• عدد المراجعات :
  • 2782
  • 2/6/2007
  • تاريخ :

صلاة الليل تقرب العبد إلى ربه

عن ابن أبي يعفور عن أبي عبدالله الصادق (ع) قال: قلت له: أخبرني جعلت فداك أي ساعة يكون العبد أقرب إلى الله والله قريب منه؟ قال: إذا قام في آخر الليل والعيون هادئة حتى يتوضأ بأسبغ وضوء ثم يجيء حتى يقوم في مسجده فيوجه وجهه إلى الله ويصف قدميه ويرفع صوته ويكبر وافتتح الصلاة فقرأ أجزاء وصلى ركعتين وقام ليعيد صلاته ناداه مناد من عنان السماء عن يمين العرش: أيها العبد المنادي ربه إن البر لينشر على رأسك من عنان السماء والملائكة محيطة بك من لدن قدميك إلى عنان السماء والله ينادي عبدي لو تعلم مَن تناجي ما انفتلت. قال: جعلك فداك يا ابن رسول الله ما الانفتال؟ قال: تقول بوجهك وجدك هكذا ثم ولّى وجهه.

ولعل مراد الإمام (ع) بالانفتال أن يكني عن انصراف القلب وتوجهه لغير الله الذي قد يحدث للانسان الغافل عند الصلاة لا الانسان العارف بمكانة الصلاة وهو مشغول بمناجاة الله ودعائه.

وذلك لأن من أعظم الأوقات التي تجعل الانسان ينشد إلى طاعة الله تعالى هو جوف الليل بما له من قدسية خاصة تجعل من كيان الانسان ينصهر أمام تلك العظمة فمرة يستغفر ومرة يدعو ومرة يستغيث لأن صفاء الليل وسكوته يجعل من العبد قريب من معبوده ولا يتحقق ذلك الانشداد الطبيعي إلا في تلك الساعات الهادئة ولذلك أشارت كان إليه فكان يأنس بسواد الليل ووحشته وما فيه من سمات روحية تجعل روح العبد قريبة من الله تعالى.

الشيخ مجيد الصايغ

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)