الولايات المتحدة تتحدث عن مصربتقلب
فيما ذكر تقرير لوكالة انباء «اسوشيتد برس» أنه في الوقت الذي تتصاعد فيه الفوضى في مصر يسود الانقسام بين أعضاء الكونجرس من الحزب الجمهوري وخاصة مرشحيه المتوقعين للرئاسة الأمريكية بخصوص استجابة اوباما لتطورات الأحداث في مصر.
ويأتي ذلك على الرغم من ان مشاعر القلق والخوف التي تسيطر على صفوف الحزب الجمهوري من احتمال سيطرة نظام اسلامي على الحكم في دولة تعتبر حليفا مهما للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط المحفوفة بالمخاطر والتي تتسم بعدم الاستقرار.
ويأتي ذلك على الرغم من ان مشاعر القلق والخوف التي تسيطر على صفوف الحزب الجمهوري من احتمال سيطرة نظام اسلامي على الحكم في دولة تعتبر حليفا مهما للولايات المتحدة في منطقة الشرق الأوسط المحفوفة بالمخاطر والتي تتسم بعدم الاستقرار.
وبالمقارنة بالخلاف في الرأي الذي ظهر أخيرا بخصوص القضايا المحلية فان الجدل بين الحزبين الجمهوري والديموقراطي بخصوص مصر قد خفت حدته وساده الصمت، وقد يرجع ذلك الى ان الحزبين تتباين مواقفهما قليلا بخصوص السياسة الأمريكية تجاه مصر، وكلا الحزبين يعتبران مصر محورية في تحقيق شرق اوسط يسوده السلام.
وفي الوقت الذي يؤيد كلا الحزبين تحقيق الديموقراطية في مصر، فانهما يعربان عن مخاوفهما وقلقهما ازاء تأثير المتطرفين في الحكومة التي سوف تتولى الحكم بعد فترة مبارك، الأمر الذي يعتبر مثار قلق لإسرائيل بصفة خاصة.
وفي محاولة للتحدث عن المسار الذي سوف تتخذه الأحداث في مصر فقد خضع جون بوهنار رئيس مجلس النواب الأمريكي وزعيم الأقلية في مجلس الشيوخ ميتش ماككونيل واللذين يعتبران اهم شخصيتين منتخبتين من الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة لآراء وقرارات الرئيس الأمريكي الديموقراطي، وقد اوضحا عدم رغبة قيادة الحزب الجمهوري في الكونجرس في توجيه النقد واثارة الخلاف بصفة مستمرة على الأقل بخصوص هذه القضية، ويأتي ذلك تمشيا مع العرف السائد عن ان السياسة تتوقف عند حافة المياه في وسط الأزمات الأجنبية. وذكر ماككونيل انه يتعين على الولايات المتحدة ان تتحدث بصوت واحد وبرأي واحد.
موقفان مختلفان
وعلى الرغم من ذلك التوجه فان مرشحي الرئاسة المحتملين من الحزب الجمهوري قد اتخذا موقفين مختلفين حول ما يحدث في مصر، وانقسمت الآراء بخصوص ازمة قد تؤدي الى تغيير السياسة الخارجية الامريكية بطريقة دراماتيكية جذرية اكثر مما تخطط له حكومة اوباما.
ويهاجم البعض بقيادة نيوت جينجرتين الرئيس السابق لمجلس النواب الرئيس أوباما حيث سعى هؤلاء الى وضع حدود واتخاذ قرارات حاسمة بخصوص ما يمكن المشاركة فيه أو السماح به مع الحزب الديموقراطي بخصوص النهاية التي سوف تنتهي اليها الامور التي قد تكون قضية رئيسية في حملة اعادة الانتخاب في 2012 غير انه قد صدرت اشارات قليلة بخصوص ما يمكن ان يقوما به من مواقف متباينة.
ان التزام الولايات المتحدة الصمت الذي وصل الى حد عدم اعترافها بأي دور قام به مبارك في الحفاظ على الحدود الآمنة بين مصر واسرائيل يعتبر مثار قلق كبير.
وقال جينجر يتسن انه لا يعتقد ان حكومة اوباما لديها طريقة لحل المشكلة وذلك بالمقارنة بمواقف المسؤولين في البيت الابيض في حكومة جيمي كارتر بعد انهيار الحكومة الايرانية. وقال انه امر يثير المخاوف ان نراقب مواقف الحكومة الامريكية الحالية.
