• عدد المراجعات :
  • 736
  • 10/24/2011
  • تاريخ :

أوصاف الأنبياء يجب ان تكون في القائد الإسلامي

أوصاف الأنبياء يجب ان تكون في القائد الإسلامي

فالقائد الإسلامي مواصفاته إنّما هي أوصاف الأنبياء وخصائص النبوّة ، فإنّه يمثّل نظامها في هذه الأزمان ، فالزعيم الإسلامي الذي يريد أن يقوم بواجبات تلك الرسالة تعليماً وتطبيقاً ، يجب عليه قبل كلّ شيء أن يبدأ بنفسه ، ثمّ يقوم بإنشاء حكومة متمتّعة بالقدرة والانطلاق ، لكي يتسنّى له تعليم دين الله القويم ، وتطبيق نهجه السليم ، ورفع الإصر والأغلال عن الإنسان ، ليصل إلى كماله وحريته المنشودة ، فلا استعباد لغير الله ولا استثمار ولا استحمار ، ولا يكون ذلك إلاّ بعد وعي المجتمع ونباهته ونضاله وجهاده وقيادة صالحة تستمدّ مشروعيّتها وقوانينها من شرعية الله السمحاء من القرآن الكريم والسنّة الشريفة ، فإنّ الذي ينجّي الإنسان من حضيض الجهل والشقاء والبؤس ، ويجيب على أسئلة البشرية ( من أنا ، ومن أين أتيت ، وإلى أين أذهب ، وماذا يراد منّي ، ومن صنعني ) ؟ إنّما هو الدين والوحي العالم بمكنونات الإنسان وفطرته وجوهره.

والدين يمثّل حكومة الله على الأرض ، وتطبيق شرائعه وسننه ، لإسعاد الإنسان وإنقاذه من الشقاء والضرّاء ، والأنبياء ، ثمّ الأوصياء ، ثمّ من يحذو حذوهم من العلماء ، إنّما اصطفاهم الله وبعثهم لتأسيس هذه الحكومة الإلهيّة ، وتحقيقها في المجتمعات الإنسانية ، وكان النبيّ محمد (صلى الله عليه وآله) خاتماً لما سبق وفاتحاً لعهد جديد يستمرّ إلى يوم القيامة ، في أحكام شريعته الثابتة ، ليقوم الناس بالقسط والعدالة.

( لَقَدْ أرْسَلـْنا رُسُلَنا بِالبَّيِّناتِ وَأنْزَلـْنا مَعَهُمُ الكِتابَ وَالميزانَ لِيَقومَ النَّاسُ بِالقِسْطَ )[1].

( ثُمَّ جَعَلـْناكَ عَلى شَريعَة مِنَ الأمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أهْواءَ الَّذينَ لا يَعْلَمونَ )[2].

ويقول أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : لا يصلح الحكم ولا الحدود ولا الجمعة إلاّ بإمام عدل[3].

وقال (عليه السلام) : اتّقوا الله وأطيعوا إمامكم ، فإنّ الرعيّة الصالحة تنجو بالإمام العادل ، ألا وإنّ الرعيّة الفاجرة تهلك بالإمام الفاجر[4].

( ما تَعْبُدونَ مِنْ دونِهِ إلاّ أسْماءَ سَمَّيْتُموها أنْتُمْ وَآباؤُكُمْ ما أنْزَلَ اللهُ بِها مِنْ سُلـْطان إنِ الحُكْمُ إلاّ للهِ أمَرَ ألاّ تَعْبُدوا إلاّ إيَّاهُ ذلِكَ الدِّينُ القَيِّمُ وَلكِنَّ أكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمونَ )[5].

فمن لم يحكم بما أنزل الله فاُولئك من الكافرين والفاسقين ولا حرمة له ولا طاعة له ، كما قال الإمام الباقر (عليه السلام) : ثلاثة ليس لهم حرمة : صاحب هوىً مبتدع ، والإمام الجائر ، والفاسق المعلن للفسق[6].

فالواجب على المسلمين في أقطار العالم ، اتّباع ما قاله أمير المؤمنين علي (عليه السلام) : الواجب في حكم الله وحكم الإسلام على المسلمين ... أن لا يعملوا عملا ولا يقدّموا يداً ولا رجلا ، قبل أن يختاروا لأنفسهم إماماً عفيفاً ورعاً عارفاً بالقضاء والسنّة ، يجبي فيئهم ، ويقيم حجّهم وجمعتهم ، ويجبي صدقاتهم ...

وأخيراً على القائد الإسلامي أن يكون عارفاً بمصدر الإسلام وبالقرآن الكريم والسنّة الشريفة ، وإنّ الإسلام دين ودولة ، جامع كامل شامل يتماشى مع كلّ عصر ومصر ، ويحيى مع الحياة ، وينسجم مع قوانين الحياة في المجتمع والتأريخ ، والقرآن يحتوي على أكثر من ستّة آلاف آية كريمة ، تتناول مختلف شؤون الحياة ، فما من صغيرة ولا كبيرة ، إلاّ وللإسلام فيها حكماً وقانوناً ، فمن تصدّى في تنفيذه وإجرائه أي الحاكم والقائد الإسلامي ، لا بدّ أن يكون عارفاً بذلك ، مؤمناً به ، ومدافعاً عنه ، ولولا ذلك لكان ما يفسده أكثر ممّـا يصلحه.

