العودة للمربع الاول , لا ثم كلا
حجم المشاريع والمخططات التامرية التي مرت على العراقيين ومنذ سقوط نظام المقبور صدام والتي تستهدف العملية السياسية برمتها من أجل اسقاطها واعادة الاوضاع في العراق الى ما قبل 2003 والتي اتخذت أشكالا وألوانا مختلفة من حالات القتل والابادة الجماعية من خلال العمليات الارهابية القذرة الى اشعال نار الفتنة الطائفية والعرقية وعرقلة اقرار المشاريع والقوانين التي تضع هذا البلد في مقدمة البلدان ومن نواح عدة.
ويوم بعد يوم يتضح او تنكشف الصورة لكل الذين يتابعون الشأن العراقي ان هذه القضايا لم تكن نابعة من الداخل العراقي بل ان هناك أياد وعوامل خبيثة تضافرت جهودها في هذا المجال خاصة الذين كانوا يحكمون لعقود من الزمن ووجدوا أنفسهم خارج دائرة القرار مما شكل لهم صدمة نفسية لم يستطيعوا تجاوزها لذلك فانهم أصبحوا وللاسف أدوات او وسائل لتنفيذ ارادات بعض الدول الاقليمية ليكونوا معولا بيد هۆلاء لتدمير بلدهم والتقارير المستفيضة في هذا المجال والتي كانت تتوارد يوم بعد يوم تعتبر اكبر دليل على ما ذهبنا اليه .
الا ان هناك بعض الدول المجاورة للعراق والتي وجدت في سقوط النظام الصدامي فرصة لان يدير الشعب العراقي شۆونه بيد ابنائه لذلك فانها بذلت كل جهدها ومساهماتها الايجابية في ان تأخذ المسيرة طريقها الى الامام وكانت الجمهورية الاسلامية على رأس هذه الدول اذ انها لم تألو جهدا في تقييم كل ما يمكن تقديمه من أجل أن تستمر هذه المسيرة وقد ساهمت في تذليل الكثير من العقبات التي واجهت العملية السياسية وذلك بتقريب وجهات نظرالساسة العراقيين وأخماد فتيل بعض الازمات التي كادت ان تعصف بها بالاضافة الى تقوية البنية الاقتصادية العراقية من خلال الدعم التجاري وغيره.
وكذلك وفي هذا السياق لايمكن ان نتجاهل دور المرجعية العليا الرشيدة التي أرست بعض المبادئ المهمة في توحيد الرۆى والصفوف من أجل ان لا يقع العراق فريسة مطامع ومصالح اعدائه وكان لها دورا ايجابيا لا زالت معالمه بارزة على الساحة العراقية.
الا ان ومن الطبيعي جدا ان اعداء العملية السياسية سواء كان من فلول النظام السابق من البعثيين وبعض السياسين الذين باعوا انفسهم لبعض الدول الاقليمية بثمن بخس والتي أتاحت لهم فرص الديمقراطية ان يحتلوا بعض المواقع التي تسمح لهم بالتحرك أخذوا يضعون العصي في دولاب العملية السياسية من أجل اخفاقها الا ان الشعب العراقي الذي امن بهذه العملية وقدم لها الدعم اللازم أجهض هذه المحاولات بحيث لم يدع مجالا لهۆلاء من النيل من مسيرته الجديدة .
و اليوم ونحن نرى ان العراق يتعرض لهزة سياسية عنوانها التظاهر للمطالبة بتحقيق بعض المطالب المشروعة الا انه وبعد مضي بعض الوقت اتضخ ان الموضوع قد اخذ منحى اخر بدأ يهدد العملية السياسية برمتها من خلال مطالبات المتظاهرين المأجورين بالغاء الدستور والغاء العملية السياسية وهو ما يعود بنا الى المربع الاول والذي ذكرناه انفا .
ولذلك لم يجدوا سوى اقلاق الوضع من خلال الاستمرار بالتظاهرات ونقلها من مدنهم الغربية الى بغدد من خلال الدعوات التي اطلقها بالدعوة الى التظاهر في بغداد العاصمة الا ان الاوساط السياسية والاعلامية العراقية وغيرها اكدت ان الامر لم يقف عند التظاهرات بل ان وراء الامر خطة مبيتة تهدف الى زرع الفتنة بين ابناء الشعب العراقي واشعال نارها من أجل ان تكون خير وسيلة لتحقيق الاطماع المعدة.
و بنفس الوقت أكدت أوساط مطلعة ان الفشل الذريع الذي منيت به بعض الدول الاقليمية المعادية للعملية السياسية قد وجدت في هذا التحرك هو الاطلاقة الاخيرة التي قد يمكن من خلالها ان يحققوا اهدافهم الا اننا على يقين ان وعي الشعب العراقي الذي عانى ما عانى من ظلم واضطهاد وقدم الشهداء على طريق الحرية والانعتاق لا يمكن ان يسمح لهذه الفتنة ان تنال منه وانه سيفشلها كما افشل سابقاتها وسيرتد كيد الحاقدين ومن معهم الى نحورهم وقد قيل ان "رب ضارة نافعة" ولذلك فستكون هذه الازمة الفيصل في وأد كل المۆامرات والاحقاد في مهدها والى غير رجعة وان تفتح الافاق نحو مستقبل زاهر للعراق والعراقيين.