمعنى المعروف ، ولكن يمكن أن تكون علاقة أخوة أو علاقة أستاذيه أو أى علاقة أخرى قوية ، فقد انتحرت مثلاً أحد المطربات الإستعراضيات بعد موت أستاذها الشاعر الغنائى الذى كان مؤلف لها أغانيها ، لأنه كما كان مثلاً أعلى لها فى حياتها فإنه يصبح مثلاً أعلى لها فى طريقة موتها .
المشكلات العاطفية :-
وجد أن 30 % من حوادث الإنتحار عند البالغين سببها مشاكل الحب .
انتحار الذكرى السنوية :-
كأن ينتحر الشخص يوم عيد ميلاده أو عيد زواجه أو الذكرى السنوية لطلاقه .
حدثت حالات انتحار جماعى بين بعض القبائل بدأت بانتحار شيخ القبيلة وتبعه بقية أفرادها . وهناك أيضاً انتحار الفرسان حيث يتجمع عدد من الفرسان فى جيش مهزوم ويقومون بقتل أنفسهم كنوع من التكفير عن أخطائهم أو قتل الشعور بالذنب الذى أصاب الجيش من جراء الهزيمة . وإذا كنا ننظر إلى عمليات الإنتحار الجماعى السابقة على أنها تمت فى مجتمعات بدائية تفتقد إلى المنطق السليم وإلى الرقى الحضارى ، فإننا سوف نندهش حين نستعرض عملية الإنتحار الجماعى التى حدثت فى سان ديجو فى كاليفورنيا بالولايات المتحدة الأمريكية يوم 26 مارس 1997 حيث قام مارشال هيرف أبل هوايت قائد الجماعة الدينية المسماة بوابة السماء ( Heaven‘s Gate ) بالانتحار بواسطة تعاطى حبوب فينوباربيتال وقد تبعه فى الانتحار 38 شخصاً من أتباعه اجتمعوا فى مكان واحد ليموتوا سوياً خلف زعيمهم الروحى الذى أطلق شائعة بأنه مصاب بسرطان الكبد وأنه لابد وأن يموت فى هذا اليوم وأن موته يفتح له أبواب الجنة حيث ستصعد روحه فى سفينة فضاء لتخترق حجب السماء نحو الجنة . وقد وجد أتباعه أنفسهم يفضلون أن تتبع أرواحهم روح زعيمهم فى الصعود إلى السماء ؛ خاصة وأنهم _ كما عبر أحدهم _ لا يجدون للحياة أى قيمة بعد خلوها من زعيمهم الروحى . والمثير أن هذه الجماعة الدينية قد تكونت من خلال الإنترنت حيث تعرف الأعضاء على زعيم الجماعة وعلى بعضهم البعض من خلال تلك الشبكة العالمية للاتصالات وكانت تعاليم الجماعة تصل إلى أعضائها عبر هذه الشبكة وقد احتار علماء النفس كثيراً فى محاولة تفسير ظاهرة الانتحار الجماعى فبعضهم يرجعها إلى تبنى أفكار ومعتقدات تتصل بالموت الذى هو نهاية لمعاناة الإنسان وبداية لخلاص روحه من هذا العالم وتوجهها نحو السماء حيث السلام والخلود . وقد تم زرع هذه الأفكار بواسطة زعيم ذو شخصية كاريزمية مؤثرة فى أناس أصابهم الإحباط فى الحياة المعاصرة فاستجابوا تحت تأثير شخصية زعيم الجماعة وتحت ضغط الجماعة على أفرادها لدعوة الخلاص . ومن المحتمل أن أعضاء هذه الجماعة كانوا من الشخصيات الانقيادية التى تتبع قائدها دون تفكير ، وأنها لعجزها عن مواجهة الضغوط الخارجية وجهت غضبها وعدوانها نحو الداخل فى صورة سلوك انتحارى جماعى خاصة وأن هذه النوعية من الأشخاص تكون قابلة للإيحاء والاستهواء لذلك تسلك سلوك الآخرين دون تفكر .
