• عدد المراجعات :
  • 1782
  • 1/6/2010
  • تاريخ :

رأي العلماء حول سند زيارة عاشوراء

زيارة عاشوراء

إنّ زيارة سيد الشهداء في العاشر من محرم وردت بطرق خمسة، رواها شيخ الطائفة بطرق ثلاثة غير أنّ السند الأوّل يختصّ ببيان ثواب الزيارة دون النصّ المعروف، والأخيرين طريقان لنفس النصّ، ويعلم ذلك بالإمعان في ما نقله الشيخ في هذا المضمار.

ورواها ابن قولويه بطريقين، فيكون الطرق إليها خمسة وإليك الأسانيد بنصها وتحليلها قال الشيخ الطوسي: "روى محمد بن إسماعيل بن بزيع، عن صالح بن عقبة، عن أبيه، عن أبي جعفر "عليه السلام"، قال: « من زار الحسين بن علي عليهما السَّلام في يوم عاشوراء من محرم الحرام حتّى يظلّ عنده باكياً القى اللّه عزّ وجلّ يوم يلقاه ثواب ألفي حجة وألفي عمرة وألفي غزوة، ثواب كلّ غزوة وحجّة وعمرة كثواب من حجّ واعتمر وغزا مع رسول اللّه "صلَّى الله عليه وآله وسلَّم" ومع الأئمة الراشدين».

قال: قلت جعلت فداك فما لمن كان في بعيد البلاد وأقاصيه ولم يمكنه المصير إليه في ذلك اليوم؟

قال: «إذا كان كذلك برز إلى الصحراء أو صعد سطحاً مرتفعاً في داره وأومأ إليه بالسلام واجتهد في الدعاء على قاتله وصلّى من بعدُ ركعتين، وليكن ذلك في صدر النهار قبل أن تزول الشمس، ثمّ ليندب الحسين "عليه السَّلام" ويبكيه، ويأمر من في داره ممن لا يتّقيه بالبكاء عليه، ويقيم في داره المصيبة بإظهار الجزع عليه، وليعزَّ بعضهم بعضاً بمصابهم بالحسين "عليه السَّلام"، وأنا الضامن لهم إذا فعلوا ذلك على اللّه تعالى جميع ذلك».

قلت: جعلت فداك أنت الضامن ذلك لهم والزعيم؟!

قال: «أنا الضامن وأنا الزعيم لمن فعل ذلك».

قلت: فكيف يُعزّي بعضنا بعضاً؟

قال:« تقولون: أعظم اللّه أُجورنا بمصابنا بالحسين "عليه السَّلام" وجعلنا وإيّاكم من الطالبين بثاره مع وليه الإمام المهدي من آل محمد "عليهم السَّلام"، و إن استطعت أن لا تنتشر يومك في حاجة فافعل فانّه يوم نحس لا يُقضى فيه حاجة مؤمن، فإن قضيت لم يبارك له فيها ولم ير فيها رشداً، ولا يدَّخرن أحدكم لمنزله فيه شيئاً فمن ادّخر في ذلك اليوم شيئاً لم يبارك له فيما ادّخره، ولم يبارك له في أهله، فإذا فعلوا ذلك كتب اللّه تعالى لهم أجر ثواب ألف حجّة وألف عمرة وألف غزوة كلّها مع رسول اللّه ـ صلَّى الله عليه وآله وسلَّم ـ وكان له أجر وثواب مصيبة كلّ نبي ورسول ووصي وصدّيق وشهيد مات أو قتل منذ خلق اللّه الدنيا إلى أن تقوم الساعة »، (مصباح المتهجّد، 713) إلى هنا تمّ سند الشيخ إلى بيان ثواب زيارة الحسين يوم عاشوراء دون أن يذكر فيه نصّ خاص للزيارة، بل اقتصرت الرواية في نيل الثواب على ما جاء في الرواية من البروز إلى الصحراء أو الصعود إلى السطح المرتفع والإيماء إليه بالسلام والاجتهاد في الدعاء على قاتله... إلى آخر ما جاء في نفس الرواية، وليس فيها أي أثر من الزيارة الخاصة التي نحن بصدد تقويم سندها.

وإليك دراسة سندها:

إنّ الشيخ أخذ الرواية من كتاب محمد بن إسماعيل بن بزيع، ونقل سنده إلى كتابه في الفهرست بالنحو التالي: ابن أبي جيد، عن محمد بن الحسن بن الوليد، عن علي بن إبراهيم، عن محمد بن إسماعيل بن بزيع، (الفهرست: 165 باب محمّد: برقم606، وذكره أيضاً ص183 برقم705) وعلى هذا فالشيخ يروي ثواب زيارة الحسين ـ عليه السَّلام ـ في يوم عاشوراء عن المشايخ التالية:

1. ابن أبي جيد.

2. محمد بن الحسن بن الوليد.

3. علي بن إبراهيم.

4. محمد بن إسماعيل بن بزيع.

5. صالح بن عقبة.

6. عقبة بن قيس.

7. عن أبي جعفر الباقر "عليه السَّلام".

وإليك دراسة أحوالهم:

محمد بن الحسن بن الوليد:

محمد بن الحسن بن الوليد(المتوفّى عام 343هـ) وهو من مشايخ الطائفة وأجلاّئها، غني عن الوصف والبيان، ويصدر عنه الشيخ الصدوق في التعديل والتجريح.

علي بن إبراهيم القمي:

علي بن إبراهيم وهو شيخ الكليني الذي كان حيّاً عام 307هـ، وهو من مشايخ الطائفة الذين لا يُشق غبارهم.

محمّد بن إسماعيل بن بزيع:

محمّد بن إسماعيل بن بزيع من أصحاب أبي الحسن الأوّل و الرضا و الجواد "عليه السلام"، يقول الشيخ في رجاله: ثقة صحيح كوفي، (رجال الشيخ: 364، أصحاب الرضا "عليه السلام"، برقم6) ، و يقول النجاشي: من صالحي هذه الطائفة وثقاتهم، كثير العمل ، (رجال النجاشي: 2: 214 برقم894).

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)