نقل حقائق التاريخ لا يعد إهانة للصحابة
اعترص مؤخرا بعض علماء السنة على البرامج التاريخية التي تبثها مؤسسة الإذاعة والتلفاز في الجمهورية الإسلامية قائلين أنها توجه إهانة للصحابة لكن ينبغي إدراك أن الإهانة شيء، ونقل حقائق التاريخ شيء آخر، وبين هذين الأمرين اختلاف جوهري.
وفقا لما أفاده تقرير لوكالة أهل البيت(ع) للأنباء – ابنا – أشار أية الله العظمى مكارم شيرازي إلى ردود فعل بعض علماء السنة تجاه بعض برامج الإذاعة والتلفاز الإيراني قائلا: يرى بعض علماء السنة في مصر، وأيضا بعض الأخوة في جنوب البلاد بأن بعض البرامج التاريخية في الإذاعة والتلفاز الإيراني تعد إهانة للصحابة.
أشار أية الله العظمى مكارم شيرازي إلى ردود فعل بعض علماء السنة تجاه بعض برامج الإذاعة والتلفاز الإيراني قائلا: يرى بعض علماء السنة في مصر، وأيضا بعض الأخوة في جنوب البلاد بأن بعض البرامج التاريخية في الإذاعة والتلفاز الإيراني تعد إهانة للصحابة.
وأضاف: ينبغي على هؤلاء أن يدركوا أن الإهانة شيء، ونقل حقائق التاريخ شيء آخر، وبين هذين الأمرين اختلاف جوهري.
وأكد سماحته: هل يشك أحد في أن هناك حادثة تاريخية اسمها "حرب الجمل" وهل يشك أحد في أن "طلحة" و"الزبير" نقضا بيعة إمامهما، وهل يشك أحد في إن حرب الجمل تسببت في إراقة دماء الكثير من المسلمين، هذه حقائق وأما الحكم عليها فهو عائد إلى القرَّاء أنفسهم. وهل يشك أحد في وقوع حرب صفين؟ وهل يشكك أحد في أن جمعا من الصحابة لم يبايعوا إمام زمانهم، بل حاربوه، وأدت تلك الحرب إلى مقتل جمع غفير من المسلمين، وهل ينبغي تجاهل كل هذه الحقائق التاريخية، وعليه فلا ينبغي إغماض العيون عن حقائق التاريخ، فالإهانة شيء والتحقيق والبحث التاريخي شيء آخر ولا ينبغي الخلط بينهما، ومن هنا لا ينبغي تناسي هذه الحقائق التي نقلتها كتب التاريخ السنية أيضا.
وطوال تاريخ صدر الإسلام صمد الكثير من الصحابة على نهج النبي(ص)، وهناك عدة منهم لم يثبتوا على نهجه، ولو لا حظنا الحقائق دون تعصب وعناد فسوف تنكشف لنا هذه الحقائق جلية واضحة، ولا علاقة للبحث التاريخي بالإهانة بوجه من الوجوه.
ينبغي على هؤلاء أن يدركوا أن الإهانة شيء، ونقل حقائق التاريخ شيء آخر، وبين هذين الأمرين اختلاف جوهري.
ثم أشار سماحته إلى أن الطعن في المسلم مذموم وقال: هناك بعض الروايات تشير إلى أنه إذا وجه المؤمن أقل إهانة لأخيه أو نسب إليه الكفر والارتداد بلا دليل فسوف يخرج عن الأخوة الإسلامية.
وأخير قال سماحته: هناك جمع من الوهابيين السلفيين ينسبون الشرك والارتداد لكل من لا يتفق معهم، ووفقا لما تقدم فإنهم سوف يخرجون عن الإسلام بذلك. وأكد على أنه لا يجوز تكفير المسلمين ونسبة الارتداد إليهم، وطبيعي هناك فرق بين هذا الأمر وبين صحة الأعمال وقبولها. جدير بالذكر أن بعض علماء السنة صرح بأن مسلسل "رسالة المختار" تشتمل على إهانة للصحابة.
المصدر:ABNA