عندما ينتحر طفل أو مراهق فى مدرسة أو نادى أو أى مجموعة ، تحدث حالات انتحار مشابهة فى المجموعة تقليداً للطفل أو توحداُ أو تعاطفاً معه . ويحدث هذا أيضاً بعد رؤية بعض الأفلام أو المسلسلات والتى انتحر فيها أحد الأشخاص فى هذا السن . وقد نشرت روايه فى أوربا منذ 200 عام بعنوان " أحزان الصغير ويرزر" ( The sorrows of young Werther ) وحدثت بعدها موجه من الانتحار فى صغار السن ، وكانوا يلبسون لحظة انتحارهم مثل " ويرزر " بطل القصة أو ينتحرون والقصة بجوارهم .
تطالعنا كثيراً أخبار انتحار مشاهير كانوا ملئ السمع والبصر فى مجالات الأدب أو الفن أو الرياضة أو العلوم ، ونهتز ونحتار ونتساءل : لماذا ؟ .. وماذا كانوا يريدون أكثر ؟ .. ونقف حائرين إلى أن تقرع
آذاننا أخبار انتحار جديد لمشهور ( أو مشهورة ) .. فهذا إرنست همنجواى الذى ارتفع اسمه فى سماء الأدب ليحصل على جائزة نوبل ومع هذا يتخلص من حياته التى أصبح يراها لا تستحق .. وهذه مارلين مونرو ممثله الإغراء تفيض شباباً وحيوية وجمالاً وإثارة يتوق إليها جميع الرجال .. فجأة تتوقف وتكره كل هذا فتقتل نفسها ( أو تدفع نفسها ليقتلها غيرها ) لأن الحياة لا تطاق . ثم تتبعها داليدا تلك المطربة المتألقة التى اكتشفت أن حياتها كانت عبئاً رغم أنهم صنعوا لها تمثالاً ووضعوه فى أحد ميادين باريس عاصمة الفن والجمال . وهذا شاعر غنائى كبير ملأ الدنيا بشعره الجميل ومعانيه الرائعة وبساطته القريبة من القلوب .. عانى ويلات المرض النفسى وانتصر عليها وطوعها لإبداعه فكتب وهو حزين فأبدع وكتب وهو فرحان فأبدع ، ولكن فى لحظة ما قرر الاستسلام .. وهذه فنانه استعراضيه موهوبة ومحبوبة أخذت من الشهرة ما تقر به عينها ، ولكن حين ابتعدت عن الضوء بسبب المرض وابتعد عنها الناس بسبب الانشغال أو الإهمال .. وجدت نفسها وحيده فى بلاد غريبة فهوت . وهذا عالم أنثروبولوجى عظيم منح بلده كل كيانه ولم يأخذ شيئاً من أحد ..عاش فقيراً معدماً على الرغم من ثرائه الفكرى الهائل ، وكان راضياً بهذا الموقف الصوفى الزاهد طوال حياته .. ولكن فى لحظة نكران وجحود ممن حوله ضعفت مقاومته فاحترق .
والمشاهير يشتركون مع بقية البشر فى كثير من صفاتهم ، ولكنهم يختلفون عنهم فى تميزهم بامتلاك مصادر القوه أو الجمال .. تلك المصادر التى تجعل الأنظار تتجه إليهم مبهورة والقلوب تهفو نحوهم معجبة ومحبة .. وتكون نتيجة إحاطتهم بالانبهار والإعجاب والحب أن يتعودوا أنهم شى مميز فتتضخم ذواتهم وتكبر نرجسيتهم .. فإذا حدث وفقدوا مصادر قوتهم أو مصادر جمالهم ، وانصرف الناس عنهم ، فإنهم لا يحتملون الحياة ويجدونها غير جديرة بأن تعاش ، ويعجزون عن الرضا بما حققوه وبما أخذوه ، ولا يستطيعون التكيف مع الواقع الجديد فتنفجر الذات المنتفخة ويحدث انفجارها دوياً هائلاً يجمع القلوب حولها مرة أخرى ولكنها فى هذه المرة تجتمع باكية آسفة نادمه .
