• عدد المراجعات :
  • 2472
  • 4/19/2007
  • تاريخ :

سيدونيا.. وجه جديد للكوكب الأحمر

سيدونيا.. وجه جديد للكوكب الأحمر

القصة كلها بدأت قبل أكثر من ثلاثين عاماً بقليل وألهبت حينها خيال الحالمين والمولعين بنظرية المؤامرة الذين اعتقدوا بوجود حياة عاقلة خارج الأرض، وتحديداً على كوكب المريخ، واليوم تميط مركبة فضاء أوربية اللثام عن الوجه المريخي الغامض الذي شغل الكثيرين كل هذه السنين.

في 25 يوليو 1976، أرسلت مركبة الفضاء فايكنج 1، التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)، صورة رائعة لجبل على سطح المريخ بدت وكأنها وجه إنساني بأنف وعينين وفم.

وقد لاحظ علماء ناسا ذلك. وعلى الرغم من أنهم أدركوا أن هذه الملامح مجرد وهم وخداع بصري، فإنهم أرفقوا الصورة التي بثوها إلى وسائل الإعلام بالتعليق التالي: "البقع الظاهرة في الصور تعود إلى بيانات مفقودة، بسبب مشاكل في إرسال البينات الفوتوغرافية من المريخ إلى الأرض. وهذه البيانات المفقودة مسؤولة عن البقع التي كونت إحدى العينين والأنف في الصورة التي تشبه وجهاً إنسانياً قرب مركز الصورة. أما الظلال في التكوين الصخري فهي المسؤولة عن تكوين صورة الأنف والفم. ويعزو علماء جيولوجيا الفضاء أصل التكوين إلى عمليات طبيعية تماماً".

ومع ذلك، سرعان ما ظهرت أسطورة قوية قالت إن الوجه المريخي ليس سوى بناء اصطناعي شيدته حضارة قديمة. وتزعم هذه الأسطورة أن الوجه الذي احتل وسط الصورة أحاطت به عدة أهرام وهي أيضاً تكوينات طبيعية.

لكن كل هذا تبدد بعد ثلاثين عاماً مع الصور الجديدة الرائعة التي أرسلها مسبار الفضاء الأوروبي مارس إكسبريس، التابع لوكالة الفضاء الأوربية (إيسا)، والتي بينت على نحو قاطع أن الملامح في الصورة القديمة ليست سوى تكوينات جيولوجية طبيعية.

وقد قام مارس إكسبريس بتصوير منطقة سيدونيا، التي يقع في وسطها التكوين الصخري المعروف باسم "الوجه المريخي". وتضمنت الصور، التي التقطتها الكاميرا الإستيريو العالية الوضوح على متن المسبار، بعض أروع اللقطات التي حصلنا عليها لسطح المريخ حتى الآن. وقد جمع مارس إكسبريس هذه البينات خلال دورته رقم 3253 حول المريخ فوق منطقة سيدونيا، مع درجة وضوح أرضي 7/13 متر لكل بيكسل، وفقاً للبيان الصحفي الذي بثته إيسا على موقعها على الإنترنت.

ويقول د.أوجستين شيكارو، أحد علماء مشروع مارس إكسبريس في إيسا: "هذه ا لصور لمنطقة سيدونيا على المريخ مدهشة حقاً. فهي تقدم ليس فقط صورة جديدة ومفصلة تماماً لمنطقة تتمتع بشهرة كبيرة بين عشاق أساطير الفضاء حول العالم، بل وتزودنا بصورة مقرّبة رائعة لمنطقة شديدة الأهمية لعلماء جيولوجيا الكواكب، وتظهر مجدداً الإمكانات العالية لكاميرا المسبار مارس إكسبريس".

وقد واجه العلماء صعوبة في التقاط صورة واضحة للمعلم المريخي الموجود في منطقة في منتصف الشطر الشمالي من المريخ تعرف باسم "سيدونياط. وتمثلت تلك الصعوبة بارتفاع المسبار عن الوجه أو في وجود سحب من الغبار والزوابع التي تغطيه. وقد استخدم المسبار الكاميرا الإستيريو العالية الوضوح لتصوير الوجه ومعالم جيولوجية أخرى بالأبعاد الثلاثة.

ويستلزم من أجل توليد تلك الصور تدخل خبراء التصوير في وكالة الفضاء الألمانية لإجراء عمليات تجمع صوراً مسطحة وأخرى فوقية لتوليد صور ثلاثية الأبعاد بحيث يشعر الناظر بأنه يطير فوق الوجه بطائرة مروحية.

وتقع سيدونيا في منطقة تعرف باسم الأرض العربية، وهي تقع في منطقة وسطى بين المرتفعات الجنوبية والسهول الشمالية على كوكب المريخ. وتتسم هذه المنطقة الوسطى بوجود وديان فسيحة مليئة بالركام وجبال نائية منعزلة مختلفة الأشكال والأحجام.

وأحد هذه الجبال هو "الوجه المريخي" الذي صورته فايكنج1 في العام 1976. وعلى الرغم من أن العلماء يعرفون منذ البداية أن الوجه المريخي ليس سوى تشكيل طبيعي على سطح الكوكب الأحمر، فإن اهتمامهم بمنطقة سيدونيا يعود لأهميتها الجيولوجية الكبيرة. فالانزلاقات الأرضية التي تملأ المنطقة والصخور الكثيرة المتناثرة توحي بأن المنطقة تعرضت لتغيرات جيولوجية حادة وعنيفة ستساعد قراءتها على معرفة التاريخ الحقيقي للكوكب الأحمر.

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)