عطاء المواكب والهيئات الحسينية
كما أن للعاطفة الدور الفعال والمۆثر في إيصال القيم التي قام لأجلها الإمام الحسين (ع)؛ كذلك للحماسة، والجهد، والعمل، والإنفاق المتواصل في خدمة الزائرين له الأثر ذاته في الوصول إلى الهدف المذكور..
الحديث عن المواكب والهيئات الحسينية، والتي لها اليوم الفضل الكبير في إتمام مراسيم العزاء الحسيني، فهي من أسباب تجدد هذا الزحف المليوني إلى قبر الإمام الحسين (ع) في كل عام، فنرى هذه المواكب والتكايا وهي تبدع في تقديم الخدمات للزائرين، والتي تعجز عن تقديمها بعض ميزانيات الدول المتقدمة!
فلم تعد تقتصر خدمة الزائر على تقديم الطعام بألوانه، والشراب بأنواعه فحسب، بل تعدى الأمر ذلك، فهناك مواكب خصصت للاستراحة، والنوم، والتدليك، وشحن الهواتف النقالة، وحتى لتنظيف أحذية الزائرين.
هذا العطاء، والكرم العظيم من قبل أصحاب المواكب والهيئات إنما هو ببركات ورعاية الإمام الحسين (ع)، لذلك ينقل لنا أصحاب هذه المواكب والهيئات أن الأموال التي يۆمنون بها احتياجات الموكب وكل ما يختص بها تأتيهم باسم الإمام الحسين (ع)، وان هناك يد خفية وراء نمو هذه الأموال في كل عام.
إن الإمام الحسين (ع) أكرم الخلق، لأنه أعطى مهجته وأهل بيته وأصحابه في سبيل رسالة جده، ومن أجل رضا الله، ولكي تبقى الشريعة الإلهية هي الحاكمة بين الناس، ولكي يبقى القرآن الكريم مرجعهم، كذلك هذه المواكب والهيئات الحسينية ينبغي لها أن تطمح إلى أن تكون درجة العطاء والكرم عندها بدرجة الإمام الحسين (ع).
وإن تقدم نوعاً آخر من الخدمات التي يفتقر لها مجتمعنا اليوم وللأسف الشديد، وليكن للموكب والهيئة الحسينية وقتان على الأقل للعمل في العام الواحد وتقديم الخدمات، تارة في زيارة الإمام الحسين (ع)، وتارة أخرى في موسم العطل المدرسية، فيستغل الوقت الأخير في نشر فكر الثورة الحسينية من خلال قامة دورات في الفقه، وتعليم الصلاة، والتدبر في القرآن الكريم، وتعليم الحاسوب والانترنت، أو إقامة صندوق لتزويج الشباب، ومساعدة المحتاجين، وكفالة الأيتام وما شاكل ذلك.
فكل هذه الأمور نحن اليوم بأمس الحاجة إليه، وعندها تتكون نهضة هذا المجتمع من خلال الموكب والهيئة والتي من خلالها أيضاً نكون قد حافظنا على دماء الحسين (ع) التي أعطاها عليه السلام في عاشوراء من اجل القيم الإسلامية الحقة.
اعداد وتقديم : سيد مرنضى محمدي
القسم العربي - تبيان
كيف ما قبلته كأخيه الحسن ؟
تسابق الحسنين
إحياء الموتى بدعائه عليه السلام