• عدد المراجعات :
  • 904
  • 4/23/2011
  • تاريخ :

مبررات الشفاعة

الورد

ربما يقال: إذا كان المنقذ الوحيد للإنسان يوم القيامة، هو عمله الصالح، كما هو صريح قوله سبحانه: "وَ أَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنى"(الكهف:88) فلماذا جعلت الشفاعة وسيلة للمغفرة؟.

والجواب عن ذلك: إنّ لتشريع الشفاعة مبررات عدة،نذكر منها اثنتين:

 

الأول - الحاجة إلى رحمة الله الواسعة حتى مع العمل

إن الفوز بالسعادة وإن كان يعتمد على العمل أشد الاعتماد، غير أنّ صريح الآيات هو أنّ العمل ما لم تنضم إليه رحمة اللّه الواسعة، غير كاف في إنقاد الإنسان من تبعات تقصيره.

قال سبحانه: "وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِظُلْمِهِمْ مَا تَرَكَ عَلَيْهَا مِنْ دَابَّة وَلَكِنْ يُؤَخِّرُهُمْ إِلَى أَجَل مُسَمًّى"(النحل:61).

وقال سبحانه: "وَلَوْ يُؤَاخِذُ اللهُ النَّاسَ بِمَا كَسَبُوا مَا تَرَكَ عَلَى ظَهْرِهَا مِنْ دَابَّة"(فاطر:45).

 

الثاني - الآثار التربوية للشفاعة

بالرغم مما اعترض على الشفاعة من كونها توجب الجرأة، وتحيي روح التمرد في العصاة والمجرمين، فإنّ الشفاعة تتسبب في إصلاح سلوك المجرم وإنابته والتخلّي عن التمادي في الطغيان. وتظهر حقيقة الحال إذا لاحظنا مسألة التوبة التّي اتفقت الأمة على صحتها، فإنه لو كان باب التوبة موصداً في وجه العصاة والمذنبين، واعتقد المجرم بأنّ عصيانه مرة واحدة يخلّده في عذاب الله، فلا شكّ أنّه يتمادى في اقتراف السيئات باعتقاد أنّ تغييره للوضع الّذي هو عليه لن يكون مفيداً في إنقاذه من عذاب الله، فلا وجه لأن يترك لذات المعاصي. وهذا بخلاف ما إذا وجد الجو مشرقاً، والطريق مفتوحاً، وأيقن أنّ رجوعه يغير مصيره في الآخرة، فيترك العصيان ويرجع إلى الطاعة.

ومثل التوبة الاعتقاد بالشفاعة المحدودة (أي مع شروط خاصة في المشفوع له) فإذا اعتقد العاصي بأن أولياء اللّه قد يشفعون في حقه إذا لم يهتك الستر، ولم يبلغ إلى الحد الّذي لا تكون فيه الشفاعة نافعة،

ومثل التوبة الاعتقاد بالشفاعة المحدودة (أي مع شروط خاصة في المشفوع له) فإذا اعتقد العاصي بأن أولياء اللّه قد يشفعون في حقه إذا لم يهتك الستر، ولم يبلغ إلى الحد الّذي لا تكون فيه الشفاعة نافعة، فعند ذلك،ربما يعيد النظر في مسيره، ويحاول تطبيق حياته على شرائط الشفاعة، حتى لا يحرمها.

نعم، الاعتقاد بالشفاعة المطلقة المحررة من كل قيد، مرفوض في منطق العقل والقرآن. والمراد من المطلقة هو أنّ الأنبياء يشفعون للإنسان يوم القيامة، وإن فعل ما فعل، إذا عند ذلك يستمر ويتمادى في أعماله الإجرامية. وأما الشفاعة المحدودة بشرائط في المشفوع له والشافع، فلا توجب ذلك.

ومجمل هذه الشروط أن لا يقطع الإنسان جميع علاقاته العبودية مع الله، ووشائجه الروحية مع الشافعين، ولا يصل تمرده إلى حد نسف جسور الارتباط بهم.

*الإلهيات،آية الله جعفر السبحاني،


الخروج من القبر - صفة أرض المحشر 

الإشكالات المثارة حول الشفاعة

عوامل الإحباط وأسبابه

النارفي کلام أمير المؤمنين

هل الموت نهاية ام بداية؟

معاد الاِنسان هو جسماني وروحاني

ما هو أثر الشفاعة إسقاط العقاب أو زيادة الثواب؟

طباعة

أرسل لصديق

التعلیقات(0)