شعب مصر هو الخاسر الرئيسي
عندما کان الجيش حاضراً طوال تلک الأيام في الشوارع حيث کانت الإشتباکات مندلعة ومکاتب الأخوان تحرق لم نسمع منه کلمة حول العبث بالأمن وبث الفوضي, ...
لکننا نراه اليوم يطالب الأخوان المسلمين بأن ينهوا تجمعاتهم السلمية في رابعة العدوية وإلا سيعتبر هذا الأمر إخلالاً بأمن المجتمع وسيقوم بقمع هذه التجمعات!
والطريف في الأمر أن هذا الأمر حدث بعد مقتل أکثر من 120 مسلم مصري.والأنکي من ذلک أن الجيش قد طلب من معارضي مرسي النزول إلي الشارع من أجل إضفاء الشرعية علي عمله الوحشي والدموي ! وقد کان هذا امتحاناً صعباً ومصيرياً أثبت أن بعض المعارضين المصريين الغير ديمقراطيين يريدون الوصول إلي السلطة ولو بقوة الجيش.
يحاول السيسي الذي يعتبر صنيعة أمريکا وصديقاً للإسرائيليين أن يطمئن إسرائيل قليلاً بمساعدة الغرب من خلال حرب نفسية يمارسها ضد الفلسطينيين وخاصة حماس المقربة من الأخوان المسلمين وتضييق الخناق عليها!
الأمر المهم هنا والذي يحدد مستقبل مصر هو هل سيقبل المصريون هذه المرة بديکتاتورية جديدة هي ديکتاتورية الجيش,أم من المفروض أن تنطلق الديمقراطية الجديدة في مصر بخطوات صحيحة؟!
إذا حصلت الإنتخابات القادمة وأدلت الأکثرية بأصواتها لصالح الإسلاميين فهل ستتکرر الإحتجاجات في الشوارع,وهل سيستمر العلمانيون الذين يعارض بعضهم سلطة الدين في البلاد والذين لا يلتزمون حتي بشعاراتهم العلمانية نفسها بالفوضي والإحتجاج؟!
من البديهي أن السبيل الوحيد للخروج من الوضع الحالي هو القبول بآداب الحياة الجماعية واحترام رأي الأکثرية.يجب أن لا يسمح أي تيار لنفسه أن يصنف الناس ويعتبر أن البعض أعلي من بقية الناس!
إن الخاسر الوحيد من استمرار هکذا وضع هو الشعب المصري!
إن إلقاء نظرة علي الوضع الإقتصادي ومشاکل المعيشة المصرية في الظروف الحالية يظهر أهمية الوحدة واحترام رأي الأکثرية من أجل بناء مصر ومعالجة مشکلاتها,وأن يأخذ الجميع بعين الإعتبار المصالح المصرية المشترکة ومساعدة أي شخص يصل للسلطة بأصوات الشعب ليتم معالجة هذه المشکلات بأسرع وقت ممکن.إن شاء الله.
المصدر: قدس اونلاين