فالقائد الإسلامي : لا بدّ أن يكون عالماً عارفاً فقيهاً خبيراً بعيوب النفس وآفاقها ممثّلا لجميع تعاليم الإسلام في العبادات والمعاملات والسياسة والحكومة والإدارة والاجتماع والأخلاق والاقتصاد والدفاع ، وكلّ ما يمتّ إلى هذه الاُمور وما شابهها ويتّصل بها.

قال النبيّ الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله) : الرئاسة لا تصلح إلاّ لله ولأهلها ، ومن وضع نفسه في غير الموضع الذي وضعه الله فيه ، مقته الله[7].

( فَالحُكْمُ للهِ العَلِيِّ الكَبيرِ )[8].

( ألا لَهُ الحُكْمُ وَهُوَ أسْرَعُ الحاسِبينَ )[9].

( وَجَعَلـْنا مِنْهُمْ أئِمَّةً يَهْدونَ بِأمْرِنا لَمَّـا صَبَروا وَكانوا بِآياتِنا يوقِنونَ )[10].

قال الإمام السجّاد (عليه السلام) : اللّهم إنّك أيّدت دينك في كلّ أوان بإمام أقمته علماً لعبادك ومناراً في بلادك ، بعد أن وصلت حبله بحبلك ، وجعلته الذريعة إلى رضوانك ، وافترضت طاعته وحذّرت معصيته ، وأمرت بامتثال أوامره ، والانتهاء عند نهيه ، وألاّ يتقدّمه متقدّم ، ولا يتأخّر عنه متأخّر[11].

فالدين يمثّل حكومة الله على الأرض ، وتطبيق سننه ، ونشر شرائعه ، ومعارفه وعلومه ، لإسعاد الإنسان وإنقاذه من الشقاء والتعاسة والبؤس والحرمان ، وإنّما كان ذلك بقيادة الأنبياء والمرسلين ، ثمّ بأوصيائهم وخلفائهم ، وفي زمن الغيبة بيد العلماء والفقهاء ، ليضمن خلود الرسالات السماوية ، والشرائع الإلهية ، وسلامتها من أخطار التحريف والتشويه والاضمحلال والانحلال.

ولا يكون ذلك إلاّ لمن كان جديراً في قيادته الإسلامية ، أن يقوم بمثل هذه المسؤولية العظمى.

( لَقَدْ أرْسَلـْنا رُسُلَنا بِالبَيِّناتِ وَأنْزَلـْنا مَعَهُمُ الكِتابَ وَالميزانَ لِيَقومَ النَّاسُ بِالقَسْطِ )[12].

وقال الإمام الصادق (عليه السلام) : لا يترك الأرض بغير إمام يحلّ حلال الله ويحرّم حرامه . وهو قول الله : ( يَوْمَ نَدْعو كُلَّ اُناس بِإمامِهِمْ )[13] ، ثمّ قال : قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) : من مات بغير إمام مات ميتة جاهلية[14].

وقال الإمام الباقر (عليه السلام) : أما لو أنّ رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدّق بجميع ماله وحجّ جميع دهره ولم يعرف ولاية وليّ الله فيواليه ، ويكون جميع أعماله بدلالته إليه ، ما كان له على الله حقّ ثوابه ، ولا كان من أهل الإيمان[15].

فالحياة على هدى الرسالة الإلهية على الصعيدين الفردي والاجتماعي ، لا تتحقّق إلاّ باتّباع أوامر الله ، ولا يكون ذلك حتّى تكون الأعمال الصادرة من الإنسان بدلالة داع إلهي ، منصوب من قبل الله سبحانه ، من نبيّ أو وصيّ نبيّ أو من أشاروا عليه ، ولولا ذلك لما كان ضمانٌ لمطابقة التصرّفات الفردية والاجتماعية ، لحكم الله ورضاه ، وما يوجب إبراء الذمّة وإقامة الحجّة.

( ثُمَّ جَعَلـْناكَ عَلى شَريعَة مِنَ الأمْرِ فَاتَّبِعْها وَلا تَتَّبِعْ أهْواءَ الَّذينَ لا يَعْلَمونَ )[16].

اعداد وتقديم: سيد مرتضى محمدي

القسم العربي - تبيان

الهوامش:

 [1]الحديد : 25.

[2]الجاثية : 18.

[3]دعائم الإسلام 1 : 184 ، البحار 89 : 256.

[4]البحار 8 : 472.

[5]يوسف : 40.

[6]قرب الإسناد : 107.

[7]تحف العقول : 36.

[8]المؤمن : 12.

[9]الأنعام : 62.

[10]السجدة : 24.

[11]الحياة 2 : 378 ، عن عبقات الأنوار.

[12]الحديد : 25.

[13]الإسراء : 71.

[14]البحار 8 : 12 ، عن تفسير العياشي.

[15]الوسائل 1 : 91.

[16]الجاثية : 18.


دور الأمم المتحدة في صيانة حقوق الإنسان

حقوق الإنسان في نظام الجمهوريه الإسلاميه

انتهاک حقوق الإنسان في معسکر أشرف

الملف الأسود للغرب في مجال حقوق الإنسان

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)