ايران الطبيعة تعانق التاريخ
مدينة بيشابور التاريخية
تقع على مسافة ۲۵ كم غرب مدينة كازرون، وقد تم بناء هذه المدينة في عام ۲۶۶م من قبل الملك شابور الاول، وتتألف هذه المدينة من ثلاثة اجزاء. الجزء الرئيس محصور بحصار متين ويحتوي على المباني الحكومية والمعابد. واهم هذه المباني: معبد آناهيتا، قاعة المراسم، فناء وايوان الموزائيك وقصر فالرين. الجزء الثاني يتألف من قلعة دختر الذي يقع على احد التلال المطلة على المدينة، وتستخدم كبرج مراقبة وحراسة للمدينة.
اما الجزء الثالث فيقع خارج الحصار وأهم الآثار الموجودة، المسلات، مدرسة من عصر البويهيون، دار الامارة، مسجد والحمامات وهذه الآثار تعود الى العصر الاسلامي. وكانت هذه المدينة مزدهرة حتى القرن الخامس الهجري.
الرسوم البارزة في معبر جوكان الجبلي
بالقرب من بقايا مدينة بيشابور التاريخية يوجد معبر «ممر» جبلي باسم معبر جوكان، ويوجد على طرفي المعبر رسوم بارزة نحتت على الصخور وهي ذات قيمة كبيرة تمثل معارك وحروب الملوك الساسانيين. وتوجد ستة رسوم، ثلاثة منها تمثل انتصارات الملك شابور الاول الساساني والثلاثة الثانية تمثل انتصار الملك بهرام الثاني على قطاع الطرق العرب ومراسم تتويج بهرام الاول وانتصار شابور الثاني على اعدائه.
رسم او نقش رجب
كما يوجد داخل كهف صغير في احد الجبال الذي يقع على مسافة ثلاثة كيلومترات من تخت جمشيد بعض الرسوم البارزة التي تمثل العصور الاولى من الامبراطورية الساسانية، فهي تمثل مراسم تتويج الملك اردشير بابكان ورسم يمثل شخص يدعى كريتر وهو احد اكبر زعيم روحي للزرادشتيين، ورسم آخر يمثل الملك شابور الاول وافراد حاشية وكذلك رسم آخر يمثل مراسم تتويجه.
رسم او نقش رستم
يقع بالقرب من تخت جمشيد وعلى امتداد جبل استخر توجد رسوم بارزة على جدار الجبل تعود الى حقبة العيلاميين والاخمينيين والساسانيين، وتمثل الرسوم بعض الاحداث وصور الملوك واقامة المراسم الدينية ومراسم التتويج. وتوجد مقابر منحوتة في الجبل. كما تمثل الرسوم حروب وانتصارات وبطولات البطل الفارسي الاسطوري «رستم زال»، لذلك اطلق على هذا المكان اسم رسم او نقش رستم. وقد اطلق المستشرقون الاوروبيون اسم نكروبوليس او مدينة الاموات على هذا المكان.
تمثال كهف شابور
وهو كهف كبير يقع على مسافة اربعة كيلومترات من مدينة بيشابور، ويوجد امام بوابة الكهف تمثال عظيم يمثل الامبراطور شابور الاول الملك الساساني، وقد تم نحت التمثال من قطعة صخر كبير في الكهف. ويمثل هذا التمثال احدى عجائب الفن في العصر الساساني ويبلغ ارتفاع التمثال ۷۰م. وبقى رأس وجسم التمثال سليما لكن الايدي والارجل محطمة. ونظرا لثقل التمثال فقد انقلب وبقى هكذا حتى عام ۱۳۲۶ه حيث تمكنت قوات الجيش في فارس من اعادة التمثال الى مكانه الاصلي.
قلعة كريم خان
ان كريم خان هو مؤسس الدولة الزندية، واصبحت مدينة شيراز عاصمة لامبراطوريته، وقد تطورت مدينة شيراز كثيرا في عصره. وتعتبر قلعة كريم خان من اهم واضخم المباني في ذلك العصر، ولا تزال القلعة قائمة حتى اليوم في وسط مدينة شيراز. وقد كانت القلعة بمثابة دار للسكن ولحكومة كريم خان وخلفائه من الاسرة الزندية، وقد تهدم الكثير من اجزاء القلعة بمرور الوقت ولم يتبق اليوم سوى البناء الرئيس من القلعة. وهذا البناء على شكل مربع تبلغ مساحة ۴۰۰ متر مربع ويقع في ارض تبلغ مساحتها ۱۲۸۰۰ مترمربع، ويبلغ ارتفاع البناء ۱۲مترا ويبلغ ارتفاع زواياه ۱۴مترا. ويزين القسم العلوي من البوابة قطع القيشاني المرسوم عليها احداث مقتل الغول الابيض على يد البطل الاسطوري رستم، قطع القيشاني والرسم يعود الى عصر الدولة القاجارية التي اضيفت الى البناء بعد سقوط الدولة الزندية. ويوجد داخل القلعة عدة مباني. البناء الشمالي شتوي والجنوبي صيفي اما البناء الغربي فيتم استخدامه في الفصول الاربع. وقد طرأت تحولات كثيرة على هذه المباني بمرور الوقت، ولكن اجريت عليها عمليات الترميم والاصلاح، وقد عادت المباني الى سابق عهدها تقريبا، لكن غالبية الرسومات والزخارف وقطع القيشاني قد تهدمت.