واستلقت النظر ان آخرين ممن يتصفون بالصراحة وعدم التحفظ مثل سارة بالين قد التزمت الصمت، كما ان هناك اشخاصاً قليلين مثل ميت رومني الحاكم السابق لولاية ماساشوستس يلتزمون الحرص بخصوص تطورات الاحداث وما يمكن ان يسفر عنه استمرار التظاهرات من اضطراب.
وفي نفس الوقت فإن السيناتور جون ماكين منافس اوباما في 2008 واهم عضو جمهوري في لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ تجاوز موقف الحكومة الامريكية حيث طالب مبارك بنقل السلطة الى حكومة انتقالية فورا.
كما اعرب عن مخاوفه من تأثير التنظيمات المتطرفة وصعود الاخوان المسلمين الى الحكم. وبعد التقائه بالرئيس اوباما في المكتب البيضاوي لبحث بعض القضايا اخيرا، ذكر ماكين انه يتعين على الولايات المتحدة ان تقوم بمهمة افضل بتشجيع الديموقراطية في الشرق الاوسط.
وعلى الرغم من ذلك فإن رد الفعل العام للحزب الجمهوري الذي يتسم بالهدوء والسيطرة على المشاعر قد يتغير حيث يراقب الجمهوريون الكيفية التي يتعامل بها اوباما مع الازمة ومن المحتمل ان يقوموا بانتهاز الفرص لمهاجمته اذا حدث تباطؤ بخصوص حسم الامور في مصر، مما يثير القلق بشأن امن اسرائيل ومصير معاهدة السلام بين مصر واسرائيل في 1979، وبهذا المعنى فإن الملاحظات التي ابداها جينجر يتسن قد تشير الى البوادر الاولى لعواصف النقد.
غير ان الامر قد تغير خلال الفترة السابقة حيث دفعت الاحداث الاخيرة في مصر السياسة الخارجية الى الواجهة، ويأتي التحول في التوجهات في الوقت الذي يبحث فيه المرشحون الجمهوريون فيما اذا كانت لديهم المهارة لمهاجمة أوباما والسعي لدعم الادلة التي تؤكد مهارتهم في ادارة شؤون السياسة الخارجية في الوقت الذي يقومون فيه بزيارة لبعض دول الشرق الاوسط.
ويعتزم هالي باربور حاكم ميسيسبي زيارة اسرائيل هذه الايام في اعقاب زيارة مايك هاكابي الحاكم السابق لولاية اركنساس.
واثناء زيارة هاكابي لإسرائيل اشار الى ان اوباما يعتبر غير مبال بالعواقب والمخاطر ويفتقر الى الفكر الصائب والحرص تجاه إسرائيل عن طريق دفع الرئيس مبارك بطريقة متكررة للتخلي عن السلطة.
وقال ان التزام الولايات المتحدة الصمت الذي وصل الى حد عدم اعترافها بأي دور قام به مبارك في الحفاظ على الحدود الآمنة بين مصر واسرائيل يعتبر مثار قلق كبير. ويقول تيم بولوينتي الحاكم السابق لولاية مينوسوتا انه يبدو ان حكومة اوباما قد اصيبت بالصدمة حيث انها لم تتوقع ما حدث في مصر، كما ان الحيرة قد سيطرت عليها.
موقف حريص
وقد اتخذ ميت رومني الجمهوري وحاكم ماساشوستس موقفا اكثر حرصا وحذراً حيث ذكر ان موقف مسؤولي البيت الابيض اتصف في البداية بالتقلب وعدم الثبات حيث صدر عنهم بيانات اتسمت بالحماقة وعدم العقلانية، غير انه اضاف بأن هؤلاء المسؤولين قاموا بتصحيح موقفهم حيث ذكروا انهم يريدون حكومة انتقالية وتساءل عما اذا كان الرئيس المصري سوف يتنحى فورا أم لا.
موقف موحد
وذكر ماككونيل زعيم الاقلية في مجلس الشيوخ انه لدينا رئيس جمهورية واحد ووزيرة خارجية واحدة ويجب ان يتحدث كلاهما بالنيابة عن الولايات المتحدة بخصوص ازمة الشرق الاوسط.
واثنى بوهنار رئيس مجلس النواب على استجابة حكومة اوباما وطالب الولايات المتحدة بمواصلة دعم تحرك مصر نحو الديموقراطية، واضاف ان ما لا تريده الولايات المتحدة هو سيطرة الايديولوجيات الراديكالية على الحكم في دولة كبيرة جدا وهامة جدا في الشرق الاوسط مثل مصر.