فى بحث اجرى سنه 1957 لدراسة حالات الانتحار بمقابله ذويهم وفحص ملفاتهم الطبية ومقابله طبيب العائلة وجد أن 98% كانوا يعانون أمراضاً نفسيه أو جسمانية ، وكانت أشهر الاضطرابات المصاحبة للانتحار هى الاكتئاب وإدمان الكحوليات . وأجرى بحث تتبعى للمقارنة بين مجموعتين : المجموعه الأولى مصابه بأمراض نفسية مختلفة ، والمجموعة الثانية مصابه بأمراض جسمانية مختلفة ، ووجد أن نسبه الإنتحار فى المجموعه الأولى ( النفسية ) وصلت إلى 5,5% فى حين كانت المجموعه الثانية ( الجسمانية ) 0,6% . ووجد أن نسبة الإنتحار بين أقارب المجموعة الأولى كانت أكثر 8 مرات من عامه الناس .
السن : الأصغر سناً أكثر تهديداً بالانتحار لكن الأكبر سناً أكثر تنفيذاً له .
الجنس : النساء أكثر تهديداً بالانتحار والرجال أكثر تنفيذا له ( المنتحرون من الرجال ضعف المنتحرات من النساء )
الحاله الاجتماعية : المتزوجون أقل انتحاراً من غير المتزوجين .
التدين : المتدينون أقل انتحاراً من غير المتدينين ، ومعدلات الانتحار أقل فى المسلمين واليهود والكاثوليك مقارنه بالبروتستانت . وهذه ملحوظة هامة نشهدها فى تعاملنا مع المرضى ذوى الميول الانتحارية حين نسألهم عن نواياهم الانتحارية فيقرون بوجودها ، ثم نسألهم : وما الذى منعكم من الإنتحار ؟ .. وتكون الإجابة دائماً : الخوف من الله . ففى النصوص الدينية نهى عن قتل النفس وتحذير من عواقب قتلها . يقول تعالى (( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً * ومن يفعل ذلك عدواناً وظلماً فسوف نصليه ناراً وكان ذلك على الله يسيراً )) (النساء 29 –30)
وهذا الموقف الدينى الحاسم من مسألة قتل النفس كان له أثر كبير فى انخفاض معدلات الإنتحار فى الدول الإسلامية بشكل عام . وهناك اختلافات بين الطوائف الدينية من حيث معدلات الإنتحار طبقاً لمعتقدات كل طائفة ودرجة الترابط الاجتماعى بينهما . ويبدو أن حاله التدين لدى الإنسان تعطيه دعماً روحياً واجتماعياً يجعله لا يسقط فى قاع اليأس والقنوط ، وتعطيه حالة من الرضا تجعله يتقبل احباطاته ومعاناته بدرجه أفضل من غير المتدين ، وتعطيه أملاً فى انفراج الأزمة مهما اشتد حصارها .
العرق (السلالة ) : البيض أكثر انتحاراً من السود . والانتحار يكون أقل بين الأقليات والمجموعات العرقية المترابطة ، وتكون نسبته أكثر فى المهاجرين .
الوظيفة : أعلى نسبه للانتحار توجد بين المهنيين PROFESSIONALS وعلى رأسهم الأطباء البشريين وأطباء الأسنان والموسيقيين وضباط تنفيذ الأحكام والمحامين والعاملين فى شركات التأمين وتوجد أعلى نسبه للانتحار فى الطبيبات ( 41 حاله انتحار فى كل 100,000 ) وخاصة غير المتزوجات يليها الأطباء الذكور ( 36 فى كل 100,000 ) . واعلى نسبه انتحار بين الأطباء تحدث فى الأطباء النفسيين ثم أطباء العيون ثم أطباء التخدير . وعلى الجانب الآخر تزيد معدلات الانتحار فى العاطلين .
المستوى الاجتماعى : تزداد معدلات الانتحار فى المستويات الاجتماعية الأعلى ، وفى المدن أكثر من القرى .
الحاله الصحية الجسمانية : المرضى المزمنون والمصابون بأمراض مستعصية كالإيدز والسرطان وغيرها يكونون أكثر عرضه للانتحار من غيرهم .
الحاله الصحية النفسية : يعتبر المرض النفسى من أقوى الدوافع نحو الانتحار ويدل على ذلك الإحصاءات التالية:
- تزيد خطورة الإنتحار فى المرضى النفسيين من 3-12 مرة بالمقارنة بعموم الناس .
