• عدد المراجعات :
  • 1329
  • 5/5/2009
  • تاريخ :

الشاعر أبو فراس الفرزدق

ينظم في مدح الإمام زين العابدين ( عليه السلام )

الورد

حجّ هشام بن عبد الملك ، فلم يقدر على استلام الحجر من الزحام ، فنصب له منبر فجلس عليه وطاف به أهل الشام ، فبينما هو كذلك إذ أقبل الإمام علي زين العابدين (عليه السلام) ، و عليه إزار ورداء ، من أحسن الناس وجهاً ، و أطيبهم رائحة ، بين عينيه ثفنة السجود ، فجعل يطوف ، فإذا بلغ إلى موضع الحجر تنحّى الناس حتّى يستلمه هيبة له .

فقال شامي : من هذا يا أمير المؤمنين ؟ فقال : لا أعرفه ـ لئلاّ يرغب فيه أهل الشام ـ فقال الفرزدق ، و كان حاضراً : لكنّي أنا أعرفه ، فقال الشامي : من هو يا أبا فراس ؟ فأنشأ قصيدته المشهورة :

 

يا سائلي أين حلّ الجـود والكـرم
عندي بيان إذا طلا بـه قدمـوا
هـذا الذي تعرف البطحاء وطأتـه
والبيت يعرفه والحـلّ والحـرم
هـذا ابن خيـر عبـاد الله كلّهـم
هذا التقيّ النقيّ الطاهـر العلـم
هـذا الذي أحمـد المختـار والده
صلّى عليه إلهي ما جرى القلـم
لو يعلم الرّكن من قد جـاء يلثمـه
لخرّ يلثم منـه ما وطـى القـدم
هـذا علـي رسـول الله والــده
أمسـت بنور هـداه تهتدي الأمم
هذا ابن سـيّدة النسـوان فاطمـة
وابن الوصـي الذي في سيفه نقم
إذا رأتـه قريـش قـال قائلهــا
إلى مكارم هـذا ينتهـي الكـرم
يكـاد يمسـكه عرفـان راحتـه
ركن الحطيم إذا ما جـاء يسـتلم
وليـس قولك مـن هذا بضـائره
العرب تعرف من أنكرت و العجم
يُنمى إلى ذروة العزّ التي قصرت
عن نيلها عرب الإسـلام والعجم
يُغضي حياءً ويُغضـى من مهابته
فمـا يكلّــم إلاّ حيـن يبتسـم
ينجاب نور الدجى عن نور غرّته
كالشمس ينجاب عن إشراقها الظلم
بكفّـه خيـزران ريحـه عبـق
مـن كف أروع في عرنينه شمم
ما قـال لا قطّ إلاّ فـي تشـهّده
لولا التشـهّد كانـت لاؤه نعـم
مشـتقّة من رسـول الله نبعتـه
طابت عناصـره والخيم والشيم
حمّال أثقـال أقـوام إذا فدحـوا
حلو الشـمائل تحلو عنـده نعم
إن قال قال بما يهوى جميعهـم
وإن تكلّـم يومـاً زانـه الكلم
هذا ابن فاطمـة إن كنت جاهله
بجدّه أنبيـاء الله قـد ختمـوا
الله فضّـله قدمــاً وشــرّفه
جرى بذاك لـه في لوحه القلم
من جدّه دان فضل الأنبياء لـه
وفضل أُمّتـه دانت لهـا الأُمم
عمّ البريّة بالإحسان وانقشـعت
عنها العمايـة والإملاق والظلم
كلتا يديـه غياث عـمّ نفعهمـا
يستو كفان ولا يعروهمـا عدم
سـهل الخليقة لا تخشى بوادره
يزينه خصلتان الحلمُ والكـرم
لا يخلف الوعد ميموناً نقيبتـه
رحب الفناء أريب حين يُعترم
من معشر حبّهم دين وبغضهم
كفر وقربهم منجى ومعتصـم

 

فغضب هشام ، و منع جائزته ، و قال : ألا قلت فينا مثلها ؟ ، قال : هات جدّاً كجدّه ، و أباً كأبيه ، و أُمّاً كأمّه ، حتّى أقول فيكم مثلها ، فحبسوه بعُسفان بين مكة و المدينة .

فجعل الفرزدق ي، هجو هشاماً ، و هو في الحبس ، فكان ممّا هجاه به قوله :

 

أيحبسني بين المدينـة والتي
إليها قلوب الناس يهوي مُنيبها

يقلّب رأساً لم يكن رأس سيّد

وعيناً له حولاء باد عيوبهـا

 

 


الشاعر أبو فراس الفرزدق ( رحمه الله )

الشاعر محمد مجذوب السوري و قصيدته في مقام الامام علي عليه السلام

الشاعر دعبل الخزاعي ينظم في رثاء الإمام الحسين

قصيدة الصاحب بن عباد الصاحب بن عباد

الشاعر علي العاملي ( رحمه الله )

الشاعر الشيخ محمد طاهر القمي ( رحمه الله )

الشاعر الحسين بن الحجاج البغدادي ( رحمه الله )

الشاعر الشيخ عبد المنعم الفرطوسي ينظم في حب أهل البيت ( عليهم السلام )

 

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)