• عدد المراجعات :
  • 1379
  • 11/16/2008
  • تاريخ :

أسماء المدينة المنوّرة ونعوتُها2

golden mecca

 

أسماء المدينة المنوّرة ونعوتُها1

 

13 ـ البَلاَط:

هو كلُّ أرض فُرشت بالحجارة والآجر، أو الحجارة المفروشة في الدار أو غيرها. والبَلاطَةُ الحَمْراء: هي حجر يُسمّى حجر السماق، ولد عليها عليّ بن أبي طالب (عليه السلام) في بيت الله الحرام، وقد كانت في وسط الكعبة ثم غيّرت في ضلع البيت عند الباب(1). فقال الحاكم النيشابوري حول وليد الكعبة عليّ (عليه السلام): فقد تواترت الأخبار، أنَّ فاطمة بنت أسد ولدت أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب ـ كرّم الله وجهه ـ في جوف الكعبة(2).

وأنشد صاحب وسائل الشيعة الشيخ الحرّ العاملي (رحمه الله) أرجوزة قيّمة طويلة ونحن نكتفي برباعية منها:

مَوْلِدُه بِمَكَّة قد عُرِفا *** في داخِلِ الكَعْبَةِ زِيدَتْ شَرَفا

عَلى رُخامة هناك حَمْرا *** معروفة زادت بذاك قَدرا(3)

ويطلق على المدينة «البَلاطُ» لكثرة الأحجار فيها أو لاشتمال المدينة على موضع معروف ـ وكان سوقاً ـ يصلّى فيه على الجنائز على عهد رسول الله(صلى الله عليه وآله) (4) يُسمّى «البَطْحاء».

وقال الفيروز آبادي: هو موضع بين مسجد النبيّ (صلى الله عليه وآله) و سوق المدينة(5).

فإطلاق «البَلاط» على المدينة إمّا مجازاً من تسمية الشيء باسم جزئه، أو من حيث إن «المدينة» أرض أكثرها من الأحجار.

14 ـ البَلَد:

هو المدينة كما ذكره القُرطبي في تفسير الآية الشريفة: (لا أقسم بهذا البلد * وأنت حلٌّ بهذا البلد)(6) ونقل قول الواسطي لتبيين الآية بهذه العبارة.

قال الواسطي: أيْ: نحلف لك بهذا البلد الّذي شرّفتَه بمكانك فيه حيّاً، وبركتك ميّتاً، يعني المدينة(7).

ورجّح القاضي ـ عياض بن موسى اليحصبي السبتي ـ هذا القول، وإن اتّفق أكثر المفسّرين على أنّ البلد في الآية المذكورة: مكّة المكرّمة(8).

15 ـ بَلَدُ رسولِ الله:

هذه الكلمة من أسماء المدينة كما رواه البزّاز ـ العالم الحنفي ـ عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب (عليه السلام) أنّه قال: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «إنّ الشياطين قد يئست أن تعبد ببلدي هذا ـ يعني المدينة ـ وبجزيرة العرب، ولكن التحريش(9)بينهم»(10).

البَلَد في هذا الحديث النبويّ ينسب إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فأطلق على المدينة; لأنها بلد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ...

16 ـ بَيْتُ رسُولِ الله:

عُبّر عن المدينة المنوّرة بالبيت في الآية الكريمة حيث قال: «عزّ مَن قائل»:

(كما أخرجك ربّك من بيتك بالحقّ وإنَّ فريقاً من المؤمنين لكارهون)(11).

هذه الآية نزلت في غزوة بدر، حينما كره الناس أن يخرجوا من المدينة لمحاربة المشركين، فأمر الله نبيّه بالخروج من المدينة مع أنّه صعب وكُره للمؤمنين(12).

وفي هذه الآية كلمة آ«بيتآ» أُضيفت إلى ضمير الخطاب «ك»، فالآية نسبت البيت ـ المدينة ـ إلى صاحبه رسول الله (صلى الله عليه وآله)فيصير معناها: بيت رسول الله (صلى الله عليه وآله).

