• عدد المراجعات :
  • 1634
  • 8/2/2009
  • تاريخ :

أفضل العبادة انتظار الفَرج

المهدی

هناك عدد كبير من الأحاديث ، التي تؤكد على أنَّ انتظار الفَرَج ، هو أفضل العبادة ، و ذلك لأنَّ ذكر الله في أعلى مستواه و أرفع درجاته ، هو ذكر تلك الدولة المباركة ، التِّي تتصف بجميع مواصفات جنَّة آدم عليه السلام ، تلك الدولة التِّي سوف يعيش فيها الإنسان في جوار ربِّه ، و تحت ظل بارئه ، و في ساحتها تتحقق رحمة الربّ ، التي أشار إليها سبحانه في قوله : ( إلا من رحم ربك و لذلك خلقهم ) ، (سورة هود 119).

فهي إذاً الغاية العمليَّة لأصل الخلق كما مرَّ ، و بدونها لايتصف الخلق بالحكمة أصلاً. و من هنا صار من اللازم أن نتحدَّث عن هذه العبادة ، أعني الانتظار أكثر تفصيلاً ، و ذلك لأهميَّتها من بين سائر العبادات ، و سوف نبيِّنها ضمن عناوين مختلفة فنقول:

معنى الانتظار في اللغة و الاصطلاح

المعنى اللغوي:

كلمة الانتظار قد أُشتقت من ( نظر ) ، قال صاحب المفردات : ( نظر :‏ النظر تقليب البصر و البصيرة لإدراك الشيء و رؤيته ، و قد يراد به التأمل ، و الفحص ، و قد يراد به المعرفة الحاصلة بعد الفحص ... ، و النظر الانتظار يقال نظرته ، و انتظرته ، و أنظرته ) . و هناك كلمتان في اللغة معناهما متقاربان مع هذه الكلمة ، و قد استعملتا في القرآن الكريم أيضاً ، و هما :

1- رصد‏ : الرصد الاستعداد للترقب يقال رصد له ، و ترصد ، و أرصدته له . قال عز و جل : (و إرصاداً لمن حاربَ اللهَ و رسولَه مِن قَبلُ ) ، (سورة التوبة 107).

قال في النهاية : يقال رصدته إذا قعدت له على طريقه ، تترقبه و ارصدت له العقوبة ، إذا أعددتها ، و حقيقته جعلتها على طريقه كالمترقبة له . ( نقلاً عن الأمالي بإسناده .. قال أمير المؤمنين عليه السلام لأصحابه يوما ، و هو يعظهم ترصَّدوا مواعيد الآجال ، و باشروها بمحاسن الأعمال ) ، (بحار الأنوار ج77 ، رواية 35 باب 14) .

وقال عليٌّ في نهج البلاغة : ( اعلموا عباد الله ، إن عليكم رصَداً من أنفسكم ، و عيوناً من جوارحكم ، و حفاظ صدق يحفظون أعمالكم ، و عدد أنفاسكم لاتستركم منهم ظلمه ليل داج ) ، (بحار الأنوار ج5 ، ص 322 ، رواية 3 ، باب 17)

2- رقب : قال تعالى و الرقيب الحافظ ، و ذلك إما لمراعاته رقبة المحفوظ ، و إما لرفعه رقبته قال تعالى: ( و ارتقبوا إني معكم رقيب ) ، ( سورة هود : 93 ).  و قد وردت أحاديث استعملت فيها هذه الكلمة بمعنى الانتظار ، منها ، ما ورد في نهج البلاغة عن عليٍّ عليه السلام قال : ( و من ارتقب الموت سارع في الخيرات )  ، ( بحار الأنوار ، ج 68 ، ص 368 ، رواية 17 ، باب 27) .

منها : في كتابه عليه السلام لمحمَّد بن أبي بكر: ( ارتقب وقت الصلاة فصلها لوقتها ، ولاتعجل بها قبله لفراغ ، و لاتؤخرها عنه لشغل.. ) ، ( بحار الأنوار ، ج 83 ، ص 14 ، رواية 25 ، باب 6 ) .

 ثمَّ إنَّ الراغب الإصفهاني عند بيان مادة ( صبر ) قال : ( و يعبر عن الانتظار بالصبر ، لما كان حق الانتظار ، أن لاينفك عن الصبر بل هو نوع من الصبر قال ( فاصبر لحكم ربك )  ، ( سورة الإنسان  24) ، أي انتظر حكمه لك على الكافرين.

أقول: إنَّ هذا الاستعمال ، هو استعمال مجازي من باب استعمال اللازم ، و إرادة الملزوم ، و هو شائع في كلام العرب.


خطبة الإمام المهدي ( عليه السلام ) ، عند ظهوره بعد فريضة العشاء

خطبة الإمام المهدي ( عليه السلام ) عند ظهوره في المقام

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)