- نسبه الانتحار بين مرض الاكتئاب من 15 –18,9% وأخطر الحالات النفسية من ناحية القابلية للانتحار هى نوبات الاكتئاب الجسيم . والمكتئبون يكونون أكثر عرضه للانتحار فى بداية الشفاء حيث تتحسن قدرتهم على الحركة بسبب تأثير الدواء قبل أن تتحسن الحاله المزاجية بشكل كاف لذلك يصبح المكتئب قادراً على تنفيذ الانتحار من ذى قبل وأهم الأعراض التى تدفع المكتئب للانتحار هى انعدام الأمل وانعدام الحيلة ، وتظهران فى صورة أرق فى النوم ، وإهمال للنظافة الشخصية وضعف فى الذاكرة
- نسبه الانتحار بين مرضى الفصام ( الشيزوفرينيا ) 10% ووجد انه كانت توجد أعراض اكتئابية فى ثلثى مرضى الفصام المنتحرين .
- نسبه الانتحار بين المدمنين15%
- نسبه الانتحار بين حالات اضطرابات الشخصية تتفاوت حسب نوع اضطراب الشخصية ولكنها فى مجملها اعلى من عموم الناس .
وهناك مجموعتين رئيستين خطرتين : الأولى : مجموعه الاضطرابات النفسية ( الاكتئاب والفصام والإدمان) والثانية مجموعه مترددة بشكل متكرر على مستشفيات الطوارئ وهذه المعدلات للانتحار بين المرضى قد سجلت فى المجتمع الأمريكى ، وللآسف لا توجد إحصاءات كافيه فى المجتمعات العربية للمقارنة حتى الآن ، ولكن العاملون فى مجال الطب النفسى يلحظون ان معدلات الانتحار بين المرضى النفسيين فى تلك المجتمعات اقل بكثير من المعدلات الغربية ويفسر هذا بقوة العامل الدينى ووجود قدر كاف من الترابط الأسرى والاجتماعى .واختلاف معدلات الانتحار بين المرض النفسيين فى المجتمعات المختلفة تنفى فكرة الاضطرار للانتحار لدى المريض النفسى بسبب المرض وتؤكد فكرة أن قرار الانتحار تحيط به عوامل كثيرة يكون المرض أحدها .
هى أفضل مؤشر لمعرفة مدى خطورة الحاله . وحين ندرس المحاولات السابقة للانتحار فإننا نركز على شيئين هامين
للغاية :
أولاهما : نية المريض فى أن يموت ،وهى تظهر من خلال تعبيراته وسلوكياته والتى تبرز مدى رغبه الشخص وعزمه وإصراره على أن يموت .
ثانيهما : جديه المحاولة ، فمثلا إذا كان قد حاول ان يلقى بنفسه من الدور العاشر فى ظروف لم يكن أحد موجود بالمكان وإنما اكتشف مصادفة ، أو حاول قتل نفسه بمسدس أو إشعال النار فى جسده ، فكل هذه المؤشرات على خطورة وجديه المحاولة ، وهى مؤشر على ان هذا الشخص معرض وبشده للانتحار.