سوق وكيل
لقد كان الملك كريم خان يلقب ب «وكيل الرعايا» بدل لقب الملك، لذلك اطلق على السوق هذا الاسم. وبعد ان استقر الحكم لكريم خان، امر ببناء العمارات والكثير من المباني في مدينة شيراز، لذلك فان غالبية مباني شيراز تنسب الى عهده، ومن بين هذه الآثار الباقية، سوق قديم وشهير يدعى سوق وكيل، ويقع السوق في حي الامير جوار جامع وكيل ويتألف من العديد من الحجرات. ومن خصائص هذا السوق. جماله وهندسته المعمارية الفريدة، واتساعه واتساع اقواس مداخله وارتفاعها، ومن مميزات هذه الاقواس، جعل الطقس في فصل الشتاء دافئا وفي الصيف لطيفا، وبالرغم من ان تاريخ هذا السوق يعود الى اكثر من ۲۰۰ سنة مضت، الا انه لم يتعرض الى اي تخريب او هدم وقد حافظ على طابعه منذ ذلك الحين.
المساجد
مسجد او جامع وكيل
ويقع هذا المسجد بالقرب من متحف بارس وغرب سوق وكيل، واحد اجمل المساجد التي شيدت بعد العصر الصفوي. ويتميز المسجد بخصائص قلما نجدها في المساجد الاخرى. ولقد انتهى العمل في بناء هذا المسجد عام ۱۱۸۷ه . لكن غالبية التزئينات والزخارف بواسطة قطع القيشاني قد تمت خلال عهدي الملك فتح علي شاه وناصرالدين شاه من الاسرة القاجارية.
مسجد نصير الملك
ويقع المسجد وسط شيراز في حارة العرب وجنوب شارع لطفعلي خان، وقد تم بناؤه في الفترة من ۱۲۹۳ وحتى ۱۳۰۵ه وهو اهم مزار في شيراز، وهذا المزار هو مدفن ميرسيد احمد بن الامام موسى بن جعفر الكاظم«ع» وشقيق الامام علي بن موسى الرضا«ع» وقد جاء ميرسيد احمد الى مدينة شيراز ايام خلافة المأمون العباسي، وبعد استشهاد الامام الرضا«ع» استشهد هو كذلك، وهذا المزار يتألف من بوابتين، البوابة الاولى مصنوعة من الفضة ومعروفة ببوابة ظل السلطان، وتفتح هذه البوابة على الايوان، وقد تم تزئينها باعمال المينا.
الثانية هي البوابة القديمة وقد تم نقلها الى متحف آستانة. ومن مميزات هذا المزار، تزئينات الجداران بقطع المرايا الصغيرة والكتابة بالجص والزخارف الموجودة على الابواب الفضة بالاضافة الى الرواق والضريح. اما الفناء فيحتوي على متحف يشتمل على صالة كبيرة. اما الاشياء النفيسة الموجودة فهي المتحف في عبارة عن مصاحف قيمة ومخطوطات قديمة وفنون جميلة.
مقبرة سعدي
وهو احد شعراء القرن السابع الهجري وكان يكتب شعرا ونثرا. ولد سعدي في مدينة شيراز وكان رحالة مشهورا في عصره فقد سافر الى بلدان عدة. وقد اجريت العديد من الاصلاحات والترميمات لمقبرة سعدي على مر القرون الماضية. وفي عام ۱۱۸۷ه . بنى كريم خان زند بناءا من طابقين فوق المقبرة، والبناء الحالي تم بناؤه عام ۱۹۵۲م باشراف لجنة الفنون الوطنية. والبناء الحالي على شكل مثمن ويتكون من سقف مرتفع ومرصع بقطع القيشاني. وفي مقابل البناء يوجد ايوان جميل. وقد عثر اثناء ترميم بناء المقبرة على شاهد قبر اكدت الشواهد فيما بعد بان هذا الشاهد هو شاهد قبر سعدي الاصلي، ويتم حاليا الاحتفاظ به في متحف «هفت تنان».
منظمة التراث الثقافي والسياحي