الأديب غونتر غراس: اسرائيل اكبر تهديد للسلام العالمي
فجر الأديب الألماني الكبير غونتر غراس مفاجأة لم تعهدها الأوساط السياسية والثقافية في بلاده التي ترتبط بعلاقات خاصة مع إسرائيل، واتهمها في قصيدة له نشرت مؤخراً بأنها تمثل التهديد الحقيقي للسلام المهترئ في العالم.
وهاجم الأديب غراس حكومة المستشارة أنجيلا ميركل لإهدائها غواصة فائقة التطور وقادرة على حمل رؤوس نووية إلى نظيرتها الإسرائيلية قبل أيام.
وطالب غراس الذي يوصف بضمير ألمانيا وعميد أدبائها بفرض رقابة دولية فورية وشاملة على الأنشطة النووية الإسرائيلية، والسماح لإيران بمواصلة برنامجها النووي بإشراف سلطة دولية.
وجاءت اتهامات ومطالبات غراس الحائز على جائزة نوبل للسلام عام 2000 عبر قصيدة بعنوان "ما يتحتم قوله" نشرت بصحف زود دويتشه تسايتونغ الألمانية ولاريبوبليكا الإيطالية ونيويورك تايمز الأمريكية.
واستهل الأديب الألماني العالمي قصيدته بتساؤل وجهه إلى نفسه قائلا "حديثي الآن بهذا العمر المتأخر وبقطرات حبر قلمي الأخيرة عما هو معروف عن دولة تمتلك أعدادا متزايدة من الرؤوس النووية المتحللة من أي رقابة في العالم".
وعبر غراس عن تضامنه مع إيران، وقال إن "إسرائيل ذات القدرات النووية الواسعة هي التي تمثل الخطر الوحيد على السلام العالمي المهترئ وليس إيران التي لا يوجد أي دليل على امتلاكها أسلحة نووية".
وحذر غراس من إمكانية تسبب التضامن الألماني والغربي غير المحدود مع إسرائيل في تشجيع الأخيرة على توجيه ضربة عسكرية يمكن أن تكون نووية ضد إيران.
في السياق ذاته انتقد غراس إهداء بلاده غواصات فائقة التطور لإسرائيل وحذر من أن قدرة هذه الغواصات على إفناء كل ما يصادفها في بلد لا يوجد دليل على امتلاكه أسلحة نووية "سيجعل المصدرين لهذه الغواصات مشاركين بهذا الجرم عند حدوثه".
وفي أول رد فعل على قصيدة غراس شن الكاتب اليهودي المثير للجدل هينريك برودر هجوما حادا على الأديب الألماني، واعتبر في مقالة كتبها بعنوان "مضطرب وشاعر" بصحيفة دي فيلت المعروفة بتأييدها المطلق لإسرائيل أن وصية غراس السياسية تظهر أن لديه مشكلة مستمرة ودائمة مع اليهود.
من جانبها اعتبرت السفارة الإسرائيلية في ألمانيا أن قصيدة غراس تأتي في إطار سلسلة من الأحكام المسبقة وتتسم بالعداء للسامية.
في المقابل رأى النائب في البرلمان الألماني عن حزب اليسار المعارض فولفغانغ غيركا أن غونتر غراس أصاب في كل ما قاله، وقال في بيان صحفي إن غراس امتلك الشجاعة للحديث عما فرض عليه صمت مطبق على قطاع واسع في ألمانيا.
واعتبر النائب اليساري أن ما قاله غونتر غراس "مخجل للسياسة الألمانية المشغولة بحساب التداعيات الدبلوماسية للضربة الإسرائيلية المتوقعة على إيران بدلا من العمل على منع وقوع هذه الحرب".