فقد وجد أن 40% من المكتئبين الذين انتحروا كانت لهم محاولة سابقه للانتحار . ووجد أيضاً أن 10% ممن قاموا بمحاولات انتحار قد انتحروا فعلاً فى خلال السنوات العشر التالية للمحاولة
11-الطقس : لا يوجد موسم معين خاص بالانتحار ولكن لوحظ زيادة بسيطة فى معدلات الانتحار فى الربيع والخريف
أصحاب هذه النظريات الأحداث لا يوافقون على ان للانتحار ديناميات نفسيه خاصة أو أن شخصيات معينه تكون اكثر عرضة للانتحار ، ولكنهم يعتقدون أننا يمكن ان نتعلم الكثير عن ديناميات الانتحار بشكل مباشر من تخيلات الأشخاص الذين قاموا بالانتحار لما سوف يحدث لهم إذا هم أقدموا على ذلك . ومن خلال الدراسات الإسترجاعيه لتاريخ الأشخاص المنتحرين وجد انه كانت لديهم التخيلات التالية :الرغبة فى الانتقام أو القوه والسيطرة أو العقاب . الرغبة فى التكفير أو التعويض أو التضحية أو العودة أو الهرب أو النوم أو الإنقاذ أو الولادة من جديد أو التوحد مع أحد الموتى الأعزاء أو الحياة الجديدة .وكما يبدو فان هذه الخيالات براقة ومغرية للشخص الذى ينوى الانتحار ، ويساعده على تنفيذها أو تفعليها أن يكون واقعاً تحت معاناة نتيجة فقد شخص أو شى عزيز أو نتيجة جرح نرجسى مؤلم ( كالفنانة التى فقدت اهتمام الناس بها نتيجة تقدمها فى السن ومرضها) أو يكون مشحوناً بمشاعر طاغية من الغضب والإحساس بالذنب ، أو يكون متوحداً مع شخص آخر منتحر ( كالشاب الذى انتحر بعد انتحار أخيه الأكبر الذى كان يحبه) . أما عمليات الانتحار الجماعية فيمكن تفسيرها بواسطة ديناميات الجماعة من الإيحاء والانقياد وضغط المجموعه والتوحد والمحاكاة .... الخ
الوراثة :
من الملاحظ اكلينيكيا أن هناك عائلات يكثر فيها الإنتحار والمثل الشهير لذلك عائلة إرنست همنجواى الروائى الشهير فقد انتحر همنجواى وانتحرت أخته وانتحر الأب قبلها ، وانتحر أشخاص آخرون فى العائلة . وبدراسة التوائم المتماثلة وجد أن هناك 9 حالات فقط انتحر فيها التوأمين من بين 51 حالة أى بنسبة تقترب من 20 % فى حين أن التوائم غير المتماثلة لم يحدث أى اتفاق فى الانتحار بين التوأمين . وهذا يشير إلى احتمالات الوراثة الجينية ولكن بشكل جزئى وغير حتمى ويحتاج إلى عوامل أخرى تؤكده . وقد وجد أن معدل الإنتحار فى أقارب الدرجة الأولى للمرضى النفسيين يزيد 8 مرات عن معدل الإنتحار بين سائر الناس .
ويمكن أن تكون الجينات الخاصة بالانتحار جينات منفصلة تؤدى إلى نوع من السلوك الإندفاعى من خلال اضطراب فى مستوى مادة السيروتونين فى المخ أو تكون هى نفس جينات الإضطرابات النفسية كالاكتئاب وإدمان المخدرات والفصام واضطرابات الشخصية .
الكيمياء العصبية :
اتضح من خلال الدراسات أن مستوى السيروتونين ينخفض فى مرضى الاكتئاب الذين يحاولون الإنتحار ويتم رصد هذا الانخفاض بقياس مادة ( 5 - هيدروكسى إندول أسيتيك أسيد ) فى السائل النخاعى وقد وجدت علاقة ارتباط بين انخفاض السيروتونين والسلوكيات الإندفاعية والعدوانية . ووجد فى بعض الحالات ارتفاع مستوى الكورتيزول فى البول ، وعدم استجابة الغدة الدرقية للتأثير المحفز
لهرمون TSH ..الخ.
تزيد معدلات الانتحار فى وجود الأمراض العضوية التالية :
السرطان : خاصة سرطان الثدى والأعضاء التناسلية .
أمراض الجهاز العصبى : مثل الصرع والتليف المتناثر ، وإصابات الرأس واضطرابات الدورة الدموية المخية ومرض هنتجتون والعته والإيدز . وقد وجد أن هذه الأمراض جميعاً يحدث معها اضطرابات فى المزاج .
اضطرابات الغدد الصماء : مثل مرض كوشنج ، فقد الشهية العصبى ، لزمة كلينفيلتر والبورفيريا
(أيضاً معها اضطراب فى المزاج ) .
اضطرابات الجهاز الهضمى : مثل قرحه المعدة وتليف الكبد ( لاحظ أن هذين الاضطرابين يمكن أن يوجدا أيضاً فى الكحوليين )
اضطرابات الجهاز البولى والتناسلى : مثل تضخم البروستاتا وحالات الفشل الكلوى والحالات الخاضعة للغسيل الكلوى .
