• عدد المراجعات :
  • 1419
  • 6/27/2009
  • تاريخ :

الاميني في النجـــف

  

العلامة اميني

حين استقرّ به المقام في النجف قدّم كتابه ( شهداء الفضيلة ) إلى المطبعة سنة (1936م) الموافق لـ (1355هـ) ،  بعد أن قدمه للعلامة الكبير ، آغا بزرك الطهراني للإطلاع عليه ، و أفادته بملاحظاته القيمة .. ، و عن ذلك يقول آغا بزرك : ( كتاب ( شهداء الفضيلة ) للفاضل العلامة الميرزا عبد الحسين ابن الشيخ أحمد الأميني التبريزي ، طبع سنة 1355هـ . في النجف الأشرف ، و قد قرظته سنة 1352هـ ، و كان يومئذٍ يسميه صرعى الحقائق .. ، كما صرحت بهذا الاسم له في إجازتي له ، التي سميتها بمسند الأمين في المشايخ الرجاليين ، لاقتصاري فيه بذكر المصنفين في الرجال دون غيرهم من مشايخي . و قد فصلت هذه الإجازة في مشيختي التي سميتها بـ ( الإسناد المصفى ) المستخرج من مصنفي المقال و كلاهما مطبوعان) ، (1).

و كتاب (شهداء الفضيلة) أحد الكتب التاريخية الأدبية . و هو مبتكر في موضوعه ، و يتضمن تراجم شهداء علمائنا الأعلام من القرن الرابع الهجري إلى القرن الرابع عشر ، و هم مائة و ثلاثون شهيداً .

يقول الشيخ الأميني عن كتابه هذا : ( بذلت في جمع شتاته الجهد ، و صرفت في سبيل ترصيفه الأوقات الثمينة من تأريخ الشهداء من علماء المسلمين ، الذين بذلوا مهجهم في سبيل الحقائق الدينية ، أقدمه لطلاب الفضائل ، و رواد الكمال إحياءً لذكرى أولئك الكرام .. ، و لما كان العلماء المستشهدون في القرون الثلاثة الأولى من الهجرة المقدسة ، قد دونت أخبارهم في المعاجم الكثيرة لأصحابنا و غيرهم .. ، ابتدأت في كتابنا هذا من شهداء القرن الرابع إلى العصر الحاضر .. ، و ذيلت غير واحد من القرون ببعض مشاهير شهدائنا من الأعيان و السادة الفضلاء ، من لم يكن له شهرة علمية ، و رأيت لذكرهم أهمية .. ) .

و بعد النجاح الذي حالف كتابه هذا ، أصدر الأميني في النجف بعد سنة واحدة أي في سنة (1356هـ) ، كتاب ( كامل الزيارة ) لمؤلفه جعفر محمد مولوية المتوفى (367هـ) .. ، تصحيحاً و تعليقاً..

يقول خير الدين الزركلي عن الأميني: ( مؤرخ أديب من فقهاء الإمامية مولده و وفاته بإيران .. ، نشأ ، و أقام بالنجف ، و أسس فيها مكتبة ( الإمام أمير المؤمنين ) العامة .. ، و صنف كتباً مطبوعة منها ( شهداء الفضيلة ) ، و ( الغدير ) ، و ( أدب الزائر ) ، و ( رياض الأنس ) في التفسير ، و ( سيرتنا و سنتنا ) ، (3) ، له الفضل في تأسيس مكتبة أمير المؤمنين العامة في النجف ) ، (4).

المكتبــــة الـعـــامـــة:  

لقد وجد الشيخ الأميني حاجة النجف مدينة الأدب و العلم و الثقافة و الدين لمكتبة عامة ، ليستفيد منها طلبة الحوزة الدينية و الدراسات العليا و الباحثين و العلما ء .. ، فسعى لإنشاء مكتبة أمير المؤمنين العامة .. ، صرف عليها من ريع كتبه ، و بالتعاون مع بعض العلماء الأفاضل ، الذين باركوا عمله الإنساني الثقافي ، و شجعوه على ذلك و أخذوا بيده .. ، و مدّوه بالمال و الكتب ، حتى كوّن بعد وقت قصير مكتبة ضخمة تفخر بها المدينة .. ،

( من مآثر الأميني إنشاؤه المكتبة الكبرى في النجف الأشرف ، التي سماها مكتبة أمير المؤمنين، ، جمع فيها ما يقارب من أربعين ألف كتاب ، بينها مئات المخطوطات .. ، و جعلها مكتبة عامة ، و قد صادرها النظام العراقي ، فيما صادر من دماء الناس و حرياتهم و كراماتهم و مكتباتهم و أموالهم) ، (5).

و مع انشغاله في إنشاء المكتبة العامة ، و تجهيزها ، و إعدادها لاستقبال الزوار .. ، لم ينقطع الشيخ الأميني عن التحقيق ، و التأليف ، و البحث .. ، فأصدر عام (1362هـ ) المصادف لـ (1943م ) كتاب ( أدب الزائر لمن يمّم الحائر ) في النجف الأشرف..

-------------------------------------------------

الهوامش

(1) الذريعة: 14/259.

(2) من مقدمة كتاب (شهداء الفضيلة).

(3) الأعلام للزركلي: 3/278.

(4) معجم الأعلام لبسام عبد الوهاب.

(5) مستدرك أعيان الشيعة: 1/82.


جـهــــــود العلامه اميني في سبيل تأليف الغدير  

الشيخ عبد الحسين الأميني ( قدس سره )

الاميني وكتـــاب الغــديــــر

كرامات  العلامه اميني

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)