17 ـ التِّين:

هو فاكهة معروفة يؤكل رطباً ويابساً(13)، والتين هو اسم للسورة الخامسة والتسعين من السور القرآنية، قال الله عزّ وجلّ: (والتين والزيتون * وطور سينين * وهذا البلد الأمين)(14).

وقال أبو الحسن الأوّل في تفسير الآيات: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): «انّ الله ـ تبارك وتعالى ـ اختار من كلّ شيء أربعة إلى أن قال: واختار من البلدان أربعة فقال تعالى: (والتين والزيتون ...) فالتين: المدينة، والزيتون: بيت المقدس، وطور سينين: الكوفة، وهذا البلد: مكّة»(15).

18، 19، 20، 21 ـ جُبَار، الجَابِرَة، الجَبَّارَة، المَجْبُورَة:

هذه اللغات الأربع تطلَق على المدينة، أمّا الأولى: فهي على وزن جُذام كما نقلها ابن شبّة حيث ذكر روايةً نبويّة(16) وسنذكرها قريباً. وأمّا اللغات الثلاث الأخيرة: فهي مرويّة عن التوراة حسب ما ذكرها السمهوديّ وابن شبة(17).

وهذه الأسماء الأربعة تشترك معنىً حيث إنّ المدينة تجبر الكسير، وتغني الفقير، وتجبر البلاد على الإسلام، أو لأن الإنسان حينما يطالع ويدرس بركاتها يذعن قهراً.

 

المصادر:

(1) مجمع البحرين ، الطريحي ، 4 : 240 ، مادّة : بَلَطَ .

(2) المستدرك على الصحيحين ، الحاكم النيشابوري ، 3 : 483 .

(3) عليّ وليد الكعبة ، محمد علي الأردوبادي : 55 .

(4) قاموس المحيط ، الفيروز آبادي ، 2 : مادّة : بَلَطَ ـ لسان العرب ، 7 : 264 .

(5) مجمع البحرين، الطريحي 4 : 240 مادّة بَلَطَ .

(6) البلد : 1 و 2 .

(7) الجامع لأحكام القرآن ، القُرطبي ، 20 : 40 .

(8) مجمع البيان ، الطبرسي ، 10 : 492 ـ التفسير الكبير ، الفخر الرازي ، 31 : 179 ـ التبيان ، الشيخ الطوسي ، 10 : 350 .(9) التحريش هو النفاق .

(10) مجمع الزوائد ، الهيثمي ، 3 : 299 .

(11) الانفال : 5 .

(12) مجمع البيان ، 4 : 520 .

(13) جاء في الحديث : روى أبو ذر (رحمه الله) عن النبي (صلى الله عليه وآله) قال في التين : آ«لو قلت : إنّ فاكهة نزلت من الجنّة ، لقلت هذه هي ; لأنَّ فاكهة الجنة بلا عجم فكلوها فإنّها تنفع من النقرسآ» نور الثقلين ، 5 : 607 ـ مجمع البيان ، الطبرسي ، 10 : 510 .

(14) التين : 1 - 3 .

(15) وسائل الشيعة ، 10 : 283 ح 4 ـ الخصال ، الشيخ الصدوق : 212 ـ نور الثقلين ، 5 : 606 .

(16) تاريخ المدينة المنوّرة ، ابن شبّة ، 1 : 162 .

(17) وفاء الوفا ، السمهودي ، 1 : 13 ـ تاريخ المدينة المنورة ، ابن شبّة ، 1 : 163 .


البَيت العَتيق... خَواطر وأشجان

أسماء مكّة

من كان متمكناً من اكتساب المال في الطريق

تهيئة مقدمات الحج

تحصيل الزاد ببيع ما يحتاج إليه

إيجا النفس للخدمة في طريق الحج

أسواق مكّة والمدينة

الإخلاص في الحج

أضواء، من أسرار الحج

عظمة الحج  و منافعه

الحجُّ عبادة وحركة وسياسة

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)