الأدوية :
هناك الكثير من الأدوية المتداولة والتى يمكن أن تؤدى إلى حالات اكتئاب شديدة تكون مصحوبة برغبة فى الإنتحار فى أشخاص يعيشون حياه عادية ولا يوجد فى ظروفهم الخاصة والعامة ما يبرر هذا الاكتئاب وما يصاحبه من رغبه شديدة فى الانتحار . وللأسف فإن هذه الأدوية كثيرة التداول ومع ذلك لا ينتبه لتأثيرها الكثير من الناس ، ونذكر منها أدوية الضغط وأدوية القلب ومضادات الروماتيزم والكورتيزونات وأدوية علاج السرطان ...إلخ .
نحن لانملك أن نفعل شيئاً لأولئك الذين ماتوا منتحرين ، ولكننا نستطيع أن نفعل الكثير للأشخاص المعرضين للتفكير فى الانتحار أو محاولات الانتحار ، وخاصة أنه فى 70% فى حالات الانتحار كانت توجد علامات إنذار ولكن أحداً لم ينتبه إليها أو لم يدرك مدى خطورتها ، وهناك فترة حضانة لفكرة الانتحار قد تبلغ 3 شهور أو أكثر . وبناءاً على دراسات عديدة أجريت تم وضع علامات الخطر مرتبة حسب أهميتها كالتالى :
السن : كلما زاد السن عن 45 سنة كان ذلك مصدر خطر .
تعاطى الكحوليات : حيث تزيد نسبة الانتحار فيهم 50 مرة عن عموم الناس .
الاستثاره والغضب والعنف
محاولات انتحارية سابقة : خاصة إذا استخدمت فيها وسائل شديدة الخطورة كالأسلحة النارية أو السقوط من عل أو الشنق .
الذكورة : حيث أن الرجال أكثر إقداماً على الإنتحار كما ذكرنا من قبل .
رفض المساعدة .
طول مدة نوبة الاكتئاب أكثر من المعتاد .
تاريخ سابق للدخول فى مصحة نفسية .
فقد شئ غالٍ أو الافتراق عن شخص عزيز فى الفترة الأخيرة .
الاكتئاب خاصة نوبات الاكتئاب الجسيم .
فقد الصحة الجسمانية .
عدم وجود عمل أو الإحالة للمعاش .
شخص أعزب أو أرمل أو مطلق .
هؤلاء الأشخاص الذين يعيشون فى مثل هذه الظروف لابد وأن ننتبه إليهم وأن يسألهم الطبيب النفسى المعالج بشكل واضح وصريح عن أفكارهم نحو الموت ثم يستفسر عن أية خطط فى أذهانهم للانتحار ثم يستفسر عن محاولات الانتحار السابقة بالتفصيل ، ثم يبحث فى مصادر التدعيم الذاتية للشخص مثل إنجازاته الحياتية السابقة وبصيرته ومشاعره ثم مصادر التدعيم الاجتماعية مثل الأسرة أو الأصدقاء أو الجمعيات الخيرية المساندة ، وبناءً على ذلك يقرر الخطوات التالية المطلوبة لمساعدة هذا الشخص .
والعرضين الأشد خطورة هما الإحساس بفقدان الأمل (Hopelessness) والإحساس بقلة الحيلة (Helplessness) فإذا ظهر على أى شخص منفصلين أو مجتمعين وجب علينا الانتباه .
وأحياناً نجد أن الشخص الذى كان كثير الشكوى وكثير التهديد بالانتحار فجأة أصبح هادئاً ويبدو راضياً على غير عادته ولا يتكلم كثيراً ولا تبدو عليه علامات الاضطراب التى عهدناها فيه من قبل . هذه الحالة يجب أن تثير اهتمامنا لأن كثيرين ممن قاموا بالانتحار وصلوا إلى هذه الحالة من الهدوء والرضا بعد اتخاذهم قرار الانتحار وظلوا على هذه الحالة عدة أيام قبل التنفيذ ، وهذا مما يحير المحيطين بهم حيث يقولون :
"إنها كانت فى أحسن حالة فى الأيام الأخيرة ولم يكن يبدو عليها أى علامات اضطراب" .
