يصادف في مثل هذا اليوم الذكرى السنوية لاسقاط طائرة الركاب الايرانية
أحيت طهران ، الذكرى الثالثة والعشرين لإسقاط البحرية الأميركية طائرة مدنية إيرانية، ما أسفر عن مقتل جميع ركابها، متهمة واشنطن بارتكاب هذه «الجريمة البشعة عن قصد» للتأثير في الحرب الدائرة حينذاك مع العراق.
وفي 3 تموز (يوليو) 1988، وخلال الحرب بين إيران والعراق، أسقطت حاملة الطائرات الأميركية «يو أس أس فنسنس» طائرة ركاب إيرانية فوق مياه الخليج ، ما أدى الى مقتل ركابها الـ290، بينهم حوالى 70 طفلاً.
وکانت الطائرة في رحلة عادية من ميناء بندرعباس جنوب ايران الى دبي، حيث تعرضت لهجوم صاروخي من قبل الفرقاطة الاميرکية "فينسنس" فوق مياه الخليج الفارسي ما ادى الى اصابتها وسقوطها بالقرب من جزيرة هنغام.
وکان رکاب الطائرة من جنسيات مختلفة، ففضلا عن الايرانيين، کان هنالک على متنها رعايا من الامارات والهند وباکستان ويوغسلافيا السابقة وايطاليا، وقد استشهد جميعهم وحتى لم يتم العثور على جثث بعضهم.
ان تلک الجريمة کانت مۆلمة للغاية لکن الاکثر ايلاما هو دفاع المسۆولين الاميرکيين عما جرى ومنح نوط الشجاعة لقائد الفرقاطة، والاکتفاء بالاعتراف فقط بحدوث خطأ ما.
وعلى اثر الجريمة رفعت الجمهورية الاسلامية الايرانية بسبب هذا الانتهاک الاميرکي الصارخ للقوانين الدولية الجوية، شکوى الى مجلس الامن الدولي ومجلس الايکاو (منظمة الطيران المدني الدولي).
ومن ثم عقد مجلس الامن اجتماعا في 16 تموز/يوليو من العام ذاته واصدر القرار المرقم 616 .
وبنظرة الى ذلک القرار نرى بانه لم يستوف حقوق الشعب الايراني کما ينبغي، حيث اکتفى بالاعراب عن الاسف "العميق" بطبيعة الحال!، ومجرد "المواساة" لذوي الحادث والترحيب بتشکيل فريق للبحث والتقصي لدراسة جميع جوانب القضية.
کما ان مجلس الايکاو لم يتخذ اي اجراء لترضية الراي العام واکتفى بالاعراب عن المواساة وحتى انه امتنع عن ادانة هذه الجريمة الاميرکية.
وفضلا عن الشکوى التي رفعتها ايران لمجلس الامن الدولي ومجلس الايکاو فقد رفعت کذلک شکوى الى محکمة لاهاي الدولية.
وهنا لابد من ذکر عدد من الامور حول هذه الجريمة الاميرکية:
- حينما تعرضت طائرة الايرباص الايرانية للصاروخ الذي اطلقته الفرقاطة الاميرکية فينسنس، کانت في اجواء الجمهورية الاسلامية الايرانية.
- اميرکا کانت على علم تام بنوع الطائرة وکونها مدنية وفي رحلة جوية طبيعية.
- لم تتحمل الحکومة الاميرکية ابدا مسۆولية اسقاط الطائرة لکنها تحملت المسۆولية عمليا بدفعها غرامة بسبب ما قامت به.
- ويليام روجرز قائد الفرقاطة فينسنس تسلم حين تقاعده من الخدمة نوط الشجاعة من يد الرئيس الاميرکي السابق جورج بوش.
- لم تتم ملاحقة اي من طاقم الفرقاطة فينسنس بسبب هذه الجريمة، وبدلا عن ذلک جرى منحهم جميعا اوسمة الاستحقاق العسکري لاستکمال رحلتهم في منطقة حربية.
- الاميرکيون وبغية التهرب من جريمتهم الغادرة هذه طرحوا مزاعم خاوية من ضمنها انه کانت هنالک طائرة حربية مختفية وراء طائرة نقل الرکاب الايرانية الايرباص وان هذه الاخيرة کانت في مهمة انتحارية.
- بعد الشکوى التي رفعتها ايران الى محکمة العدل الدولية في لاهاي، ارغمت الحکومة الاميرکية على دفع غرامة قدرها 55 مليون دولار لاسر الضحايا بالاضافة الى 40 مليون دولار بسبب اسقاط الطائرة.