وهناك عرض آخر يقوم به من قرروا الانتحار وهو الاتصال ببعض الأصدقاء وحين يرد الصديق لا يجد الشخص شيئاً يقوله فيضع السماعة ، أو يضعها قبل أن يتمكن الطرف الاخر من الرد . وكأنها صرخات استغاثة يائسة .
بعد دراسة تاريخ الحالة المرضى ودراسة عوامل التدعيم والمساندة المحيطة بالشخص والقيام بالفحوصات الطبية اللازمة يقرر الطبيب النفسى ، إذا كان المريض يحتاج لدخول مصحة نفسية أو أنه سوف يعالج من اضطراباته النفسية وهو وسط أسرته .
فإذا لم يكن هناك دعماً أسرياً كافياً ، أو كانت تصرفات المريض مندفعة وفجائية أو كان يعانى من اضطرابات نفسية شديدة ، أو كان غير قادر على تناول الطعام والشراب بشكل كاف ، فإن هذا المريض لابد وأن يوضع فى المصحة النفسية تحت ملاحظة شخصية لصيقة طوال الوقت ولا يترك وحده حتى أثناء النوم أو أثناء دخول الحمام ، لأن هذا المريض ينتظر أى لحظة مناسبة لتنفيذ فكرة الانتحار وبعضهم كان ينتظر تغيير دوريات التمريض أو لحظة دخول الحمام أو أى غفلة ولو قصيرة من فريق التمريض لينفذ الإنتحار وأثناء وجوده فى المصحة أو المستشفى يتم علاج الاضطراب النفسى الموجود بجرعات كافية ومؤثرة من الدواء بجانب العلاج النفسى المكثف والعلاج الإجتماعى المناسب والعلاج الدينى الذى يحيى فى المريض الأمل ويجعل خيار الإنتحار مستبعداً . وتتم مناظرة المريض عدة مرات يومياً بواسطة الفريق العلاجى ، ولا يسمح له بالخروج إلا بعد التأكد من زوال الأفكار والخطط الانتحارية واستقرار حالته النفسية . وإذا تقرر علاج المريض فى بيته فيجب أن يتأكد الطبيب من وجود الدعم والمساندة من الأسرة والملاحظة الكافية للمريض طوال الوقت واستبعاد أى آلات حادة أو أسلحة نارية أو حبال أو أحزمه أو أى شئ يمكن أن يقتل به المريض نفسه . ولا بد وأن يكون الطبيب متاحاً للمريض طوال الأربع وعشرين ساعة يومياً حيث يعطيه أرقام تليفوناته ليتصل به فى أى وقت وأيضاً يأخذ الطبيب كل أرقام تليفونات المريض وعنوانه لكى يستطيع التدخل فى حالات الطوارئ . وتتلخص خطة العلاج سواء فى المستشفى أو خارجها فى ثلاث نقاط : الأولى : تخفيف الألم النفسى بكل الوسائل ، الثانية : التدعيم والمساندة ، الثالثة : إعطاء بديل للانتحار .
وفى المجتمعات ذات الدوافع الدينية القوية ، من المفيد جداً أن نساعد المريض بأن يغير تصوراته وتخيلاته نحو الإنتحار ، ففى التعاليم الدينية زجر وتخويف من خيار الإنتحار وبدلاً من كونه نوع من الراحة والخلاص فى خيال المريض نجد أن التصور الدينى يجعله مصيراً مخيفاً حيث يخلد المنتحر فى جهنم ويتعذب بالوسيلة التى استعملها فى الإنتحار ، وهذا التصور وحده يعكس المنظومة الانتحارية برمتها ويغلق باب الخيار الانتحارى ، وفى ذات الوقت يفتح باب أمل فى رحمة الله والأمل فى تفريج الكربات مهما اشتدت ، وأن الله قادر على كل شئ حين يعجز البشر ، وأن الدنيا دار ابتلاء واختبار وأن الصبر والرضا فضيلتان جزاؤهما الجنة ، وأن لا شئ يحدث عبثاً فى هذه الدنيا ، بل كل شئ يدور فى هذا الكون بمراد الله وحكمته ، وأن الله الذى منح الإنسان هذه النفس هو وحده الذى يقرر متى يقبضها .
المصدر: د .محمد المهدى / واحة النفس المطمئنة
الانتحارانواع واسباب
الإنتحار طريقة